أسوشيتد برس: تنامي المشاعر المعادية للمهاجرين واللاجئين السوريين يقترب من نقطة الغليان في تركيا

حذرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، مما وصفته تنامي المشاعر المعادية للمهاجرين في تركيا، وخاصة اللاجئين السوريين بسبب المشاكل الاقتصادية في البلاد.

وجاء في تقرير للوكالة أن تركيا استقبلت في البداية اللاجئين الفارين من الصراع الطويل في سوريا بأذرع مفتوحة، لكن الوضع بدأ يتراجع تدريجياً وتراجعت السياسة نحو مواقف أكثر صلابة.

 ويعود ذلك وفق أسوشيتد برس إلى تضخم عدد الوافدين الجدد خلال العقد الماضي، والعديد من الأتراك حولوا إحباطهم من ارتفاع معدلات البطالة والارتفاع الهائل في أسعار المواد الغذائية والسكن، تجاه ما يقرب من خمسة ملايين مقيم أجنبي في البلاد.

ونقلت الوكالة شهادات سوريين في إسطنبول وأنقرة تعرضوا لاعتداءات “عنصرية”، ولم يجدوا “تعاطفاً” من الشرطة، ومن بينهم لاجئة سورية تعرضت مؤخراً لاعتداء “عنصري” رفقة ابنها (10 سنوات) في إسطنبول: “أفكر في مستقبل أطفالي. أحاول دعمهم بأي طريقة ممكنة، لكن لديهم الكثير من المشكلات النفسية الآن، ولا أعرف كيف أساعدهم في التغلب عليها. ليس لدي القوة بعد الآن. أنا متعبة جداً”.

وركزت الحملات العدائية بحق 3.7 مليون شخص فروا من الحرب في سوريا، وفق ما ذكره الباحث الأمني الدولي الزائر بجامعة بيلكنت في أنقرة، ومستشار مسؤولي حزب “الجيد” المعارض سليم سازاك.

وأكد سازاك أن التحول يعود إلى أن الجميع اعتقدوا في البداية أن هجرة السوريين ستكون مؤقتة، وأن الأتراك أدركوا في الآونة الأخيرة فقط أن “هؤلاء الناس لن يعودوا”، ويتعين عليهم أن يصبحوا “جيراناً ومنافسين اقتصاديين وزملاء مع هذه المجموعة من السكان الأجانب”.

ولذلك بدأ موضوع الهجرة يصبح موضوعاً رئيسياً بالحملة الانتخابية على الرغم من أن الانتخابات العامة المقبلة في تركيا ما زالت على بعد عامين، إلا أن أحزاب المعارضة الرئيسية في تركيا بدأت منذ فترة بالتعهد على العمل على تهيئة الظروف التي من شأنها أن تسمح بعودة اللاجئين السوريين.

ورغم أن الوضع في ظاهره استقر في أجزاء كثيرة من سوريا بعد عقد من الحرب، إلا أن التجنيد الإجباري والاعتقالات العشوائية والاختفاء القسري لاتزال مستمرة، ما يثبت أن العودة إلى أي جزء من البلاد “غير آمنة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*