هنا يرقد إنسان باحث عن وطن

%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%a9-500x330

زيتون – حسين الضاهر

في طريقي إلى الحدود  وبينما أرمي خطواتي المترددة في وحل أرض ليست لنا وليست لهم وعيوني التي تأبى الفراق تركتها هناك على الضفة التي عجنت من لحمي بين كروم الزيتون, تركتها غارقة تائهة في تفاصيل الهاربين من بني جلدتي.

تلملم الحكايات من أجساد مرهقة ترنو للجنة الموعودة على الشطر الأخر من قطعة الموت المرسومة بأجسادنا.

الأضواء البرتقالية تشير من الأفق ها هو المنفى ينتظر ضحيته الأخرى

مموه بوحل الرحلة قاطعاً على روحي العهود بالعودة

في طرقات تلفظ الغرباء من اللقاء الأول  أتسكع بجسد يخلو من الشعور واللاشعور

أراقب الوجوه والأفواه والعيون باحثاً عن ابتسامة عطف أرقد في ثناياها إلى أن يقتلعني الموت ويرميني هناك حيث تركت أمي تنتظر عودتي راقدة على مسطبة لا تتسع لأحلامها

أنا والكهرباء الغائبة منذ شهور حلمان نطرق وسادتها في كل غمضة جفن

هكذا قتلت منذ ثلاث سنوات مضت

قتلت ومازلت ميتاً أحلم بقبر بين كفي أمي بلا شاهدة

بلا كفن بلا أسم بلا زهور

هنا يرقد إنسان باحثاً عن وطن

بعد أن تأكلت الحروف من على البورد

بعد أن تأكلت أصابعي من الحروف المتأكلة

أصابعي المعدنية تتمدد بالحرارة وتتقلص بالبرودة

وتذوب في النهايات

منذ ذلك اليوم وأنا طريح الفراغ

أكتب على جسدي بنهم يليق بشاعر

أمشي على الصفحات أميال شعرية ولا اتعب

هي نصيحة حكيم

أمشي يا ولدي فالمشي يليق بالتعساء 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*