“بنو معروف”.. حراك شعبي وموعد مع “الأيام الخوالي”

13015460_480322778825474_1464267779268975316_n

 

بالتزامن مع سلسلة التطورات المتسارعة في الميدان السوري على صعيد الحراك المدني والمسلح المستمر صعوداً منذ قرابة خمس سنوات، كانت السويداء، المحافظة ذات الغالبية الدرزية، ولا زالت بمفهوم غالبية كبيرة من أنصار الثورة السورية مغيبة عن ميادينها المتعددة، حيث يقول ناشطون إن المحافظة اختارت الوقوف على الحياد منذ بدايات الثورة، عندما لم تتحرك في مناصرة الجارة درعا.

إلا أن تطورات عديدة حدثت على صعيد الساحة الدرزية في سوريا، أثرت كما تقول “هند أبو حجر”، الناشطة من السويداء، في إعطاء زخم أكبر للحراك السلمي في جبل العرب، وتضيف إليه عامل أخر هو القبضة الأمنية الكبيرة في المحافظة، والتي أنتجت عمليات اعتقال غيبت وهجرت قسم غالب من أنصار الحراك المدني في المحافظة، أو حتى المسلح.

وتضيف أبو حجر “لا يمكن القول بحال أن الدروز هم مولون للنظام، فنحن أقرب للسوريين من أي نظام مرق أو سيمرق على تاريخ البلاد، انظروا إلى التاريخ هو يشهد على ذلك، لكن هنالك عوامل أقوى منا نحن كنشطاء حراك مدني، بالإضافة إلى أن هناك عوامل دولية وأخرى إقليمية تلعب لعبتها في تسخين المناطق أو تبريدها.. أنا لا أريد أن أبرئ موقف السويداء أو جرمانا أو باقي المناطق ذات المكون الدرزي، لكننا كنا بالفعل مع الحراك الثوري منذ بداياته”.

وعودة إلى ساحات السويداء، فقد شهدت المحافظة في الأيام الأخيرة اعتصامات متتالية وتظاهرات لما سمي حملة “حطمتونا”، والتي فعلت نشاطاتها في شوارع مدينة السويداء، الواقعة تحت سيطرة النظام، دون أن يكون الأخير قادراً على التصرف معها كما فعل في ميادين أخرى في سوريا، وهذا راجع إلى “طبيعة السويداء وخصوصيتها، وما يخشاه النظام السوري من خطر قادم منها لا محالة”، كما يرى “سامر بلاح” الناشط في السويداء نفسها.

يقول سامر: “ليست فقط الحملة الأخيرة التي خرجت احتجاجاً على انتخابات ما يسمى مجلس الشعب وفساد المسؤولين وممارسات النظام ضد أهالي السويداء من اعتقالات وسوق لخدمة جيشه، بل الأمر أكبر من ذلك، السويداء لم تكن بيوم برأيي بعيدة عن التأثر بمجريات الميدان. هل تعلمون أن أهالي السويداء هم أفقر شعب في سوريا؟ وهل تعلمون أننا لا يمكن بحال أن نعشق بشار الأسد ولا نظامه ونحن ذقنا منه الويلات؟ لكن الأمر لا ينظر إليه من جانب واحد أبداً، ومع ذلك نحن نقدر حالة العتب الموجودة لدى إخواننا في الوطن”.

ويتابع “العشرات من الشبان في السويداء قضوا في سجون نظام الأسد، وعدد أخر منهم قضوا في القتال مع إخوانهم في ساحات المعارك، وأخرون أيضاً كانوا ضحية لعبة نظام بشار الأسد، حيث زج بهم على جبهات المعارك مع أبناء جلدتهم، ما جعلهم رقماً في سجل قتلاه المتواتر.. هذا حديث جدلي يطول، لكن ما أود قوله هو أن ما حصل في السويداء أخيراً من تحركات دليل على أن بني معروف لا يمكن لهم بحال أن يناموا على الضيم، ولا أن يرضوا الضيم لأي سوري، والتحركات القادمة ستبين للجميع أن السويداء ليست واقعة في هوى بشار الأسد وزمرته الحاكمة”.

وكان ناشطون دروز دعوا على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي, مؤخراً، أهالي محافظة السويداء لتلبية نداءات الاعتصام والتظاهر، في دعوة منهم إلى إعادة أجواء الحراك مجدداً، بالتزامن مع أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المحافظة في أهلها ونازحيها.

وبالفعل سجلت تحركات شعبية وطلابية أمام مبنى المحافظة في مدينة جبل العرب، كما جابت مظاهرات أسواق المدينة مروراً بسينما سرايا وساحة الطرشان وساحة السير، وتجمعت في ساحة سلطان باشا الأطرش، أمام مبنى المحافظة، وشارك بين المتظاهرين شبان ونساء وكبار سن وطلاب مدارس.

كما رددت في تظاهرات الدروز الجديدة شعارات معادية للنظام منها “ما بنركع إلا لله”، و”الله سوريا كرامة وبس”، و”الفقير يرفع إيدو.. الفاسد ما بنريدوا”، بالإضافة لأخرى نددوا فيها “بانتخابات مجلس الشعب”، كما رددوا أغنية من فلكور “جنة جنة”، وهي ذات السيناريوهات التي حملتها الأيام الخوالي إبان انطلاق الثرة السورية، فهل تكون سويداء بني معروف على وعد آخر معها!!؟