كتاب سجن صيدنايا.. شهادات لناجين من الموت

أًصدرت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” كتابا حمل عنوان “سجن صيدنايا خلال الثورة السورية: شهادات“، يتضمن شهادات حية لمعتقلين سابقين تحدثوا فيها عما يجري داخل سراديب السجن من فظائع ترتكب بحق سجناء الثورة السورية.

يعرض الكتاب الذي نشر في 28 تموز الماضي تجربة 15 معتقلاً، لم يحالف جميعهم النجاة، ليروي أقرباء من قتلوا ما عاينوه من تجارب معتقليهم أثناء زياراتهم.

تحمل الشهادات بمجملها صورة قاتمة لطبيعة الحياة التي تسود داخل السجن سيء السمعة، ما يعطي تأكيدا للقارئ أن الناجين منه قد سنحت لهم فرصة الولادة من جديد.

وجاء في مقدمة الكتاب التي توضح المراحل التي يعبرها السجين في الاعتقال والتحقيق ورحلة الموت إلى السجن، وما يعيشه من يوميات روتينه: “لا شيء أسهل في سجن صيدنايا من القتل أو الموت؛ بالإعدام الميداني الذي كان يطال عدداً يتراوح بين الخمسين والثلاثمائة، مرتين في الأسبوع، بحسب تقدير أحد الشهود، أو بالإعدام بطريقة غير مباشرة”.

ويستعرض الكتاب أنواع التعذيب الذي له في صيدنايا خصائص تختلف عما يجري في أفرع المخابرات. فهناك يهدف التعذيب، في الغالب، إلى الحصول على المعلومات، وقد يحدث أحياناً بقصد الإذلال والتشفي، أما في صيدنايا التعذيب هدفا في حد ذاته.

“صيدنايا مكان خُصِّص لمعاقبة الثورة السورية”، كما عبّر شاهد آخر قال إن الفارق الثاني هو أن المحقق في الأفرع يستمر في الضرب حتى يحصل على ما يريد من معلومات أو اعترافات، أما إن كان الضرب عقوبة فإنه يستمر حتى يصرخ السجين الذي يُعدّ امتناعه عن ذلك تحدياً. أما في صيدنايا فعلى العكس، يُفترض أن تتلقى الضرب وأنت صامت، وكلما صرخت زادت عقوبتك.

وتسعى رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا التي تأسست على يد 30 معتقلا سابقا في العام الماضي من وراء نشاطها إلى الكشف عن مصير المعتقلين والمفقودين قسرا، وتعنى بشؤونهم وتوثيق أعدادهم ومعلوماتهم، كذلك التواصل مع ذويهم ومحاولة إيصال أصواتهم والمطالبة بهم.

ومن أبرز ما كشف عن سجن صيدنايا ما نشرته منظمة العفو الدولية في تقرير لها وصفت به السجن بـ “المسلخ البشري”، وكشفت من خلال التقرير عن تعمد النظام السوري تصفية المعتقلين فيه عبر التعذيب الممنهج، وهو ما أكدته صور قيصر المسربة.

يدير سجن صيدنايا الشرطة العسكرية ويتبع لوزارة دفاع النظام السوري، مكون من مبنين ويستوعب ما يقارب 20 ألف سجين.

“وعندما عاد من الزيارة الأخيرة ضربه مجند يدعى عيسى محمد، يقول السجناء إنه وحده قتل المئات منهم، ببورية معدنية على بطنه أدت إلى نزيف داخلي أودى بحياته في نيسان 2014. وحين بدأت عائلته بتجهيز مراسم العزاء منعوها”، هذه أحدى القصص التي تضمنها الكتاب والتي يمكن أن تكون نموذجا عن آلاف القصص التي ظلت مكتومة ولم يعرف عنها شيئا، لنظام يمتهن قتل شعبه بكل ما يملكه المجرم من إبداع.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*