لاجئ سوري يقضى عطلته بإطعام المشردين في بريطانيا بعد تعرضه للتجويع في لبنان

روت صحيفة الغارديان البريطانية، قصة اللاجئ السوري “خالد وكاع”، الذي يمضي عطلته بإطعام المشردين في شوارع بريطانيا التي منحته حق اللجوء.

ويتذكر وكاع لحظات معاناته من التشرد وشعوره بالجوع، التي كان قد عاشها سابقاً في لبنان، لتصف الغارديان خالد بعد خطوته بـ “الملاك الحارس”.

واضطر وكاع وزوجته لمغادرة قريتهم بريف دير الزور شرقي سوريا في عام 2013. بعد أن رفض القتال إلى جانب قوات الأسد أو “تنظيم الدولة”.

وعام 2013 وبعد وصولهما إلى لبنان، حاملين حقيبة ملابس فقط، وصل الزوجان إلى شفير الهاوية، إذ كانا ينامان في الشارع أو على أسطح منازل الأصدقاء.

واشتغل اللاجئ في مزارع الكروم، والإنشاءات والحلاقة، لكن مع عبور المزيد من اللاجئين عبر الحدود، أصبح من الصعب العثور على عمل.

وانتهى المطاف بخالد وعائلته داخل مخيم، حيث تم تخصيص منزل مهجور لهما، تغمره المياه في كثير من الأحيان، وازدادت معاناته عام 2015، حين أمضى ليال وأياماً في أحد مشافي لبنان حيث كانت زوجته تعاني من الهزال واليرقان.

ويقول خالد “لقد بدأنا أنا وزوجتي بالموت، فقد أراد المستشفى 500 دولار من أجل الفواتير الطبية، فتركتها في غرفة الانتظار وذهبت للتسول أمام المساجد والكنائس، ولكن لم يساعدني أحد”.

ووصلت معاناة خالد إلى اللاجئين السوريين في بيروت بعدما نشر أصدقاؤه قصته على فيس بوك، ليتلقى بعدها مكالمات هاتفية من أشخاص أرادوا مساعدته رغم عدم امتلاكهم الأموال.

وفي النهاية تمكن المساعدون من جمع 200 دولار فقط، لكن المستشفى رفض قبول المبلغ لأنه غير كاف، وبعد مفاوضات كثيرة رضخ المشفى وتم إدخال الزوجة للعناية.

ويتذكر خالد تلك اللحظات ويبكي ليس بسبب عدم اكتراث مسؤولي المستشفى بحال زوجته المريضة، بل بسبب امتنانه الكبير للسوريين الذين ساعدوه، وأعطوه كل ما يملكونه رغم عدم معرفتهم به.

وهذا ما شجع خالد اليوم على مساعدة الآخرين، حيث أمضى خالد كل وقته في العمل التطوعي، منذ وصوله إلى مدينة إكسترا عام 2017 برفقة زوجته وحصوله على حق اللجوء في بريطانيا.

ويرى وكاع أن الناس الذين يطالبونه بالرجوع إلى بلده “لا يفهمون أن اللجوء ليس خياراً” مؤكداً أنه لم يأتِ إلى بريطانيا لأخذ المال من أحد والجلوس في المنزل طوال الوقت.

ورغم صعوبة الحصول على وظيفة إلا أنه مصمم على العمل ومساعدة الناس والمساهمة في تحسين البلد الذي وفر له ولبناته الصغيرات بيتاً وملاذاً آمنا.

وفي أيام عطل الأحد يخرج خالد لتوزيع وجبات نباتية سورية مطبوخة في المنزل على المشردين في وسط المدينة، ويقدم دروساً رياضية مجانية في الحديقة ويقول “إنني أتفهم شعور الجوع، لقد كان لدي نفس الشعور مع عائلتي في لبنان”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*