أمام تضارب القيم والمصالح.. هل سوريا مهمة في السياسة الأمريكية

خلصت مجلة أمريكية إلى أن السبب الوحيد لتدخل الولايات المتحدة في الصراع السوري يعود إلى طبيعة الصراع السوري، وكونها مكانا لعدد كبير من المتطرفين.

وفي تقريرها المعنون “لا أحد يعرف لماذا سوريا مهمة” قال كاتب التقرير ستيفن كوك إنه بعد أيام قليلة من إعلان رئيس السابق دونالد ترامب عام 2019، أنه سيقوم بسحب القوات الأميركية من سوريا، استمع إلى محادثة بين ضابطي شرطة كانا يناقشان السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأيدا تحرك الرئيس في سوريا، واتفقا مع بعضهم البعض على أن الصراع على بعد آلاف من الأميال، ولا علاقة له بهم أو بالولايات المتحدة، كانوا مع إعادة القوات إلى الوطن، وإنهاء الحروب التي لا تنتهي.

ويضيف الكاتب أن تلك اللحظة قد عزّزت فكرة كانت تدور في رأسه طوال السنوات السبع الماضية، حول الفشل التام لمجتمع السياسة الخارجية في تقييم ما يجري في سوريا بشكل صحيح، وفهم كيفية تأثير ذلك على المصالح الأمريكية.

وترى مجلة أن أهداف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تتمثل في ثلاثة أهداف رئيسية هي ضمان تدفق موارد الطاقة، وضمان أمن إسرائيل، والحفاظ على النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وهي أهداف لا يؤثر عليها الصراع في سوريا، سوى ما يضيفه غالباً المحللون من هدفين آخرين هما منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الإرهاب.

ويؤكد التقرير أن الجدل حول ما يجب أن تفعله الولايات المتحدة ما يزال كما كان دائما “غير حاسم” رغم مرور الذكرى العاشرة على الحرب السورية، وأن لا أحد تقريبا يريد فعل المزيد في سوريا، ما يترك صانعي السياسة بلا خيارات ملائمة أو إجابات واضحة.

ويضيف التقرير أن عدم التدخل الذي تنتهجه السياسة الأمريكية في سوريا قد يكون مزعجا من الناحية الأخلاقية، لكنه مبرر من الناحية الإستراتيجية، هذا ما يجعل الوضع غير مريح لدى السياسة الخارجية الأمريكية، هو عجزها عن التوفيق ما بين القيم والمصالح.

ويذهب التقرير إلى أن ما حدث في سوريا على مدى العقد الماضي لم يهدد التدفق الحر لموارد الطاقة في المنطقة، بالنظر إلى أن سوريا لم تكن مصدرة رئيسية للنفط، ما يجعل تصريح الرئيس الأمريكي ترامب عقب تراجعه عن سحب قواته من سوريا بأنه سيبقى من أجل النفط كان غير صحيحا.

كما خلص التقرير إلى أن لا سوريا ولا إيران ومعهم حزب الله قادرة على تهديد أمن إسرائيل، بعد الأداء الضعيف لكل من قواتهما خلال العقد الماضي، لا سيما مع شن إسرائيل لضربات جوية للوجود الإيراني في سوريا وعجز الأخيرة عن الرد.

ما اعتبر ضعفا للولايات المتحدة بعد التدخل الروسي وإنقاذ الأسد، يراه كاتب التقرير عبئا ثقيلا على كاهل الروس، في صراع يبدو لا نهاية له، في حين لا شيء حدث خلال الصراع السوري أضر بقوة الولايات المتحدة.

بما يتعلق بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، فقد تكفلت بها إسرائيل عام 2007، حين دمرت المنشأة النووية السورية، ورغم بقاء مشكلة الأسلحة الكيماوية لدى النظام السوري، إلا أن هذا الأمر لا يحظى باهتمام، كما أن الرد الأمريكي الذي شنه ترامب لم يحدث أي تغيير في الصراع.

ومن هنا يمكن أن يبقى السبب الأساسي للتدخل الأمريكي محصورا في مكافحة التطرف في سوريا، بعد أن أصبحت تعج بالميليشيات المتطرفة المتنافسة.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*