لأوّل مرّة .. قوّات المعارضة في سورية تتوحّد في الساحل

الاذقية

ذكر قيادي في «الفرقة الأولى الساحلية» في سوريا، أن راجمات صواريخ، تعود لفصائل معارضة متعددة في الساحل السوري، قصفت مواقع للنظام في مدينة اللاذقية، مبينا أن هذه الراجمات تعود لفصائل مختلفة آيديولجيا عن بعضها بعضا، فمنها لفصائل إسلامية مثل «جيش الإسلام» ومنها للجيش الحر «لواء النصر»، قد توحدوا في حربهم ضد النظام السوري لأول مرة في منظر لم تشهد مثيله الثورة السورية.
وأفاد ناشطون، أن ثلاثة راجمات للصواريخ اصطفت بجانب بعضها على بعد مسافة لا تتجاوز أربعين كيلو مترا عن مدينة اللاذقية، حيث بدأوا يحددون الأماكن التي قرروا أن يقصفوها.
وبينوا أنه تم إطلاق هذه الصواريخ دفعة واحدة على أهداف للنظام، مشيرين إلى أن هذه الطريقة بإطلاق الصواريخ من الراجمات تشابه الطريقة التي نفذها النظام السوري عندما قصف مدينة نوى في ريف درعا، حيث أظهرت مقاطع فيديو راجمات الصواريخ للنظام، تطلق عشرات الصواريخ باتجاه المدينة المذكورة.
وسقط العديد من هذه الصواريخ في مناطق سيطرة النظام في اللاذقية، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات، حيث اقتصرت الأضرار على المادية، بحسب الصور التي بثها مؤيدو النظام السوري.
وفي سياق متصل، تبنى مجلس قيادة الثورة المشكل حديثا عملية إطلاق الصواريخ، وبث تسجيلا مصورا يظهر على الـ «يوتيوب»، مؤكدا فيه أن هذه العملية ردا على مجازر النظام السوري في دوما والغوطة الشرقية وتوعد بالمزيد.
ورد النظام السوري بتمشيط المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ بعشرات القذائف، في حين أن الظروف الجوية منعت الطيران الحربي والمروحي من التحليق في الجو، الأمر الذي كان لصالح قوات المعارضة التي عادت أدراجها بكل سهولة دون أن يصب أي من المقاتلين.
ويتخوف ناشطون من رد فعل النظام، الذي يرد على كل عملية من هذا النوع باستهداف المدنيين، كما حصل في قرية الناجية التي هجّر أهلها بعد مجزرة كبيرة راح ضحيتها أكثر من عشرين من النســـــاء والأطفال خلال الأسبوع المنصرم.
وأكد ناشطون داخل اللاذقية، أن النظام تأذى بشكل كبير جراء هذه الصواريخ التي ارتفع عددها في الآونة الاخيرة، ويقوم بالرد بعشرات الغارات الجوية وبكل وسائله العسكرية التقليدية، لكن الخشية هي من استخدامه أسلحة غير تقليدية وجميع الاحتمالات مفتوحة.
ويرى مراقبون، أن الخاصرة الضعيفة للنظام السوري هي جبهة الساحل، ولمعارضة تستغل هذا الضعف لصالحها، لكن الأجدى ان تستمر هذه السياسة في لي ذراع النظام السوري في أكبر حاضنة شعبية له ومعقله الأول.
ومن المتوقع أن تشهد الفترة القادمة الكثير من الأحداث في الساحل بعد محاولة قوات المعارضة اتباع سياسة النظام في قصف المناطق الآمنة، لكن قوات المعارضة في هذه المرة باتت أكثر وحدة وأكثر قوة، مستفيدة من الانتصارات التي حققتها في الجنوب والشمال على حد سواء.