سناء.. في أقبية المخابرات

12386714_200542806954291_1309312034_n

كما الموت.. لا يعرفون زماناً ولا مكاناً، ينتشرون في الشوراع والأزقة كغمام أسود، يبثون الرعب في قلوب أرهقها الخوف من المجهول، هكذا هو حال السوريين اليوم لا أمان لهم حتى في بيوتهم، وأصبح الموت أكثر رحمة من سجون الأسد وعصابته.

سناء إمراة من الجولان المباع على عهد الأسد الأب، تسكن في حي الزاهرة في دمشق، أم لأربعة أطفال، زوجها ووالدها معتقلين في سجون نظام الأسد منذ أكثر من سنة، ولم تعرف عنهم شيئاً منذ اعتقالهم.

ما لبثت سناء حتى تم اعتقالهما هي الأخرى وتهمتها أنها زوجة أحدهم وإبنةٌ للآخر؛ روت سناء قصة اعتقالها وكيف داهم عناصر الأسد منزلها حيث تقول: “لم يكتفي الشبيحة باعتقال زوجي وأبي بل داهموا بيتي وقاموا باعتقالي أنا وأخوات زوجي الثلاثة، أخذونا إلى فرع المنطقة بدمشق وعند وصولنا للفرع تم تفريقنا، ومنذ ذلك الحين لم أسمع عنهنّ شيئاً”.

سجنت سناء في فرع المنطقة المعروف بأنه أحد أكثر فروع الأمن إجراماً، وهي التي لم تزر يوماً حتى مخفراً للشرطة، تقول :”إن العناصر هناك لم يُحققوا معها أبداً ولم يسألوها عن أي شيء أو عن أي أحد، عاشت فترة اعتقالها لم تعرف خلالها إلا التعذيب، وتضيف: “بقيتُ في فرع المنطقة شهر وعشرون يوماً، تعرضتُ خلال هذه الفترة لشتى أنواع التعذيب، من الضرب بالكرباج إلى الإيهام بالموت عن طريق الغرق، بالإضافة إلى سكب الماء البارد طبعاً مع جلسات مطولة من التعذيب بالكهرباء والركل بأقدام العناصر، ناهيك عن الكلام القذر الذي نسمعه صباح مساء من السجانيين الذين امتهنوا التعذيب”.

استمرت سناء بالحديث أكثر من ثلاث ساعات؛ تخللها عشرات الوقفات من نوبات البكاء والصراخ عند السؤال عن تفاصيل تعذبيها في ذلك الفرع، كانت تبكي طوال حديثها عن فترة إعتقالها، تواصل الحديث عن تلك الفترة: “عندما كنتُ في الزنزانة كان معي نسوة من درعا وريف الشام والست زينب، ومن بين النسوة إمراة من حمص لا أستطيع نسيان تفاصل قصتها، كان عمرها ما يقارب الثلاثين عاماً، وكانت حامل بالشهر الخامس، عُذبت تلك المرأة وضربت من قبل عناصر الفرع حتى نزفت وسقط جنينها، وبعد فترة قاموا بنقلها إلى جهة لم نعلمها، ربما ماتت.

أما الفتاة الدرعاوية والتي كانت أجمل السجينات، فقد كان جمالها وبالاً عليها، تعرضت للاغتصاب عدة مرات، بعد كل جلسة تعذيب أو تحقيق كانت تُغتصب، وعند عودتها إلى الزنزانة كانت تدعي الله أن تموت، وبالفعل بعد شهر من وجودي هناك توفيت في الزنزانه”.

خرجت سناء من ذلك الفرع بعد شهر وعشرون يوماً، ونقلت إلى سجن عدرا المركزي، وسجنت فيه شهراً آخر، ثم خرجت هي وعدد من المعتقلات والمعتقلين بعد عرضهم على المحكمة، حاولت والدتها أن تقنعها بالخروج من سوريا لكنها رفضت منتظرةً خروج زوجها وأبيها من المعتقل.

آلاء محمد – الأيام

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*