كل من لا يهاجر الى دولة الخلافة فهو مرتد وكافر

 

11866230_904359326311781_4341659351975922851_n

لا يزال تنظيم الدولة يضيق الخناق على المواطنين في مناطق سيطرته في محافظة الرقة معقل التنظيم في سوريا، حارماً إياهم من أبسط مقومات الحياة، وذلك رداً منه على عدم التحاق من تبقى منهم في صفوف مقاتليه، الذين يخسر منهم يومياً العشرات، تصل جثثهم من العراق وتدمر وأماكن أخرى يقاتل فيها التنظيم، حيث انقطعت الكهرباء عن المدينة منذ الـ 21 من أغسطس 2015 حتى الأن، كما شهد شهر أغسطس رفع سعر الخبز مرتين على التوالي.
خليل وهو ناشط اعلامي متخفي في الرقة تحدث لـ زيتون عن الأوضاع في الرقة: لقد تم رفع سعر الخبز مرتين خلال هذا الشهر، والحجة انه لا طحين لأن القمح قليل، وبذات الوقت نشاهد الشاحنات التي تنقل القمح من أراضي الرقة الى مناطق سيطرة قوات النظام، لتباع للنظام ضمن اتفاق غير معلن بين تنظيم الدولة ونظام الأسد.
نحن نحرم من خيرات أرضنا ليتم بيعها للنظام من أجل غايات خاصة بالتنظيم الذي لا يهمه سوى مؤيديه، فهو لا يعطي المواد الاغاثية الا لعناصره ولا يوزع الزكاة التي يجبيها من أهالي الرقة الا لهم أيضاً، والحجة أن كل عائلة يوجد فيها شاب فلا بحق لهم المساعدة أو الزكاة، وعليه أن بعمل هذا الشاب أو يبايعهم كي يستطيع العيش، أو أن يهاجر خارج المدينة، وهذا ما فعله معظم شباب المدينة، والأن تمشي في شوارعها فلا تجد إلا قلة قليلة من شبابها، وكل ما تراه هو مقاتلي التنظيم وعائلاهم والمقاتلين المحلين المبايعين للتنظيم وهم يلبسون لباس التنظيم ويحملون السلاح.
أما سعد وهو أحد أصحاب معمل صناعي في الرقة تحدث أيضاً لـ زيتون عن الصعوبات التي يعاني منها من قبل التنظيم وعن الضرائب والمبالغ التي يتوجب دفعها للتنظيم فيقول:
كنا نعيش أيام جميلة ومثالية في الوقت الذي كان الجيش الحر يسيطر على المدينة، فلا أحد يطلب منك شيء ولا أحد يقترب منك، وكان عندي عدة عائلات أقوم بمساعدتهم بما يقسم الله لنا ولهم، أما الأن حين سيطر التنظيم على المدينة، فأصبح يطالبنا بدفع مقابل المياه والكهرباء والنظافة، وآخرها كان طلب الزكاة، حيث أصبح جابي الزكاة يحاسبنا على مقدار الفضة وليس على الذهب، كي يأخذ منا مبلغاً أكبر، وصل لثلاثة أضعاف ما يأخذ منا على القياس بالذهب «الزكاة تقاس على المبالغ الربحية ويأخذ منها نسبة محددة على كل مبلغ يساوي 100 غرام من الذهب»، أما الكهرباء فقلما تأتينا ما يجبرنا على تشغيل المولدات ورفع تكلفة البضاعة وبتالي يكون المواطن هو الخاسر الوحيد من هذا الأمر.
كما تحدث عدنان وهو عامل اغاثي سابقاً، أن الجمعية التي كان يعمل بها كانت تعيل 1000 عائلة شهرياً، معظمهم من القاطنين في العشوائيات، وكان يوجد عدد من الجمعيات التي تعمل الى جانبنا لمساعدة تلك العوائل الفقيرة، علماً أن الأوضاع في الفترة التي كان الجيش الحر يسيطر على المدينة أفضل بكثير عما هو الوضع الأن، لقد كان هناك داعمون يزورون الرقة ويجلبون الدعم لها، كما أن الهلال الأحمر كان يجلب المساعدات الدولية المخصصة للرقة بشكل دوري، الأن لا يوجد أي شيء مما كان، سوى مكتب الإغاثة التابع للتنظيم، والذي يضع شروطاً تعجيزية على المواطنين المستفيدين من المواد التي يقوم التنظيم بتوزيعها، وهي أن لا يكون عندهم شبان في المنزل حتى لو كانوا عاطلين عن العمل، وليس لهم أحد خارج مناطق سيطرة التنظيم، وأن لا يملك منزل آخر أو سيارة خاصة أو عامة.
ورأى عدنان أن مثل هذه الأعمال ليست سوى للضغط على المواطنين المتبقين في المدينة، للانضمام للتنظيم أو ارسال أبنائهم اليه، فالتنظيم لا يكترث من أين يأمنون معيشتهم في ظل هيمنته على كل مقومات الحياة في المدينة، كما أن معظم الذين ما زالوا في المدينة إما فقراء وهم الشريحة الأكبر والتي لا تمتلك المال الازم للخروج، وإما شريحة مستفيدة من التجار وأصحاب المطاعم الذين زاد عملهم بنسبة جيدة من مقاتلي التنظيم طوابير أمام تلك المطاعم، يأكلون ما لذ وطاب في ظل وجود طابور طويل بالمقابل تحت حر الشمس، أما المطبخ الإغاثي الذي يقوم بتوزيع طعام مطبوخ، لا يشبه الطعام أبداً.
التنظيم دوماً ما يطالب المسلمين بالهجرة الى «أرض الخلافة» وهو غير قادر على تأمين أبسط المقومات لهم، من ماء وكهرباء وخبز وعمل، وهو المتحكم برأس المال بشكل كبير في المدينة، وعليه كل من لا يهاجر الى مناطق سيطرة التنظيم فهو كافر ومباح الدم والمال بالنسبة للتنظيم، وهم بنظرهم كل من على وجه الكرة الأرضية وليس بمناطق سيطرة التنظيم، أما كافر أو مرتد مباح الدم، ويستدلون بحديث رسول الله في صحيح مسلم: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين ظهراني المشركين»، ودوماً ما يتغنون بهذا الحديث، من أجل السيطرة على أموال وأرواح الذين يقيمون بمناطق سيطرة النظام أو بالمناطق المحررة أو الذين هاجروا الى تركيا أو أماكن أخرى خارج سوريا، هرباً من بطش التنظيم الجائر.

محمد علاء