بعد سلسلة انتصاراتها في سهل الغاب: المعارضة السورية المسلحة على أبواب الساحل

unnamedنسخ

إدلب ـ «القدس العربي»

وضعت معارك سهل الغاب والانتصارات الّتي حققتها فصائل المعارضة فيها على قوات النظام، وسيطرتها على عدد كبير من أهم التلال والقرى الاستراتيجية هناك، وضعت مدينة حماة وريفها على رأس الأولويات، لتُعلن فصائل المعارضة، عن تشكيل جيش النصر لتحريرالمدينة وريفها.
وبدأ جيش النصر التمهيد المدفعي للسيطرة على معاقل قوات النظام في الريف الشمالي من محافظة حماة، من خلال استهداف حاجز الحمامات الاستراتيجي، بالصواريخ محلية الصنع والمدفعية تمهيداً لاقتحامه، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات النظام .
 كما دكت فصائل جيشي «النصر» و«الفتح» المعارضين، معاقل القوات الحكومية في بلدتي الجبين ومحردة، فضلاً عن عمليات نوعية لها على محور كرناز – حماميات، تمكّنت خلالها من تدمير عدد من الآليات الثقيلة وقتل العشرات من القوات الحكومية.
 وكان سهل الغاب قد شهد معارك طاحنة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، انتهت بسيطرة الأخيرة على معظم معاقل النظام فيه، ومن أبرزها تل أعور ومحطة زيزون ومؤخراً تلة القرقور الاستراتيجية التي تعتبر إحدى أهم معاقل النظام هناك.
وحسب الناشط «أبو اليزيد»، إلاعلامي الميداني في جيش الفتح، فقد بلغ عدد قتلى قوات النظام السوري خمسة وعشرين، بينهم أحد مرافقي العقيد سهيل الحسن، فضلاً عن تدمير عدد من الآليات الثقيلة.
وأكدّ القيادي في حركة أحرار الشام حسام سلامة أبو بكر  لـ»القدس العربي» سيطرة جيش الفتح على  بلدة القرقور وتلّتها الاستراتيجية، مشيراً إلى أنّ هذه المنطقة عالية ومطلة على نقاط أخرى يسهل السيطرة عليها، من أهمها معسكر جورين في عمق النظام داخل الساحل، فضلاً عن أنه سيصعب على النظام استعادة النقاط التي تمّ تحريرها منه، كون القرقور تطل عليها.
وسيطرت الفصائل المعارضة خلال الأيام القليلة الماضية على ما يقرب من 28 معقلاً للقوات الحكومية، ما أيقظ من جديد الاشتباكات على محور قلعة المضيق في ريف حماة، بعد هدنة بقيت صامدة لعدة أسابيع هناك، مما جعل من المناطق المحيطة بالقلعة مجمعات للنازحين المهجرين من قرى حماة وسـهل الغاب وفق نشطاء معارضين.
انتصارات فصائل المعارضة في سهل الغاب وسيطرتها على عدد من البلدات في ريف حماة الغربي، جعلت النظام مكبل اليدين، وردّه اقتصر على سياسة الأرض المحروقة من خلال تكثيف الغارات الجوية على قرى حماة، والمواقع الّتي سيطرت عليها فصائل المعارضة، حيث قام بتدمير المحطة الحرارية في زيزون بشكل كامل، مما سمح له باستعادتها من أيدي قوات المعارضة بشكل مؤقت لم يدم أكثر من 48 ساعة، لتتمكن فصائل المعارضة من فرض سيطرتها عليها من جديد.
إلى ذلك كان محمد الغابي قائد جبهة الشام، إحدى الفصائل الأساسية في تحرير الغاب، قد أكد لـ»القدس العربي» أن النظام يخسر خط الدفاع الأخير باتجاه مناطقه، و»تحريرنا لما تبقى من حواجز سيجعلنا في معقل شبيحته».
من جهته يرى أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أن السيطرة على هذه المناطق في سهل الغاب لها أهمية استراتيجية كبيرة لفصائل المعارضة، فهذه أصبحت في منطقة تتيح لها التحرك باتجاه الساحل أو حماة، فيما النظام مضطر للدفاع عن إحدى الجبهتين.
ويشير أبو زيد إلى أنّ جبهتي الساحل وحماة، تتمتعان بنفس الأهمية الاستراتيجية والحاضنة الشعبية لقوات النظام، ما يجعل قوة النظام مشتتة، ويضعها على مفترق طرق.
ويلفت أبو زيد نظر الثّوار إلى أنّ التحرك باتجاه حماة، سيكون أفضل لهم، كونهم سيؤمنون طرق الإمداد، وحماية ظهر الثّوار، المهم جداً في الانطلاق نحو الساحل، ذي الحاضنة الضعيفة بالنسبة للمعارضة، فضلاً عن كون مقاتلي المعارضة في حماة مستعدين أكثر للانخراط في المعركة بعد تحرير مدينتهم.
ومن المتوقع أن تقلب انتصارات المعارضة المسلحة موازين المعادلة العسكرية في سوريا بشكل عام، بعد أن تمكنت تلك الفصائل من تأمين طرق الإمداد بين ثلاث محافظات استراتيجية، في الوسط والشمال والساحل، هي حماة وإدلب واللاذقية.
ومن المرجّح أن تُحدث معركة حماة، في حال انتصار المعارضة فيها، الكثير من التغييرات في استراتيجية المواجهة العسكرية بسبب موقعها المتاخم للطريق الوحيد الذي يسيطر عليه النظام بين شمال سوريا وجنوبها، وهو طريق السفيرة – خناصر – إثريا – السلمية، الذي يصل معامل الدفاع في السفيرة بباقي القطع العسكرية لجيش النظام، مما يسهّل حسم معركة حلب، ويتيح المجال لفتح معركتي الساحل وحمص.

منهل باريش