مؤتمر استنبول يندد بتدخلات ايران في المنطقة بحضور روحاني

13007158_1077798712291148_3741839970732646829_n

زيتون – زهير أحمد
جاءت مشاركة حسن روحاني رئيس ديكتاتورية الملالي في مؤتمر القمة الثالث عشر للدول الاسلامية في اسطنبول، كالمستجير من الرمضاء بالنار. لأن روحاني اتخذ قراره للمشاركة في المؤتمر في وقت كان قبله قد صدرت مسودة البيان الختامي مع 4 مواد شديدة اللهجة ضد النظام الايراني وأن تركيبة وتوازن القوى الداخلي في المؤتمر كان يفيد بوضوح أن في اسطنبول لا شيء ينتظر النظام سوى الفضيحة والخزي وتشديد عزلته.

وحتى تلفزيون النظام وعشية انعقاد المؤتمر أبدى قلقه قائلاً «ولو أن شعار هذا المؤتمر هو الوحدة والتضامن من أجل السلام الا أن هناك مساعي لاثارة الفرقة لعدد من الدول».
ورغم كل هذه الحقائق، توجه حسن روحاني الى اسطنبول بقرار لا يمكن إلا أن يكون قد حظي بموافقة خامنئي ولكن بأي أمل ذهب هناك؟
كانت النتيجة أشد مما كان يتوقع. حيث ندد مؤتمر القمة الاسلامي في بيانه الختامي وبعبارات صريحة «تدخلات النظام الايراني و في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء، منها البحرين واليمن وسوريا والصومال» و«استمرار دعمه للإرهاب». كما أدان البيان حزب الله بسبب «أعماله الارهابية في المنطقة ولدعمه حركات وجماعات إرهابية».
عزلة كهذه وادانة اقليمية، في مؤتمر القمة للدول الاسلامية، أمر غير مسبوق منذ 4 عقود من عمر ديكتاتورية ولاية الفقيه وتحمل معها رسالة مميتة لحكومة تدعي الاسلام ووصاية الدول الاسلامية وهي تحلم بالهيمنة على المنطقة كما تدل على طي صفحة وبداية صفحة جديدة.
لقد استخدم النظام كل ما كان في جعبته من خداع ودجل بغية حرف بوصلة مؤتمر اسطنبول من التركيز على الارهاب ودور النظام في دعمه لاثارة الحروب ولكن لم تفده هذه المحاولات اليائسة.
السؤال المطروح الآن لدى المراقبين هو لماذا قام روحاني بالمشاركة في مؤتمر كان واضحا مسبقا ادانة نظامه فيه؟
تصريحات رئيس النظام في مطار مهرآباد قبل التوجه الى اسطنبول والتعبير عن أمله لـ «رفع الخلافات في العالم الاسلامي» توضح أن الحاجة الماسة الى ايجاد مخرج من المأزق الخانق الذي يعيشه اقليميا ودوليا، جعلت روحاني يتعرض للذل والتخاذل بحضوره المؤتمر.
كما حاول روحاني في كلمته استمالة الآخرين والتأكيد بأنه «لا السعودية مشكلة لايران ولا ايران مشكلة السعودية.. بل مشكلة الجميع هي الارهاب» الا أن هذه المحاولات كانت دون جدوى لأن وزير الخارجية السعودي قد أكد مسبقاً وعشية انعقاد المؤتمر أن شرط تطبيع العلاقات مع ايران هو سحب قواتها من سوريا اولاً واعلانها عن عدم التدخل في شؤون دول المنطقة.
تتجلى هزيمة النظام في مؤتمر قمة الدول الاسلامية بالتالي:
نظام ولاية الفقيه وبمشاركته في المؤتمر الاسلامي ذاق الأمرين، ليس لعدم حصوله على شيء وحسب وانما بتلقيه صفعات مذلة وادانات دول المنطقة وتضييق الخناق على رقبته أكثر مما مضى.
وكان روحاني يظن أنه يمكن أن يلمع مرة أخرى وجه النظام من خلال مناورات بالاعتدال وأن يخدع دول المنطقة. الا أن الادانات الشديدة أثبتت أن عهد التبجحات والعنتريات مثل «حوار الحضارات» أو «الاعتدال والتدبير» قد ولى، ولا يعود يمكن للتلاعب بالألفاظ الركوب على موجة سياسة المساومة وتحقيق مآرب النظام.
وأراد روحاني من خلال ما صرح به في مطار مهرآباد عشية رحلته الى اسطنبول، أن يفصل عند دول المنطقة حساب زمرته من حساب زمرة خامنئي حين قال:
«الحكومة الحادية عشرة (حكومة روحاني) شعارها هو عالم خال من العنف وهدفها مكافحة التطرف». ولكن اتضح خلال المؤتمر أن هذه الورقة لاتعود بأي فائدة وأن دول المنطقة أدركت أن زمر النظام كلها من طينة واحدة.
وبقي السؤال النهائي هو ماذا ستكون تداعيات هذه الهزيمة النكراء التي مني بها النظام في مؤتمر اسطنبول؟
الجواب هو أن رغم محاولة خامنئي من خلال الصمت والامتناع عن ابداء معارضة علنية وأن لا يكتب على حسابه هذا الفشل والادانة، الا أن هذا الصمت لا يدل على تأييد أو دعم روحاني.
لا شك أن هذه الضربة الموجعة ستترك وقعها أكثر مما مضى على موقع النظام اقليميا ودوليا، ويجعله في موقع أدنى في موازنة القوى، كما أنه سيفاقم الأزمة الداخلية والصراع على السلطة أكثر من ذي قبل، الأمر الذي يمكن مشاهدة نتائجه منذ الآن في الصحف ووسائل الاعلام التابعة للزمرتين.
فمن جهة ترى صحيفة «آرمان» في افتتاحيتها يوم 16 ابريل سبب هذه الهزيمة المذلة في أداء عشوائي لحفنة من المغامرين في تسلق جدار السفارة السعودية وتؤكد «هكذا أداء لم يؤد الى صالحنا وانما لصالح العربية السعودية». من جهة أخرى خصصت صحيفة «جوان» الناطقة باسم قوات التعبئة (البسيج) اللاشعبية في افتتاحيتها يوم 16 ابريل لدراسة «الطريق المسدود» و«سياسة التعامل» التي ينتهجها روحاني واستنتجت بلهجة لاذعة : «قطعا يمكن القول ان تشويه عزة الوفد الايراني في اسطنبول كان جزءا من سيناريو الرياض. ان مفتاح انتهاج التعامل كان هذه المرة أيضا انفراجا للسعوديين».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*