حروق جسده لم تمنعه أن يحلم

بدون عنوان

زيتون – نسرين بيوش

«أحلم أن أكون ملك أحكم الأرض حتى أشعر بأن الجميع يريد أن يكون صديق لي»، كلمات قالها الطفل محمد جواد الشردوب عندما سألناه عن أكثر أمنية يتمنى أن تتحقق معه.
محمد جواد طفل في الحادية عشر من عمره، مواليد مدينة معرة النعمان، يقطن مع والدته في بيت صغير في المدينة، توفي والده منذ عامين، ومن ثم توفي أخوه منذ عام.
ولد “الشردوب” كأي طفل طبيعي وفرحت به عائلته كثيراً، وبعد مرور شهر واحد فقط أصيب الطفل بمرض نادر يدعى الفقاع الجلدي.
تقول أم محمد لـ “زيتون” : “ولد جواد كأي طفل طبيعي ولادة طبيعية ودون وجود أي أثر لمرض واضح وفرحنا كثيرا به، وبعد مرور شهر واحد فقط بدأت تظهر على جلده آثار حروق، وبدأت تؤلمه كثيرا، مما اضطرنا لأخذه إلى الطبيب الذي حوله إلى مشفى للأطفال.
خيبة أمل كبيرة حلّت بالعائلة وخاصة بعد جهل الأطباء بمرض طفلهم، الأمر الذي استدعاهم للسفر إلى لبنان علّهم يجدوا أحدا يخفف الآلام عن فلذة كبدهم، الأم من جديد: بعد أن ذهبنا إلى مشفى الأطفال عجزوا عن مساعدة محمد واكتفوا بالقول إنه مرض نادر، وأرشدونا لمركز في لبنان يختص بمثل هذا المرض، وبالفعل سافرنا إلى لبنان على أمل شفاء محمد، ولكن للأسف لم نحصل سوى على خيبة أمل ولم يعطونا سوى بعض المسكنات.
«بدء محمد يكبر وبدأت حروقه وآلامه تكبر معه ولم أستطع أن أقدم له شيء يُذهب الألم عنه سوى تلك المهدئات، وبقي على هذه الحالة حتى اللحظة، ولم يقتصر عذابي على محمد فقط، بل رزقنا الله بطفل صغير قبل سنتين ولكن كان مصابا بنفس مرض أخيه محمد ليحطمنا نفسيا أنا ووالده الذي فقد حياته بسبب الحزن الذي أصابه على أطفاله وهم يحترقون أمام عينيه ولا يستطيع أن يقدم لهم أي عون، ليتركني وحيدة أعاني الألم والحزن والعجز وانتظار الصدقات من الناس، كي أتمكن من تربية أبنائي»، تقول أم محمد.
في السنة الماضية افتتحت منظمة «الأوسم» مركزا في بلدة بسقلا بريف إدلب الجنوبي، والذي يُعنى بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقدم فريق العمل في المركز بطلب لأم محمد كي ينضم طفلها للمركز ويكون تحت إشرافهم.
حسام راشد أحد منشطي المركز قال لـ «زيتون»: تشجعت الأم كثيرا وبدت الفرحة على وجه جواد الذي تعب من جو المنزل، عندما تقدمنا لها بطلب أن ينضم جواد إلى مركزنا، وحددنا موعد له للقدوم إلى المركز وعند قدومه أبدى سعادته وتحدثنا معه ومع أمه مطولا حيث حدثنا قائلا:
– أحب أن يكون لدي أصدقاء ألعب معهم لكن مرضي يمنعني من ذلك.
– أحلم أن أكون ملك أحكم الأرض حتى أشعر بأن الجميع يريد ان يكون صديق لي.
– أتمنى أن أشفى من مرضي لأذهب إلى المدرسة وأتعلم مثل أصدقائي.
دعوات وجهها فريق الأوسم للجمعيات والمنظمات العالمية للاهتمام بحالة جواد ومن يعانون من نفس مرضه، حيث يبلغ عددهم خمسة في معرة النعمان فقط، وموجودين في أماكن أخرى دون وجود مختصين لرعايتهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*