مواد التدفئة في إدلب ترتفع بنسبة 100 بالمئة

تواصل أسعار مواد التدفئة في محافظة إدلب ارتفاعها منذ بداية فصل الشتاء لتبلغ نسبة الزيادة في بعض المواد الـ 100 بالمئة وتسجل  الأسعار أرقاماً قياسية، ما دفع بالأهالي للجوء إلى مواد تدفئة بسعر وشروط صحية وفنية أقل، وإن كانت على حساب صحتهم.

وبلغ سعر طنّ قشر البندق هذا الشتاء 260 دولاراً، وقشر الفستق الحلبي 315 دولاراً، وقشر المشمش 290 دولاراً، وقشر الجوز 280 دولاراً، و”الحبيبات” 240 دولاراً.

بينما سجل طن قشر البندق في العام الماضي، ما يقارب الـ 150 دولاراً، وقشر الفستق 200 دولار، وقشر المشمش 190 دولاراً، وقشر الجوز 170 دولاراً، والحبيبات 140 دولاراً.

أما أسعار الحطب فتتراوح في إدلب من 150 دولاراً إلى 230 دولاراً، وتختلف الأسعار بحسب درجة التجفيف والنوعيّة، في حين كانت تتراوح الأسعار السنة الماضية من 120 دولاراً إلى 180 دولاراً.

أسباب الغلاء

يوضح مصطفى الزين، وهو تاجر “قشور” في ريف إدلب، أنّ أبرز أسباب غلاء أسعار القشور هو “الغلاء العالمي الذي تشهده مختلف أنواع السلع”، ويضرب مثالاً بأسعار المحروقات الأوروبية التي تستوردها المنطقة التي تضاعفت أسعارها قياساً بالعام الماضي، وكذلك المواد الغذائية.

ويضيف الزين، أن “اتّجاه الأتراك نحو استعمال القشور في عدة مجالات أبرزها الصناعة (الحرّاقات) بديلاً عن الفحم الحجري، زاد من الطلب على المادة وبالتالي ساهم في ارتفاع أسعارها”.

ويستورد شمال غربي سوريا مختلف أنواع القشور من تركيا، وتدخل إلى المنطقة عبر المعابر الحدودية، وإلى إدلب عبر معبر “باب الهوى”. 

وأشار الزين إلى ارتفاع أجور نقل السيارات في الداخل التركي، من 600 دولار أميركي إلى نحو 900 دولار للسيارة الواحدة، وهي من الأسباب التي تسببت بارتفاع أسعار القشور.

وتبلغ ضريبة معبر باب الهوى 5 دولارات عن الطنّ الواحد، و”رسوم التعليم” عن كل سيارة نحو 36 دولاراً.

وأوضح التاجر مصطفى الزين أن من أبرز أسباب ارتفاع أسعار القشور، هو تحوّلها خلال السنتين الماضيتين من مواد تدفئة ثانوية، إلى مواد تدفئة رئيسية، ما زاد الطلب عليها بشكل متزايد.

ومن جملة أسباب ارتفاع سعر القشور، هو ارتفاع أسعار المحروقات في إدلب، بعد أن صارت مستوردة ـ أوروبية، إلى جانب انقطاعها بشكل متكرر، في ظل حظر استيراد المحروقات من مناطق سيطرة “الجيش الوطني”، قبل أن تبدأ “حكومة الإنقاذ” مؤخراًَ باستجرار ما يعرف بـ”المازوت القرحة” ذي الاستعمال الخطر وغير الصحي، بسبب رداءة نوعيته.

ويبلغ سعر برميل المازوت من النوعية الجيدة في مناطق سيطرة الجيش الوطني شمال وشرقي حلب 115 – 118 دولاراً. أما في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام وبعد أن تفرض الأخيرة ضرائبها وتحتكر بيعه، فيبلغ سعره 145 – 155 دولاراً.

أما سعر برميل المازوت من النوعية الرديئة والخطيرة، فيبلغ في إدلب 117 – 120 دولاراً.

“القشور ورطة.. ما البدائل؟”

مع ارتفاع أسعار القشور، بدأ الأهالي البحث عن بدائل عنها من أجل التدفئة، لكن إعادة التجهيز للمادة الجديدة، يرتب عليهم تكاليفاً إضافية ليست في الحسبان.

يقول ماهر أبو أحمد، وهو من سكّان بلدة حزانو شمالي إدلب إنّ استعمال القشور في التدفئة صار من الماضي، على اعتبار أن ارتفاع أسعارها بشكل كبير، يفوق استطاعة الأهالي.

وأشار في حديثه إلى أن القشور حين بدأ انتشارها في الأسواق قبل سنوات، لم يكن يتجاوز سعر الطن الواحد منها الـ 100 دولار من النوع الممتاز، بينما اليوم، باتت تفوق أسعار المازوت.

والآن يرى ماهر أن الاعتماد على القشور للتدفئة خلال السنوات القليلة الماضية كان “ورطة”، لأن عدداً واسعاً من الأهالي جهزوا مدافئ للقشور بكلفة لا تقل عن الـ 150 دولاراً. واليوم لو قرروا استخدام الحطب أو البيرين أو حتى التيار الكهربائي يتعين عليهم شراء مدفأة جديدة لا تقل عن الرقم السابق.

أما أسعار الحطب، ما زالت مقبولة قياساً بالقشور، لكن يشتكي الأهالي من رطوبة المواد المنتشرة في السوق، على اعتبارها حديثة القصّ.

وينصح عبد العزيز نجم المهجّر من مدينة خان شيخون، والمقيم في مدينة إدلب، باستخدام مدفأة الكهرباء في ظل توفّر التيار الكهربائي.

وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الكهرباء، بمعدّل لا يقل عن أسعار القشور، يقول نجم: “عائلتي صغيرة، فأنا أقيم مع أمي وأخي فقط، المدفأة كهربائية لا يتجاوز سعرها الـ 25 دولاراً، في حين مدفأة القشر اليوم لا تقل عن الـ 150 دولاراً، كما أنّ الكهرباء متوافرة ومستقرة أسعارها أكثر من أي نوع من مواد التدفئة”.

الحطب.. الغلاء من المصدر

تعتبر منطقة عفرين المصدر الرئيسي لحطب التدفئة في أسواق إدلب المحليّة، وتسلك رحلة الوصول إلى المنطقة، حواجز ومعابر للفصائل العسكرية.

يقول قتيبة الدمشقي، وهو تاجر حطب على دوار سرمدا الرئيسي: إن أسعار الحطب بمختلف أنواعها ارتفعت من المصدر، بسبب زيادة الطلب عليها بالدرجة الأولى، مع آخر منخفض جوي ضرب المنطقة السنة الماضية، وبقي محافظاً على ارتفاعه”.

وأوضح الدمشقي في حديثه، أن موجة الغلاء اليوم، من الممكن أن تباشر في التراجع بسبب كساد المواد نظراً لقلة الإقبال عليها، في ظل ارتفاع أسعارها هذا العام.

ويفرض معبر الغزاوية التابع لـ”هيئة تحرير الشام”، خلال النقل من عفرين إلى إدلب، مبلغ 5 دولارات عن كل طنّ، كما يبلغ مجموع إتاوات الحواجز العسكرية التابعة لـ”الجيش الوطني” نحو 5 دولارات أيضاً.

المصدر: تلفزيون سوريا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*