بين حلب ونيويورك.. صراع القطبين يشتعل

14469606_1390955180987607_4114512488792103587_n

زيتون – اسامة العيسى

ما يشبه الحرب الباردة يدور حالياً بين قطبي الصراع، حيث تبدو واشنطن في سباق مع الوقت ضد «شريكتها» موسكو التي تدعم خطوة قوات الأسد وميليشياتها ضمن أحياء حلب الشرقية. وبالتزامن مع تحذيرها بتقويض التعاون مع الجانب الروسي، تجهّز بالتعاون مع شركائها الأطلسيين لإحراج موسكو وإيقاف تقدم النظام من على منصة مجلس الأمن الدولي.

تبعات كبيرة لانهيار اتفاق وقف إطلاق النار بدت في الميدان وقد تبدو في الأيام القادمة، وخاصة في مدينة حلب، مع الأخذ بعين الاعتبار مع تبعها من اشتعال جبهات في الريف الأوسط لسوريا، في وقت تدرك فيه كل من روسيا وأمريكا خطورة ذلك، لا سيما موسكو التي تعلم حجم القوة الاستخباراتية للأمريكان ضمن الفصائل المعارضة فضلاً عن التنسيق للمعارك معها ومدها بالدعم العسكري واللوجستي.

وفي ظل المعادلة السابقة تسعى موسكو جاهدة إلى استدراك عمليات الانهيار التي بدت واضحة في صفوف ميليشيات حليفها الأسد، حيث الخوف الروسي من سيطرة المعارضة على كامل حلب لا يزال قائماً، وهو على ما يبدو ما شكّل دافعاً واضحاً لها نحو توقيع الاتفاق مع الجانب الأمريكي، رغم عدم اهتمام واشنطن ضمن ظروف الميدان الحالية بالتعاون مع موسكو ضد «جبهة النصرة» أو غيرها من التنظيمات المصنّفة من قبل كلا الدولتين كـ»إرهابية»، وآخرها «جند الأقصى»، والتي تشكل مع «فتح الشام» (النصرة) العمود الفقري للجبهات المشتعلة ضد ميليشيات الأسد.

حجم الاحتقان الأخير بين الروس والأمريكان وفق ما أفدت به المصادر الميدانية انعكس في الميدان من خلال إشعال عدة جبهات في حلب وحماة، فضلاً عن دفعات سلاح جديدة من واشنطن عبر تركيا، لطالما هددت واشنطن مراراً باحتمال تدفقها نحو الفصائل المعارضة في حال فشل «الهدنة»، والتي ظهر منها على جبهات حلب وحماة، أعداد جديدة من صواريخ «الغراد».

بالمقابل، تجهد واشنطن في دفع الروس نحو إعلان فشل اتفاق «الهدنة» من جهتهم، أو أقله تحميلهم المسؤولية المباشرة لهذا الفشل، ويندرج ضمن هذا الإطار، التهديد الأميركي بوقف التعاون مع موسكو حول سوريا في حال استمرار الهجوم ضمن أحياء حلب الشرقية، والذي حمله أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال مكالمة هاتفية.

ويرى مراقبون أنه ليس صدفة أن يتزامن التحذير الأميركي بوقف تعاون لم يتعدّ مرحلة النصوص الورقية، مع إعلان فرنسا، حليفة واشنطن في الجبهة المضادة لروسيا، أنها سوف تطرح مشروع قرار أممي لوقف المعارك في حلب، مشيرة إلى أن من سيعارض القرار سيكون «مشاركاً في ما يحدث من جرائم حرب هناك». وهو ما يعني أن معارضة روسيا للقرار ستضعها أمام أعضاء مجلس الأمن في موقع «المتّهم» بتأجيج المعارك ورفض «الهدنة».

وخلال اتصاله مع لافروف، أبلغ كيري نظيره أن بلاده «تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سوريا، وخصوصاً إقامة مركز مشترك» للتنسيق العسكري، الذي ينص عليه «اتفاق جنيف»، مضيفاً أن بقاء التعاون يتطلب اتخاذ روسيا «تدابير فورية لوضع حدّ للهجوم على حلب وإعادة العمل بوقف الأعمال القتالية».

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، في بيان، إن «كيري أعرب عن قلقه البالغ حيال تدهور الوضع في سوريا، وخصوصاً الهجمات المتواصلة للنظام السوري وروسيا على المستشفيات وشبكة توزيع المياه وبنى تحتية محلية أخرى في حلب». وأضاف أن كيري «قال بوضوح إن الولايات المتحدة وشركاءها يحمّلون روسيا مسؤولية الوضع، وخصوصاً استخدام قنابل حارقة في المدينة (حلب)، وهو تصعيد خطير يعرّض السكان المدنيين لخطر أكبر».

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*