مؤتمر اللاجئين في دمشق.. متاجرة جديدة للأسد بأوجاع السوريين

قال رأس النظام السوري بشار الأسد اليوم في كلمته بمؤتمر عودة اللاجئين السوريين، الذي ترعاه روسيا في دمشق إن اللاجئين السوريين يتعرضون لضغوط بهدف منعهم من العودة لبلادهم.

وزعم الأسد في حديثه أن العقوبات الأمريكية هي السبب في عجز الحكومة السورية في إعادة تأهيل البنية التحتية في سوريا، مضيفا أن غالبية السوريين في الخارج يرغبون في العودة ويرفضون أن يكونوا رقما على لوائح الاستثمار السياسي وورقة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب.

وأضاف: “إذا كانت قضية اللاجئين بالنسبة للعالم هي قضية إنسانية فبالنسبة لنا إضافة لكونها إنسانية فهي قضية وطنية… وقد نجحنا في إعادة مئات الآلاف من اللاجئين خلال الأعوام القليلة الماضية”.

وادعى الأسد أن ” “موضوع اللاجئين في سوريا هو قضية مفتعلة فتاريخ سورية ولقرون مضت يخلو من أي حالة لجوء جماعية وبالرغم من أن سوريا عانت عبر تاريخها الحديث والقديم من احتلالات متتالية واضطرابات مستمرة حتى نهاية ستينيات القرن الماضي إلا أنها بقيت هي المكان الذي يلجأ إليه الآخرون هرباً من الاضطرابات والأزمات المختلفة لا العكس”.

يأتي حديث رأس النظام السوري اليوم بعد رفض دولي واسع للمشاركة لا سيما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى جانب دول كتركيا وكندا، فيما حضره بشكل واسع مؤسسات روسية إضافة إلى إيران ولبنان والصين وباكستان إضافة إلى الإمارات العربية وعمان.

وردت الحكومة الأمريكية على الدعوة للمؤتمر بفرض عقوبات استهدفت 8 أفراد و11 كيانا، منها شركات عاملة في قطاع النفط، اتهمتهم الحكومة الأمريكية بتقديم الدعم للنظام السوري، كما طالت العقوبات وزراة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري.

سبق هذه العقوبات عقوبات أخرى في حزيران الماضي على 39 شخصية وكيان من بينهم رأس النظام السوري بشار الأسد وزوجته أسماء.

وصرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في سابق إنه يجب توقع فرض عقوبات «أكثر بكثير» على حكومة الأسد خلال الأسابيع والشهور المقبلة، مضيفا “لن نتوقف إلى حين توقف الأسد ونظامه عن حربهم الوحشية غير المبررة ضد الشعب السوري”.

وكان المسؤول الأول في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل رد في وقت سابق حول رفض الاتحاد الأوروبي المشاركة في المؤتمر بأن الظروف الحالية في سوريا لا تشجع على الترويج لعودة طوعية على نطاق واسع ضمن ظروف أمنية وكرامة تتماشى مع القانون الدولي، مشيراً إلى أن عمليات العودة المحدودة التي جرت تعكس العقبات الجمة والتهديدات أمام عودة اللاجئين والنازحين وخصوصا التجنيد الإجباري والاعتقال العشوائي والاختفاء القسري والتعذيب والعنف الجسدي والجنسي والتمييز للحصول على مسكن وأرض وملكية ورداءة أو غياب الخدمات الأساسية.

كما أكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو أن المؤتمر سابق لأوانه وأن الأولوية تتمثل في عودة آمنة وطوعية وكريمة إلى المناطق طبقا للقانون الدولي ووصول اللاجئين بدون عراقيل إلى مناطقهم.

وكانت الحكومة الكندية أعلنت رفضها للمشاركة في المؤتمر في بيان لها جاء فيه أنها تدعم عودة اللاجئين الآمنة لكن شروط العودة غير موجودة في سوريا.

إلى ذلك أكدت الرابطة السورية لحقوق اللاجئين أمس رفضها القاطع لإقامة المؤتمر في بيان لها جاء فيه: “نؤكد للعالم أن كل الدعوات التي تطرح هنا وهناك من أجل إقامة مؤتمر لعودة اللاجئين والنازحين السوريين هي دعوات مشبوهة الهدف منها إعطاء الشرعية لنظام الأسد الإرهابي”.

من جانبهم رد السوريين في محافظة إدلب على كلمة الأسد والمؤتمر بهاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي حمل عنوان “لن نعود و… موجود”، في موقف مفهوم وطبيعي بعد ما عانوه من قوات النظام السوري في تشريدهم من منازلهم.

وعبر الكثيرون عن سخريتهم من خطاب الأسد واصفين إياه بالمجنون والكذاب في تبريره المزيف حول دمار سوريا وإصراره على وصف السوريين المناوئين له بالإرهابيين.

وعلى بعد كيلومترات قليلة من مواقع تمركز قوات الأسد في إدلب، يواصل السوريون النازحون ترقب حل مآساتهم وعودتهم الآمنة إلى منازلهم بعد أن أرهقهم النزوح والشتات، شرطهم الوحيد في العودة هو خلو مناطقهم من قوات الأسد وروسيا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*