بعد فشلها في سوريا.. ما هي نظرية النظام السوري لـ “الهدن”؟

13124800_824171321020987_9205921239723025143_n

زيتون – حسام حسون

خمسة أعوام من المفاهيم، حول فيها بشار الأسد كتاب حياة السوريين إلى سلسلة أفلام رعب تصدرت الـ “بوكس أوفيس”، كما أنه أعاد تعريف الكون من جديد عندما حوّل «تنكة الزيت» إلى برميل «TNT» يسقط بكل غباء على روس السوريين بكل سهولة وبساطة ليرتكب مجزرة بكل «حقارة وجقارة»، لكنه أخيراً قرر أن يشرح للعالم الهدنة على طريقته عندما ارتكب عدة مجازر ونفى علاقته بها.

أنا الهدنة، أنا الرئيس
وباعتباره مركز الكون والمفكر الأول في التاريخ القديم والحديث، يعتبر بشار الأسد أن منطلق الهدنة ومفهومها الأساسي يخرج من بين «جلدتي» كتابه للمفاهيم العالمية فقط، أما باقي كتب المفاهيم فهي «كتب بسطات».
و»بذكائه المتواضع طبعاً» حوّل سوريا إلى جحيم قبل يوم من الهدنة حتى لا يشعر بالضجر طوال فترة الهدنة. وعند الساعة الثانية عشر من 27 شباط الفائت، كان عليه أن يكبت الشهوة المتجددة لقتل الناس بـ»كبسة الزر».
«الله، سوريا، شعبي وبس» هي الجملة التي ندم السوريون على سماعها يوماً لأنهم أدركوا لاحقاً أن المقصود منها هي الملكية بمعنى «أنا أتصرف بشعبي كما أشاء».
لكنه ونظراً لعدم اعتياده طيلة الخمس سنوات على «الهدوء والرومنسية» حولّ بشار الأسد الهدنة إلى «أكشن» بخروقاته المتهورة وحصاره للمدنيين والأطفال كما لو أن سوريا ومواطنيها «بلاي ستيشن» بيده.
تزامنت الهدنة أيضاً مع حفلة «باربكيو» لوفد النظام في جنيف الذي أرسله الأسد، وعيّن على رأسهم، أكثر المحتفلين إتلافاً للأعصاب وميلاً إلى التسلية بشار الجعفري، ليحول معظم المعارضين إلى مشافي القلب والضغط، كما معظم شخصيات العالم الاعتبارية.

الهدنة بأبهى صورها
لم يحتمل النظام بقاء طيرانه في المطارات عدة أيام من دون قصف وبراميل، وما إن مر الشهر الأول على ما عرّفه بالهدنة حتى كان ما يقارب الـ 500 مدني قد سقطوا ضحايا الهدوء «الشديد» في سوريا.
إلا أن الشهر الثاني بدا أكثر دموية بنظر السوريين، وجمالاً وحيوية بنظر الأسد، إذ ارتكب طيرانه برفقة طيران روسيا مجازر في إدلب وحلب وريف دمشق. ثم طالب مؤيديوه على حين غرة بـ»الكشف عن هوية الفاعل بالمجزرتين».
الشلل وإنفصام الشخصية وأمراض أخرى كالزهايمر يصاب بها فجأة بشار الأسد مع باقي أعضاء النظام، توصله إلى انتخابات مجلس الشعب، رغم أن معظم الشعب – بحسب تقارير عالمية غير خفية –إما أنه تحول إلى لاجئ أو أنه في مناطق خارجة عن سيطرة النظام ويعاني الأمرين.
ومع ذلك أصر النظام على أن «سوريا بخير» التي يعيشها في مخيلته، حينها فقط انهار البنك المركزي وتحولت الليرة السورية إلى أقل من عشرة أضعاف عما كانت عليه عندما كانت «سوريا بشر».

تعالوا إلى هدنتي
الهدنة التي يسعى إليها النظام لكن العالم لا يفهمه فيها، هي أن يعود الجميع إلى «حضن الوطن الدافئ» وأن يسلّم جميع الناس أسلحتهم إلى أقرب حاجز ويعانقوا بعضهم كأخوة قبل أن يصعدوا إلى «بوكس» سيارة المخابرات الجوية ويتوجهوا إلى حضن سجن عدرا الواسع.
الهدنة – بحسب ما صرّح في معظم الأحيان – أن يدخل جميع السوريين في دوامة المصالحات، حتى «يصطلح» من لم يرضى بصلاح «بوسة يد الأسد».
ويطلب النظام في هدنته الجديدة أن يعتبر السوريون من استشهد من ذويهم «مات موتة ربه» ثم أن يعودوا كما كانوا « مواطنون وشبيحة أخوة بين بعضهم لا نسمح للغريب أن يدخل بيننا مهما تم الدعوسة علينا».
لكن الحقيقة كما يرى السوريون هي أن العالم جرّب مع النظام احتمالين ليفهم المنطق وهي « تبويس الشوارب، الضغط الاقتصادي والسياسي» وبقي احتمال واحد، وهو صاروخ جو – أرض يجعل قصر المالكي « فجوة مشروع بناء جديد».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*