أكثرمن 200 عائلة توقف دخلها بإغلاق راديو فرش

13494786_1119648358106183_1892781531035836837_n

زيتون – نسرين بيوش
أغلقت منظمة اتحاد المكاتب الثورية (URB) في مدينة كفرنبل أبوابها أمام موظفيها بقرار مفاجئ من قبل إدارتها, ولم يعرف العاملون فيها سبب هذا الإغلاق سوى بعض الإشاعات التي انطلقت على ألسنة الناس بأن ضغوطات تعرضوا لها من قبل فصائل عسكرية.
ويتبع للمكاتب راديو “فرش” والذي انطلق عملها في مدينة كفرنبل بتاريخ 15/7/2013, ويعمل فيه أكثر من 100موظف وموظفة، وموقع فرش “أونلاين”، والذي انطلق عمله بتاريخ 1/9/2014 ليكون هو الآخر أداة إعلامية توثق جرائم النظام بحق الشعب السوري، ويعمل فيه 27موظف وموظفة.
غيث الشيخ، مدير الموقع الإلكتروني، خريج أدب عربي قال لـ “زيتون”: “أنا من مؤسسي راديو فرش، انطلقت الفكرة صغيرة جدا لتكبر، حتى تمكنا في نهاية المطاف أن نطور عملنا بشكل أفضل، بما يتناسب مع تطورات المرحلة، وأصبح لدينا كادر قوي في جميع الاختصاصات، من محررين أخبار، ومذيعين، وقسم خاص بالبرامج، ومراسلون منتشرون في معظم المحافظات، وكل هذا من أجل نقل الأخبار إلى الناس بشكل مهني، ومن أجل نقل وتوثيق جرائم النظام التي يقوم بها ضدنا، وكشفها للمجتمع الدولي”.
ويضيف الشيخ: “صعقت بخبر إغلاق الراديو، ولم أكن أتوقع هذا الأمر حاليا، وكنت أعلم أنه سيأتي وقت وتغلق أبواب هذه الوسيلة الإعلامية، لأن الإعلام في سورية محارب من جميع الأطراف، الصديق منها والعدو، وما يحزنني أكثر هو أن ما يقارب ال200 عائلة فقدت باب رزقها، وكان أغلب الموظفين شباب تركوا دراستهم الجامعية، ونساء تساعد أزواجهن والذين بدورهم فقدوا عملهم في مناطق النظام”.
أمل المحمد، إحدى موظفات راديو “فرش” قالت لزيتون: “كنت أعمل كمذيعة أخبار في راديو فرش، بحثت عن عمل عندما انشق زوجي عن الجيش التابع للنظام إلى أن وجدت هذه الوظيفة التي أحببتها، وكنت أساعد زوجي في مصروف البيت”.
وتشير المحمد إلى أن عملها كان في مكان لا يوجد فيه شباب أي أنه منعزل انعزال تام عن الذكور، وكان التواصل مع الإذاعة يتم عن طريق إرسال المواد المسجلة في “فلاشة”، وكل ما انتشر عن أسباب إغلاق الراديو بأن هناك اختلاط بين الشباب والبنات عار عن الصحة.
كثير من الشباب فقدوا عملهم، والذي كان يربطهم في بلدهم، فمنهم من عاد من تركيا واستقر في هذا المجال، أما الآن فأغلبهم صارت تراودهم فكرة الهجرة خارج البلد.
محمد الموسى، أحد العاملين في راديو “فرش” قال: “أنا طالب أدب فرنسي سنة ثانية، تركت الجامعة في عام 2012 خوفا من الاعتقال بسبب مشاركتي بالمظاهرات، وسافرت إلى تركيا بتاريخ 3/4/2013، وعدت إلى مدينتي كفرنبل بتاريخ 1/1/2014 بعد أن تواصلت مع إدارة الراديو وتم قبولي فيها، والآن أنا عاطل عن العمل بعد أن تم إغلاقها من قبل فصائل لا تمت إلى الدين بصلة، لأنه من المعروف أن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، وأفكر بالعودة إلى تركيا كي أتمكن من تأمين لقمة عيشي”.
وبدوره قال مصطفى العيسى، أحد العاملين في موقع “فرش أونلاين”: “بعد أن تركت الجامعة دخلنا في مرحلة من البطالة، إلى أن حصلت على فرصة العمل في موقع فرش أونلاين، وكوني أملك بعض الخبرة في العمل الإعلامي نجحت فيه إلى ما يقارب السنة والربع، ولكن لم تشأ الأقدار أن يستمر الموقع حيث أغلق بسبب الضغوطات التي وجهت إليه وإلى الراديو من قبل بعض المجموعات المسلحة”.
ويؤكد العيسى أن الموقع والراديو كانا يضمان كادر أكاديمي ممن يحملون شهادات جامعية غير مختصة بالإعلام إلا أنهم يملكون “خبرة إعلامية جيدة”، بالإضافة إلى أنهم “يقتاتون” من هذا العمل، وأن الأمور آلت إلى مرحلة جديدة من “البطالة”.
كلمة حق ربما هي التي أودت بمسيرة راديو فرش وموقعها الإلكتروني في هذا الوقت الذي كممت فيه أفواه المواطنين من قبل كل من يمتلك سلطة على الأرض، وفق ما أكد لزيتون يوسف الخالد أحد محرري موقع فرش.
ويضيف الخالد: “نجحت في فحص المقابلة من أجل العمل في الموقع الإلكتروني التابع لراديو فرش، وبدأنا العمل على تأسيس الموقع حتى نهضنا به إلى مستو عال، وأصبح له شهرته بين المواقع الإلكترونية كونه يعمل من الداخل السوري، تعرض الراديو والموقع لضغوطات كثيرة من تنظيم جبهة النصرة ومن دون أسباب مقنعة، فقط لأنه ينقل الحقيقة وواقع الشعب السوري في ظل حكمهم”.
وختم بالقول: “يبدو أن كلمة الحق أصبحت ثقيلة على هذا التنظيم، ويبدو أنه بات يعتمد على التكتيم الإعلامي لأفعاله كما فعل نظام حافظ الأسد في الثمانينات، وقامت النصرة بإغلاق راديو فرش والموقع الإلكتروني بشكل نهائي تحت ضغوط لم تعد تحتملها، والآن قرابة ال200 عائلة أصبحت بدون عمل والبطالة ملأت مدينة كفرنبل”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*