بطل من ورق

%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b7%d9%84

وصل البطل بسيارة «جيب» من نوع تويوتا ترافقها سيارتان خلفها ليترجل الفارس على طريقة قادة العالم المتحضر بياقة قميص منفلتة وطويلة مصطنعاً الثقة بالنفس ملامساً مقدمة سيارته بأصابعه وهو يصعد سلالم مسجد سعد بن معاز في داريا التي هجر أهلها كي يتمكن من الصلاة باطمئنان وبلا ضجيج.
تتحرك الكاميرا لترافق البطل فيظهر دمار براميله وآثار بناء رمّم على عجل ومصافحاً كأبلهٍ مُفتيه حسون وبعض المستقبلين، ونتيجة لثقته الكبيرة يدخل في ممر خاطئ لا يلبث بعدها أن يعود أدراجه كضائعيقف بشكل مفاجئ خلف المصلينظنّاً منه أنه في المقدمة، وبحركة مرتبكة يتلفت باضطراب واضح ليحدّث أحدهم في زمان ومكان غير مناسبين مديراً مؤخرته لسماحة المفتي.
واستكمالاً للمهزلة يتدخّل أحد المصورين الغيورين على مظهر البطل فيشير له بأن ياقته ليست في وضع مناسب فيرتبك أكثر وينظر إلى مفتيه لكي ينقذه فيسويها ويستمر بالعذاب.
وبابتسامته القاتلة نفسها التي قدّسها محبّوه وكتبوا تحتها (منحبك) يرفع يده خجلاً من تواجده في غير مكانه وخائفاً من كل شيء وكأنه ينتظر صوت الانفجار المتوقع ليكرر رفع يده كسلام للكراكيب الواقفين بانتظار صلاته.
المفتي الجاهل بترتيبات الصلاة يشير للبطل بأن يجلس على الأرض معه وما أن يقرفص البطل حتى يشير له آخر بجانبه أن لا تجلس فيقوم البطل كعروس تتنازعها رغبة الأم والحَماية فيما يتملك الرجل، الذي أشار له بالوقوف، الخوف من الكاميرا التي ترصد المشهد المتوتر، يغضب البطل من المفتي الغبي ويشير له بأن يقف هو الاخر ولسان حاله يقول «فضحتنا يا جحش».
يقف المفتي وقد انتقل الخوف والتوتر إليه من نظرات مدير التشريفات الذي لم يكن راضياً من هذه الفوضى، وفي مشهد يختصر المأساة السورية يشرع البطل إلى الصلاة وقد وضع يديه وراء ظهره.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*