تحطم حلم تنظيم الدولة في عين العرب كوباني

maxresdefault1

استطاع المقاتلين الأكراد المدعومين بمقاتلين من الجيش الحر وقوات من البشمركة العراقية، وطائرات التحالف الدولي العربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الـ ـ26 من شهر كانون الثاني من العام الحالي، بطرد تنظيم «الدولة الإسلامية» من داخل مدينة عين العرب « كوباني» بعد معارك عنيفة استمرت أكثر من 112 يوماً من المعارك داخل المدينة، قتل فيها المئات من الطرفين وعشرات المدنيين ودمرت أجزاء كبيرة من المدينة.
وكانت المعارك قد اندلعت مع رفع التنظيم أول راياته عند أطراف مدينة عين العرب (كوباني) في السادس من شهر تشرين الأول من العام الماضي، حيث قام التنظيم بأكثر من 70 عملية تفجير بعربات مفخخة داخل المدينة وريفها في محاولة منه السيطرة على كامل المدينة، الى أن محاولاته باءت بالفشل وسط مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد، كذلك بلغت خسائر التنظيم في المدينة وريفها 979 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية» بينهم ما لا يقل عن 38 مقاتلاً انتحاريا.
ـ انهيار كبير في صفوف التنظيم:
ما أن سيطر المقاتلين الأكراد على المدينة حتى انهار قوة وقدرة التنظيم في ريف المدينة اذ خسر منذ الـ 24 من شهر كانون الثاني من العام 2015 أكثر من 160 قرية، وبذلك يكون المقاتلين الاكراد قد تمكنوا من استعادة السيطرة على أكثر من 35% من مجموع قرى ريف عين العرب (كوباني)، ومازالت قرى في الريف الغربي تشهد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الوحدات والكتائب وتنظيم الدولة فيما تشهد قرى أخرى بريفها انسحاباً من قبل التنظيم.
ـ كسر أسطورة البقاء والتمدد:
بهذا الانتصار حدت القوات الكردية من تمدد التنظيم وتكسرت أحلامه بالتوسع على أسوار المدينة.
وكان التنظيم قد انتصر في عدة معارك مع قوات النظام ومع مقاتلي الجيش الحر في حلب والرقة ودير الزور في العام الفائت، سيطر خلالها على مساحات واسعة من الأراضي السورية، وقد أحيت هزيمتهم في عين العرب الآمال بالخلاص من هذا التنظيم بقليل من الدعم الدولي للمقاتلين السوريين على الأرض.
ـ أوجه الخلاف بين معركة عين العرب ومعارك دير الزور:
– لم يكن التنظيم خلال معاركه ضد الجيش الحر وجبهة النصرة للسيطرة على المناطق المحررة في مدينة دير الزور بهذه القوة التي كان عليها عند بدء معاركه في عين العرب كوباني للسيطرة عليها.
– كما أن الأسلحة والذخائر التي كانت موفرة للنصرة والجيش الحر وقتها، لم يمتلك المقاتلين الأكراد في عين العرب جزء بسيط من الأسلحة مقارنة بتلك التي في دير الزور.
– كما أن معارك دير الزور كانت معارك نفوذ بين النصرة والتنظيم، يطغى عليها القتال من أجل البترول، على عكس معارك عين العرب كوباني التي كانت معارك عقائدية من طرف المقاتلين الأكراد والكتائب الداعمة لها من الجيش الحر،
– القاعدة الشعبية للتنظيم في حلب والرقة والدير هي سبب من أسباب تفوق التنظيم في معاركه التي سيطر خلالها على مناطق واسعة، وبقائه فيها دون أن يخسر أي منطقة من تلك المناطق، على عكس ما يجري الآن في عين العرب كوباني، حيث تقوم القوات الكردية المدعومة بالجيش الحر بطرد التنظيم من ريف المدينة، ولم يكن للتنظيم حاضنة شعبية في المنطقة تساعده على البقاء فيها، السبب في ذلك يعود الى تقاعس المجتمع الدولي عن مساعدة السوريين بحمايتهم من الآلة الإجرامية للنظام السوري، جعل المجتمع السوري يميل الى الجماعات الإسلامية ويوفر لها أرضية صالحة لإقامة مخططاتها.
ـ التخوف من استغلال النظام لانهيار التنظيم:
قام تنظيم الدولة الإسلامية باعادة نشر قواته من محافظة حلب بهدف ضمهم للمعارك شرقاً مع القوات الكردية وجماعات أخرى من مقاتلي المعارضة.
وبعد طرده من عين العرب كوباني تزايدت المخاوف من أن تتقدم قوات النظام في المنطقة والسيطرة على مساحات واسعة بريف حلب بعد أنباء عن نية التنظيم سحب مقاتليه من مناطق سيطرته بريف حلب، كون قوات النظام تمتلك خطوط تماس مع التنظيم تقدر ب70 كم من ريف حلب الجنوبي الشرقي وحتى ريف حلب الشمالي الشرقي، على عكس الجيش الحر وجبهة النصرة اللذان لا تتجاوز خطوط التماس بين التنظيم وبينهما ال30 كم بريف حلب الشمالي، ما يرجح كفة قوات النظام للدخول الى تلك المناطق في حال انهار التنظيم أو انسحابه منها.

خالد أبو الوليد