تنظيم الدولة يشن هجوماً قوياً على المنطقة الأمنة

1-712517_2

نجح تنظيم الدولة من بسط سيطرته يوم أمس الـ 14 من أغسطس على قرية تلالين الإستراتيجية شمال مدينة مارع بريف حلب الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات بين مقاتلي التنظيم ومقاتلي الجيش الحر والنصرة و التي آزرت الجيش الحر رغم إخلائها لمواقعها بالمنطقة.
وكان التنظيم قد بدأ الهجوم من قبل خلايا نائمة تابعة له قام بزرعهم في القرية، والذين مهدوا لدخول باقي القوات الى القرية، التي شهدت حرب شوارع حقيقية بين التنظيم والجيش الحر، الذي اضطر للانسحاب من القرية مساءً بسبب ضغط القصف العنيف من التنظيم، وبذلك فإن التنظيم يكون قد حاصر مارع بشكل شبه كامل، من خلال سيطرته على تلالين وسيطرته على قرية أم حوش قبل أيام، حيث أن السيطرة على قرية تلالين مكنته بسبب ارتفاعها، من السيطرة النارية على الطريق بين بلدة تل رفعت ومدينة مارع، التي انطلق منها الجيش الحر للسيطرة على الأحياء الشرقية في حلب.
في حين شهدت المنطقة سابقا اشتباكات بين التنظيم والجيش الحر، بالقرب من الحدود السورية التركية، استطاع الجيش الحر على إثرها من السيطرة على قريتي غزل مزرعة والخربة وعلى معمل الغاز الملاصق للشريط الحدودي، والقريب من بلدة دوديان المهمة، وقتل على إثرها عدة عناصر من التنظيم، الذي استجلب أعداد كبيرة من المقاتلين والآليات العسكرية واستطاع استرجاع كل النقاط التي خسرها.
وكان تنظيم الدولة قد سيطر في الـ 10 من أغسطس على قرية أم حوش بريف حلب الشمالي، والتي تقع جنوب مدينة مارع وشمال مدرسة المشاة بعد اشتباكات عنيفة وتفجير سيارة مفخخة وتفجير مقاتل لنفسه بتمركزات لمقاتلي الجيش الحر في القرية، ما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 40 مقاتلاً معظمهم من مقاتلي الفوج الأول جيش حر ومقاتلي حركة نور الدين زنكي ولواء فرسان الحق جيش حر.
تكمن أهمية القرية أنها تعطي لتنظيم الدولة امكانية الدخول بشكل مباشر و أعمق غرباً مما يؤدي لحصار مدينة مارع بنسبة 70% والاقتراب أكثر من مدرسة المشاة والتي أصبحت بحكم المحاصرة أيضا، حيث تتواجد قوات النظام جنوب المدينة الصناعية وسيفات والمنطقة الحرة من جهة وشمالاً تنظيم الدولة من شرق المقبلة حتى أم حوش، ولا تزال الاشتباكات مستمرة حتى الأن في محيط القرية في محاولة من الجيش الحر استرجاع القرية.
وأكدت مصادر موثوقة أن السيارة المفخخة التي انفجرت والمقاتل الذي فجر نفسه لم يدخلا من مناطق سيطرة تنظيم الدولة، إنما من مناطق الجيش الحر الذي كان قد أقام خندقاً كبيراً بمحيط القرية من جهة سيطرة التنظيم لمنع وصول العربات المفخخة، ما يؤكد وجود خلل أمني كبير بالمنطقة وان التفجيران هما السبب الرئيسي لسقوط القرية بيد التنظيم.
ويذكر أن جبهة النصرة كانت قد سلمت نقاط تمركزها بريف حلب الشمالي لمقاتلي الجبهة الشامية ومنها نقاط اشتباك مع تنظيم الدولة في محيط بلدة صوران إعزاز، وذلك بسبب ضغوط تركية على النصرة للخروج من مناطق من المرجح أن تكون مناطق آمنة بعد طرد التنظيم منها بعملية مرتقبة أعلن عنها وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي سابقاً.
من جهة أخرى شن تنظيم الدولة هجوماً عنيفاً على مطار كويرس العسكري، والذي يحاصره التنظيم منذ عام بعد طرد مقاتلي الجيش الحر من محيطه، و أقدم مقاتلين اثنين من مقاتلي التنظيم على تفجير نفسهما بعربات مفخخة على أسوار المطار الذي يتواجد فيه ما يقارب الـ 800 مقاتل من طلاب الكلية الجوية، ويعد هذا ثالث هجوم يشنه التنظيم بهدف السيطرة على المطار الذي يقع شرق حلب ب 30 كم، دون أن يحقق أي تقدم داخل المطار بالهجمات السابقة.
ويأتي هذا الهجوم بعد أربع أيام من سيطرة مقاتلي الدولة على قرية أم حوش القريبة من مدينة مارع بعد مواجهات مع الجيش الحر ويذكر أن تنظيم الدولة قد صعد من هجماته ضد الجيش الحر عقب إعلان تركيا قبل نحو أسبوعين حربا شاملة ضد مقاتلي تنظيم الدولة، تبدأ بإقامة منطقة عازلة تمتد من مدينة إعزاز وحتى مدينة جرابلس شمالي سوريا، تشترك فيها قوات التحالف الدولي بدعم جوي وفصائل مختارة من الجيش الحر كقوات برية.
وبحسب الإحصائيات فأنه ومنذ بدء التنظيم هجومه على مناطق الجيش الحر في الـ 9 من أغسطس وحتى اليوم، استشهد ما لا يقل عن الـ 70 من مقاتلي الجيش الحر وجبهة النصرة، كما جرح ما لا يقل عن الـ 100 آخرين، وكان التنظيم قد اعدم عدد من المقاتلين الذين تم اعتقالهم ضمن هذه المعارك ولا زال مصير آخرين مجهول، وفي الطرف المقابل قتل ما لا يقل عن الـ 50 من عناصر التنظيم بينهم 6 فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة وعربات مفخخة، بينما تشهد جبهات القتال بين التنظيم وقوات النظام بردواً مستمراً، على عكس الجبهات بين النظام والجيش الحر، حيث عمد النظام مؤخراً على إشعال جبهات حلب المدينة، بالتزامن مع هجمات التنظيم على ريف المدينة، علماً أن تلك الجبهات كانت على مدار العام هادئة نسبياً يتخللها اشتباكات متقطعة أو محاولة تقدم من الجيش الحر، بسبب العمليات العسكرية وتركيز جهود الطرفين على منطقة حندرات ومحيطها، والتي شهدت معارك ضخمة بين الطرفين.

محمد علاء