جريدة زيتون
زيتون – وسيم درويش
افتتح الأسبوع الماضي، مشغل التريكو بمدينة معرة النعمان معرضاً لمنتوجات المشغل من الصوف في صالة المشغل المخصصة للعرض، واستمر ثلاثة أيام ليتم بيع المنتوجات بسعر التكلفة.
ويعتبر مشروع مشغل التريكو عبارة عن نشاط خاص لبعض نساء أهالي المدينة بشكل تطوعي بعدما اقترحه الفريق لبرنامج تمكين – لجنة تمكين معرة النعمان، ودعمه لثلاثة أشهر بالتعاون مع المجلس المحلي في معرة النعمان.
وفي حديث خاص لـ «زيتون» قالت سلمى بلاني مشرفة المشغل: نظراً لظروف الحرب التي تمرّ بها البلاد قررنا نحن مجموعة من النسوة في مدينة معرة النعمان تنشيط هذه الصناعة التي توقفت خلال فترة الحرب بهدف تأمين احتياجات كافة أفراد العوائل من هذا النوع من الانتاج محليا، وخاصة بعد توقف مصانع حلب التي كانت تعتبر المورد الرئيسي لمثل هذه الصناعات لمنطقتنا، كما أننا و من خلاله نحاول تأمين مدخول مادي للعديد من النساء وخاصة نساء الشهداء والأرامل اللاتي تزايدت أعدادهن في السنوات الأخيرة.
وتابعت: المشروع يحتوي على خمس مدربات و20 متدربة تطوعياً، وليس هناك أي راتب للمتدربات سوى أنهن وبعد اكتساب الخبرة سيتم توزيع رواتب من أرباح المشغل في حال الاستمرار.
وتقول أم محمد، إحدى المتدربات في المشغل: قررت الالتحاق بالمشغل لتعلم مهنة يمكنني من خلالها تأمين مورد مادي لعائلتي مستقبلاً، لقد تعلمنا في فترة قصيرة، ولكننا نواجه صعوبات في التنقل إلى مكان العمل بسبب بعده عن أماكن سكننا والمسير لمسافة طويلة تحت القصف صعب ومخيف، نتمنى تأمين آلية خاصة لنقل عاملات المشغل.
وتابعت هالة، إحدى المدربات أيضاً: التصميم على إنجاح المشغل من قبل البنات والنساء العاملات فيه أدى إلى نتائج إيجابية، فقد اضطررنا في بعض الأوقات لدفع مبالغ من مالنا الخاص لتأمين النواقص عند تأخر وصولها من قبل اللجنة الداعمة ولكننا في النتيجة حققنا ما نصبو إليه ونأمل في أن نجد دعماً مستمراً لمشروعنا.
بدوره قال منسق لجنة تمكين في مدينة معرة النعمان: إن اللجنة تعنى بالمشاريع التي يقترحها الناس ومشروع مشغل التريكو تم اقتراحه من قبل النساء العاملات ضمن لجنة تمكين وتمت الموافقة عليه باعتباره مشروعاً ينمّي قدرات النساء ويشركُهنَّ في العمل، والهدف منه تدريبي في بدايته ولكن مع الاصرار والجهد الكبيرين من قبل العاملات فيه تحول المشروع إلى مشروع إنتاجي تشهد على ذلك المنتوجات الموجودة في المعرض حالياً.
وأردف قائلاً: المشروع كان من المقرر دعمه لمدة ثلاثة أشهر ولكن بعد النجاح الذي حققه تقرر تمديد الدعم لشهرين إضافيين ودفع حوافز مادية للمتدربات.
نجاح جديد، يُكتب لنساء معرة النعمان، تجلى من خلال الإقبال الكبير على المعرض وجودة المنتوجات خاصة وأن سعر البيع بسعر التكلفة الأمر الذي لاقى ترحيباً من الأهالي في ظل الارتفاع الكبير في أسعار الملابس الشوية مع اقتراب فصل الشتاء.
