رمضان على أبواب الزعتري.. صحراء ملتهبة وكهرباء معدومة

zaatari-refugee-camp-19

زيتون – أسامة العيسى 

يعيش اللاجئ السوري في مخيم الزعتري المقام شمال شرق محافظة المفرق الأردنية منذ أواخر العام 2012 وحتى تاريخه، أوضاعاً معيشية صعبة, أهمها عدم وجود شبكة كهرباء ثابتة فيه تخفف عن قاطنيه معاناة الصحراء القاحلة التي يعيشون في وسطها.
صحراء مقفرة تأوي 82 ألف سوري:
يتربع على صحراء الزعتري المقفرة ما يزيد على 82 ألف لاجئ من الأراضي السورية، أجبرتهم قساوة الظروف والأحوال السيئة التي تمر بها البلاد على التوجه للأردن المجاور، ريثما تستتب الأمور وتعود الحياة الى مجراها الطبيعي في البلاد.
لا تغطي الكهرباء إلا نسبة بسيطة من أرض مخيم الزعتري المقسم لعدة قطاعات وفق المتعارف عليه هناك (سعودي – قطري – عماني – بحريني)، وفقاً للدولة الداعمة لكل قطاع، إلا أن مجموع تلك الدول لم تكن قادرة حتى تاريخه على تأمين شبكة كهرباء مقبولة على الأقل للسوريين اللاجئين فيه، وغالبيتهم من فئتي الأطفال والنساء، في ظل درجات حرارة تقارب 45 درجة في الصيف، وتنخفض إلى درجات متدنية دون الصفر في الشتاء وفترات الليل.
لا يوجد موارد مالية في الأردن!
«هنادي حريري»، من درعا، مقيمة في الزعتري منذ 3 سنوات، تقول لـ»زيتون»: «معاناتنا هنا في المخيم كبيرة، العيش فيه صعب، إنك تعيش وسط الصحراء، الشمس لاهبة وحارقة، ونحن مقبلون على شهر رمضان، إنه شيء صعب للغاية أن تصوم ساعات طويلة ولا كهرباء لديك والحرارة مرتفعة لحد لا يطاق».
وتضيف: «نعاني من مشكلة كبيرة فيما يتعلق بواقع الكهرباء وكذلك مسألة الإنارة في شوارع المخيم، هذه المشكلة مستمرة منذ سنوات ولم تحل رغم عدة مطالبات قمنا بها. أتت وفود من الخليج ومتبرعين من عدة دول وذهبوا دون أن يكونوا قادرين على حلها، والدولة هنا في الأردن تقول إنها لا تستطيع تحمل أعباء الشبكة لوحدها لكونها لا تملك موارد».
ويرى «حسين سلامات»، وهو أيضاً من درعا ومتواجد في الزعتري منذ سنتين تقريباً، أن مشكلة تزويد مخيم الزعتري بالكهرباء هي من أولى المشكلات الرئيسية التي يعاني منها اللاجئين السوريين، ناهيك عن مشكلات أخرى.
الكهرباء غير متوفرة منذ تأسيس المخيم:
ويضيف «لم يكن الزعتري مزوداً بأي شبكة للكهرباء منذ إنشاءه، كان عبارة عن مخيم عشوائي، باستثناء مقرات الأجهزة المعنية بإدارة المخيم من منظمات وسلطات محلية ودولية، إلا أن ما حصل هو قيام العديد من اللاجئين باستجرار الكهرباء بجهودهم إلى مناطق سكنهم من خيم وكرافانات، ولا زالنا على هذه الحال، لكن الضغط الكبير على الشبكة أدى إلى قطعها من قبل السلطات المحلية هنا، ولا زلنا ننتظر جود شبكة منظمة دون نتيجة».
وكانت مشكلة أخرى قد تبدت من خلال سوء توصيل شبكات الكهرباء إلى الخيم والكرافانات التي يقطنها اللاجئون، ما تسبب في حالات كثيرة في إزهاق روح العديد من الأرواح بينهم أطفال ونساء نتيجة احتراق الكثير من الخيم وحتى الكرافانات بسبب حدوث ماس كهربائي، وقد سجلت عدة حالات خلال الأعوام (2013 و2014 و2015) في هذا الخصوص.
«أم صبحي خوالده»، وهي لاجئة من حمص في الزعتري قالت لزيتون: إن السوريين لن يبقوا في المخيم ولا في الأردن إذا ما تحسنت الأحوال في سوريا، وتؤكد رغبتها بالعودة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها وعائلتها بالقول: «أنا زوجي معاق لا يقوى على الحركة، هو مقعد في الفراش منذ أن أتينا إلى هنا في منتصف العام 2013، هنا في الزعتري تحرقنا الشمس في الصيف ويأكل أجسادنا البرد في الليل، إنها حياة صعبة، كل شيء فيها صعب 3 سنوات من التشرد، والله لن نبقى دقيقة واحدة هنا إذا ما أكرمنا الله بهدوء الأوضاع في بلادنا».
وتشير «زيتون» إلى أنها حاولت التواصل مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في المخيم المتهمة من قبل اللاجئين السوريين بالتقصير في حل مشكلة شبكة الكهرباء، لكنها لم تتلقى استجابة لذلك، في الوقت الذي تؤكد فيه المفوضة مراراً أنها غير قادرة أيضاً على تحمل أعباء الشبكة الكهربائية بالكامل، في ظل نقص الدعم الدولي المقدم لها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*