ساعات ويبدأ الاختبار !

14237678_535326103325141_8886706481232876427_n

تحرير زيتون:
وسط التحركات السياسية المكثفة على صعيد الملف السوري وجمود المشاورات والاتصالات المتعلقة بمساعي الخروج من المأزق الجنيفي في انتظار فسحة زمنية ستتمدد بفعل تعطل مصالح الدول ضمن الأراضي السورية، أنتجت الساعات الأخيرة ما عرف بالتفاهم الأمريكي – الروسي حول صياغة هدنة مقرر أن تبدأ في البلاد، ستتلوها ضربات مشتركة هي الأولى من نوعها لكافة الفصائل التي لن تلتزم بالمهادنة، والمقصود بها بشكل مباشر كل من تنظيم “داعش” و”فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً).

والواقع أن الساعات الماضية بدت مثقلة بترقب حذر على صعيد طرفي المعارضة والنظام، نظراً للتطور الحاصل على الصعيد الميداني، لا سيما على ساحات حلب شمالاً وقبل الاتفاق بيوم واحد جنوباً حيث سخنت الجبهات مجدداً بإطلاق فصائل معارضة ما سمي معركة “قادسية الجنوب” التي حققت تقدماً في عدة محاور من ريف القنيطرة الأوسط إلى عمق الشمالي منه حتى الساعات القليلة الماضية.

من جهة مقابلة، يرى الكثير من المراقبين أن غموضاً بات يكتنف مصير الواقع الميداني في سوريا، لا سيما على صعيد المناطق التي ستتواجد فيها “داعش” و”فتح الشام” وربما غيرها من الفصائل ذات الطابع الإسلامي، نظراً لكونها ستكون محل استهداف مشترك من موسكو وواشنطن معاً للمرة الأولى، ونفس الإشكال سيكون على صعيد علاقة الفصائل المعارضة بالمسألة لا سيما بالنظر لحجم التنسيق والعمل المشترك بين الأخيرة و”فتح الشام”، في وقت لا زال فيه الغموض يلف مصير الحل السياسي، فيما إذا كان راجحاً في كفة المعارضة أو النظام وحلفاء كل منهما.

كما لا تزال جهات المعارضة السياسية تراقب فحوى الاتفاق الذي أعلن عقب محادثات جنيف الماراثونية بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، متوخية الحذر في التصريح عن موقف جلي إزائها، علما أن المعلومات التي أعلنت عن الاتفاق طغت عليها هدنة حلب في المقام الأول فيما انتظرت الأوساط المراقبة سائر التفاصيل الأخرى المتصلة بوقف النار على كل الجبهات السورية وما يتصل بالمرحلة الاختبارية للهدنة ووقف النار وما بعدهما لجهة إقامة تنسيق عسكري مشترك بين الجانبين الأميركي والروسي.

وتوحي النظرة الغالبة إلى هذا الاتفاق بأن اختراقا دبلوماسياً كبيراً قد حصل ولكنه سيبقى عرضة لحصار الشكوك في إمكانات تنفيذه ميدانياً لا سيما على صعيد فصل علاقة الفصائل المعارضة بـ”فتح الشام”، وهذه الشكوك تترك بطبيعة الحال للمرحلة الاختبارية التي تبدأ يوم الاثنين مع سريان مهلة هدنة حلب أولا علما أن نظام الأسد وافق على الاتفاق رسميا أمس كما أن فصائل المعارضة وافقت عليه. ولكن العد العكسي لبدء الهدنة شهد اشتدادا للمعارك على كل جبهات حلب والقنيطرة خصوصاً كما أشير، قابله مجازر مروعة لطيراني الأسد وحليفته روسيا، الأمر الذي عد توظيفا ميدانيا للساعات الأخيرة قبل سريان الهدنة سعيا لتحقيق تقدمات ميدانية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*