الباب عطشى.. ناشطون يحذرون من كارثة إنسانية في مدينة الباب بعد جفاف آبار المياه

أطلق ناشطون نداء استغاثة تحت شعار #الباب_عطشى، لتسليط الضوء على الكارثة الإنسانية التي تهدد مدينة الباب بعد جفاف آبار المياه في المدينة، وعجز المجلس المحلي عن إيجاد الحلول لهذه الأزمة المستمرة منذ سنوات.

وقال ناشطون، إن مدينة بحجم الباب يقطنها ما يزيد عن 320 ألف نسمة كانت تعاني من قلة المياه وغلاء أسعارها، تدق هذه الأيام ناقوس العطش، ولا يستبعد أن يتم اعلانها مدينة منكوبة بعد أزمة المياه الأخيرة.

ونقلت صفحة مدينة الباب على موقع فيسبوك، تقريرا مفصلا نشره الأستاذ أسامة النعوس لأزمة المياه في مدينة الباب، أوضح فيه أن المدينة تعاني منذ أكثر من أربع سنوات من نقص حاد بالمياه، وذلك بسبب قطع النظام للمياه عن طريق عين البيضة التي كانت تتغذى منها مدينة الباب سواء للشرب أو للري.

وأشار التقرير إلى أن أهالي المدينة يشربون مياه الآبار التي تكون غالبا غير صالحة للشرب مما يسبب أمراض كثيرة وخاصةً للأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.

وكشف التقرير عن محاولات المجلس المحلي في مدينة الباب لحل هذه الأزمة، عبر مشروع بناء خزانين للمياه داخل المدينة يتم تعبئتهم بالمياه عن طريق الصهاريج وبيعها للصهاريج داخل المدينة بأسعار أقل من القطاع الخاص، ما تسبب بتفاقم الأزمة بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية، وجفاف الكثير من الآبار.

وعول المجلس المحلي على مشروع جر المياه من آبار سوسيان الذي قام به بالتعاون مع منظمة الإحسان، ولكن المشروع أثبت فشله بسبب التكلفة الكبيرة لجر المياه عبر المضخات والذي يكلف 100 ألف دولار شهريا، وجفاف عدد من آبار سوسيان أيضا.

وتم طرح المشكلة مع الوالي التركي “شانون الأسمر”، وكان رده بأن مدينة اعزاز تعتمد على مياه الآبار منذ سنوات وإن الوضع مقبول فيها، متجاهلا مصير أكثر من 320 ألف نسمة يقطنون في المدينة.

وأصدر المجلس المحلي في مدينة الباب في 24 حزيران الحالي، بلاغا يطالب الأهالي بضرورة الإسراع بتركيب عدادات المياه للحد من الهدر وتجنبا لأي مخالفة شرعية وقانونية، والمساواة في وصول المياه لكل الأهالي وعدم ضياعها وشحها، مشيرا إلى أن مديرية خدمات البلدية قدمت جميع التسهيلات للأهالي من أجل الاسراع بتركيب العدادات وتقسيط قيمتها.

ويشكو الأهالي حاليا من عدم تأمين المياه من قبل الصهاريج وارتفاع أسعارها بشكل كبير، حيث وصل سعر المتر المكعب إلى حوالي 30 ليرة تركية، وهو مبلغ كبير بالنسبة للدخل المنخفض وقلة فرص العمل في المناطق المحررة، ما يزيد من معاناة الأهالي وسط أوضاع معيشية سيئة.

وناشد الناشطون كافة الجهات المحلية والدولية وخاصة تركيا باعتبارها المسؤول المباشر عن المنطقة، لحل هذه المشكلة بالسرعة القصوى قبل وقوع كارثة إنسانية كبيرة.

وطالبوا الأمم المتحدة بالوقوف عند مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية، وإجبار النظام على إعادة ضخ المياه إلى مدينة الباب أو تأمين بديل مناسب.

وسبق أن أطلق ناشطو مدينة الباب في 8 أيلول الماضي، فعالية لتوقيع عريضة احتجاجية لحملة الباب عطشى، شاركت فيها نقابات وتجمعات مدنية وروابط المهجرين في المدينة، وتم رفعها إلى مقر الأمم المتحدة في مدينة غازي عنتاب التركية للضغط على نظام الأسد وروسيا لإعادة ضخ المياه المقطوعة عن المدينة منذ سنوات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*