أبو عمشة في أحدث أمجاده

محمد حسين الجاسم الملقب أبو عمشة، القائد العام لفرقة أسمها يشير لولاء غير سوري “السلطان سليمان شاه”، يترجل من سيارات فارهة أمام عناصر فرقته ببروتوكول يماثل استقبال الفاتحين العظماء أو زعماء الدول العظمى في الحروب العالمية، تتناقل صوتياته مواقع اليوتيوب والفيسبوك وهو يهدد ويتوعد بعض عناصره الذين لم يجبوا له من أحد الحواجز سوى 5 آلاف دولار في يوم واحد، متهم هو وعناصره بجرائم اغتصاب وسرقة وابتزاز، فيما يعتبر أن العلم التركي هو تاريخ بلاده.
 
في صورة نشرت حديثا، وصورت من الأعلى لعناصر من فرقة سليمان شاه أو فرقة العمشات على اسم قائدها أبو عمشة، يشكل بها العناصر اسم قائدهم وإلى جانبه الهلال التركي، ما يعيد إلى الذاكرة ثقافة تمجيد المستبدين وغياب ثقافة المؤسسات، ليؤكد أبو عمشة أنه ما زال يدور في فلك الأنظمة الشمولية، التي لا ترى في المجتمعات إلا مزارع لقادتها، وليذكر بما كرسه حزب البعث من تقديس وتمجيد للأسد الأب سابقا وابنه لاحقا.
 
كما سبق وأن نشرت الفرقة مقطعا مصورا لأبو عمشة أثناء معايدته لعناصر تابعين لفرقته، فاجئ فيه أبو عمشة الشعب السوري المتعب من التشرد والنزوح في الشمال بمدى ما حمله الفيديو من محاولة منح الهيبة والقيادة لرجل لا يملكها، إذ يترجل القائد الفذ من سيارة فارهة ويقبل العناصر رأسه، وسط غياب كامل لعلم الثورة السورية وحضور فج لرموز الدولة التركية، ما دفع بالكثيرين بالسؤال عمن يكون هذا الرجل ولمن يعمل؟.
 

“الولاء لله والوطن ومحمد الجاسم أبو عمشة” عبارة أطلقها مقدم الخطاب لتخريج دورة أخرى لفرقة العمشات، لاقت استهجانا كبيرا من النشطاء، واستنكروا من خلال تعليقاتهم حجم التمجيد الزائف لأبو عمشة المثير للجدل.
 
وفي مقطع صوتي مؤثر بلهجته المعاتبة والمهددة، يستنكر أبو عمشة في اتصال مع مسؤول عن أحد حواجزه بأن المبلغ المحصل خلال يوم واحد هو فقط 4300 دولار؟، مطلقا عبارته الشهيرة “أهذا ما وصلنا إليه؟”.
 
يكشف الحوار مابين الرجلين عما يجري في الشمال المحرر من مآس، ففي الوقت الذي يفتقد فيه معظم الأهالي لأبسط احتياجاتهم الأساسية ترتع قيادة المجموعات في تحصيل ثرواتهم الطائلة من أرزاق الناس، في وقت يجدون أنه فرصتهم لكسب ما يمكن كسبه، دون الاكتراث بمصير السوريين الجائعين، متناسين واجبهم في الدفاع عن أهاليهم والعمل على مصالحهم.
 

كما انتشر مقطع مصور لسيدة تدعى إسراء الخليل، تتهم فيه أبو عمشة باغتصابها عدة مرات تحت تهديد السلاح والتصفية، ما تسبب بإجهاضها بحسب الخليل، كما أكدت أنها تلقت تهديدات بالقتل هي وعائلتها في حال قامت بنشر الحادثة.
 

وظهر لواء السلطان سليمان شاه في بداية عام 2016، ونشط في ريف حماه الشمالي الشرقي، لينتقل فيما بعد إلى الشمال منطويا تحت فصائل درع الفرات، وذلك أثناء القتال ضد داعش وبعدها حصار حلب.
 
ينضوي اللواء اليوم تحت راية الفيلق الأول التابع للجيش الوطني، ويتلقى اللواء دعما من تركيا، ومعظم مقاتليه ينحدرون من القومية التركمانية، ولا يخفي اللواء تبعيته لتركيا بشكل علني، ففي حين يحضر العلم التركي في كل مقاره، يوجه قائد اللواء التهاني بشكل دائم للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما أنه يتهم كل من يهاجم السياسة التركية بالعمالة للنظام.
 
تفيد بعض المعلومات بأن تعداد عناصره قد يصل إلى 700 عنصر، يحملون ولاءهم للدولة التركية ولقائدهم أبو عمشة، شارك اللواء في عمليات درع الفرات وغصن الزيتون، اتهم اللواء خلالها بتجاوزات وانتهاكات في المناطق الكردية.
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*