شاهد من جبهة النصرة يروي على تويتر.. هكذا تم قتل الأب باولو!

650_433_0143558012888582

سرب أحد الحسابات المنتمية لجبهة النصرة على تويتر معلومات تؤكد استشهاد الأب “باولو دالوليو” على يد أحد عناصر تنظيم “داعش” في شهر تموز 2013، وبحسب ما جاء في الحساب “جبهة النصرة الرقه” فقد تم قتل الأب “باولو” بدم بارد برصاصة في الرأس على يد أحد قيادات داعش.
ويلفت موقع أورينت نت أنه لا يستطيع تأكيد أو نفي المعلومات التي نشرها الحساب، على أن الموقع قام بالتأكد من أن الحساب الذي نشر التغريدات يتمتع بسمعة حسنة، ويكاد يكون مختصاً بمتابعة ونشر أخبار تنظيم داعش لا سيما في مدينة الرقة، كما أنه متابع بشكل جيد على تويتر.

الأب باولو والجزراوي
وجاء في “التغريدات ” أن الأب باولو، الذي كان قد توجه إلى الرقة في 28 تموز 2013 لمحاورة “الدواعش”، حول قضية الصحفيين المخطوفين والتوسط لاطلاق سراحهم، وعقب وصوله إليها بيومين توجه إلى مبنى “قصر المحافظ” حيث اعتقد أنه سيقابل “البغدادي” زعيم التنظيم:
“باولو كان يعتقد ان البغدادي في مبنى المحافظه وكان عنده افكار لم افهمها جلست معه انا في الرقه ونصحه بعض الاخوة عدم الدخول اليهم”.(صورة التغريدات مرفقة بالتقرير)
بالرغم من التحذيرات ذهب الأب باولو إلى المبنى ولم يجد البغدادي، وانما اجتمع مع أحد قيادات داعش واسمه “كساب الجزراوي” حيث قام الأخير بقتله:
“في الشهر السابع من عام 2013 دخل باولو لنقاش الدواعش ولم يخرج، قتل بمسدس كلوك طلفه باالراس على يد كساب امير منطقه الكرامه” ويكمل “جبهة النصرة الرقة” بالقول أن “كساب” هذا تمت معاقبته من قبل داعش حيث “حبس كساب 3ايام فقط”.
يكمل صاحب التغريدات حديثه، حيث يقول أن عناصر مخابرات داعش والمعروفين بـ”الأمنيين” قد أبلغوا من حضر الحادثة بكتمان الأمر وعدم البوح به:
“وجاء الامنينن ابلغو الموجودين عدم التكلم عن الموظوع والذي يتكلم يقتل والله على ما اقول شهيد اتحدى الدواعش ان كان الكلام غير صحيح”
وعن سبب وجود صاحب التغريدات في المبنى برفقة عناصر “داعش” يقول بأن جبهة “النصرة” والتنظيم لم يكونا على خلاف بعد في ذلك الوقت.
ويذكر أن حساب آخر يحمل اسم “طاعون الدواعش#هراري” قد علق على التغريدات بتاكيد ما جاء فيها وقال بأنه سمع هذه الرواية من أحد عناصر داعش منذ شهور “صدقت أخي هذا الكلام نقله لي أحد الدواعش منذ شهور”.

بيان الرابطة السورية
ويأتي كلام هذا الحساب ليكون متطابقاً تقريباً مع بيان “الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان” الذي أصدرته في أيار 2014 وقالت فيه أنها تلقت معلومات تفيد “من مصدر منشق عن الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أن أحد قادة التنظيم في الرقة قام شخصيا بإعدام الأب باولو بعد إحتجازه في سجن تابع لتنظيم الدولة داخل قصر المحافظة بعد ساعتين من إحتجازه بتاريخ 29 / 7 / 2013 .”
وقال البيان الذي استند في بيانه إلى أقوال شاهد اسمه بحسب البيان “أبو محمد السوري”، أن الأب باولو قد شارك بمظاهرة مسائية بعد وصوله للرقة يوم 28 تموز 2013، وتوجه في اليوم الثاني لمقابلة داعش “وصدرت أوامر قادة التنظيم بوضعه في السجن مباشرة ، وأكد الشاهد للرابطة بأن قياديين سعوديين من التنظيم ( كساب وخلاد الجزراوي ) دخلا على الأب باولو بعد ساعتين فقط من توقيفه وقام المدعو كساب الجزراوي بإعدامه بالرصاص بأربعة عشر طلقة من مسدس من عيار 9 ملم “.

كساب الجزراوي
وبالبحث عن المدعو “كساب جزراوي” وجدت أورينت نت نعوة لكساب في بعض صفحات عناصر داعش على تويتر حيث اجمعت عدة حسابات أنه قتل في 11 أيلول (أي بعد استشهاد الأب باولو بشهرين تقريباً) في عملية انتحارية نفذها في حمص “صورة للإستشهادي كساب الجزراوي قبل الإغارة على كتيبة الردة في ولاية حمص”. (صورة التغريدة مرفقة بالتقرير)
بينما في حسابات أخرى تتقاطع مع حسابات على الفيس البوك فـ”كساب الجزراوي” قضى في شهر آب 2013 في عملية نفذها في ريف حماة “كساب الجزراوي تقبله الله منفذ العملية الاستشهادية على كتيبة زور السوس في ريف حماة الجنوبي”.
ربما التضارب بين الروايات بسبب استخدام اكثر من شخص لاسم “كساب الجزراوي” ولا يمكن للأورينت نت تأكيد أي من الروايتين حيث أن تويتر يعتبر المصدر الرئيسي للمعلومات حول داعش وقتلاها وتتمتع الأخبار التي تنشرها داعش، عادة، على موقع تويتر بالمصداقية نوعاً ما.

بوسته الأخير
توجه الأب باولو في شهر رمضان 2013 إلى مدينة الرقة ليقابل عناصر داعش لمحاورتهم، وتبدو مقاصد الأب باولو واضحة في “بوسته” الأخير الذي نشره على صفحته في الفيس بوك قبل اختطافه من قبل داعش
“أصدقائي الأعزّاء، جئت اليوم إلى مدينة الرقة وأنا أشعر بالسعادة لسببين: أولهما أنني على أرض سوريا الوطن وفي مدينة محررة،والسبب الثاني الإستقبال الرائع من قبل هذه المدينة الجميلة.
عشتُ أمسية رمضانية من أحلى ما يكون والناس في الشوارع بحريّة ووئام، إنها صورة للوطن الذي نريده لكل السوريين. طبعاً لا يوجد شيئ كامل، لكن الإنطلاق جيد، أدعو لي بالتوفيق من أجل المهمة التي جئت من أجلها. . .
إن الثورة ليست توقّعات بل إلتزام!، السلام عليكم وشهر رمضان كريم علينا أجمعين.”

الأب باولو
مع انطلاق الثورة السورية في آذار 2011 سارع الأب باولو للاصطفاف إلى جانب الثورة ودفعت اطلالاته الاعلامية وكلامه عن الثورة السورية وحق الشعب السوري بحياة كريمة بالنظام إلى اخراجه من سوريا ليعود اليها من المدن المحررة بالشمال.
يقول الأب باولو “نحن من خفقت قلوبنا وأرواحنا مع الانقضاض الهمجي لبشار الأسد وجيشه على سورية ومعالمها وتراثها وآثارها. لماذا تحزنون إذا سقطت القذائف على الجامع الأموي؟ أين المشكلة؟ الخرائط والمخططات القديمة عندنا، وسنقوم بإعادة إعماره وترميمه بعد سقوط النظام. المهم أن يسقط النظام ويذهب الديكتاتور والباقي سهل”.

أورينت نت – عمر الخطيب