“البيرين” للتدفئة بعد غلاء المحروقات في إدلب

maxresdefault

طريقة ضغط مادة البيرين وتحويلها الى قضبان قابلة للاحتراق بدلاً عن الوقود

خاص زيتون 

في ظل شتاء يبدو أنه أقسى من سابقاته، وغلاء لم يعتاده السوريون، بدا تأمين التدفئة من التحديات التي تثقل كاهل السوري، وفي محافظة إدلب بات البحث عن المواد التي تؤمن الدفء بسعر مقبول هو حديث الأهالي وشغلهم، والبحث عن بديل لمحروقات التدفئة وللحطب الذي تزايد سعره يوما بعد يوم، قاد الأهالي لاستخدام مادة البيرين وهي فضلات الزيتون بعد عصره، لعله يؤمن لهم احتياجاتهم من تدفئة وطهي بآن واحد، وبسعر يتناسب مع معيشتهم الحالية.

وقال “جميل قلعه جي” مالك منشأة لتصنيع البيرين لزيتون: تنتج مادة البيرين من مخلفات عصر الزيتون في المعاصر المنتشرة في المحافظات السورية وخاصة في محافظة إدلب، نظراً للانتشار الواسع لمساحات أشجار الزيتون والمعاصر المنتجة لها، وغدت محط اهتمام كبير عند العديد من الأهالي، بعد أن اقتصر استخدامها سابقاً على تدفئة المداجن الكبيرة.

وأضاف “القلعه جي”يتم كبس تلك المخلفات على شكل أسطوانات أو مكعبات بمكابس خاصة، منوهاً إلى أن سعر الكيلو غرام الواحد من البيرين يتراوح بين (45 و50) ليرة سورية، وبذلك يتم توفير ثلاثة أضعاف عما يتم استهلاكه من مادة المازوت، وخاصة أنها تتميز بوفرة الدفء الذي تعطيه عند اشتعالها، ومدة اشتعاله الطويلة.

ويقول أبو أحمد السرميني أحد باعة البيرين في سراقب أن سعر البيرين حاليا حوالي (50000) ليرة سورية حاليا، وهو مضغوط وجاف وجيد الاحتراق ولا تنبعث منه أي روائح ناهيك عن حرارته المرتفعة».
ويضيف أبو أحمد: «لقد كان الأهالي سابقاً يستعملونه في تدفئة المداجن والحظائر لكنهم توجهوا اليوم لاستعماله في تدفئة المنازل بسبب مزاياه الجيدة وسعره المناسب».

“محمود الرسلان” مواطن من ريف ادلب الجنوبي، قال لزيتون: إنه اضطر في هذا العام لاستعمال «البيرين» للتدفئة كبديل للوقود والحطب، كون الحرارة الناتجة عن اشتعاله عالية وتحتاج فترة زمنية للاحتراق أطول من باقي أصناف الحطب، لاحتوائها على الزيت المتبقي من عملية العصر، ناهيك عن أن المادة لا ينتج عنها بقايا كتلك الناتجة عن عملية احتراق الحطب، ما يوفر قدراً كبيراً من النظافة طوال فترة فصل الشتاء.

وأشار “كمال الخنوس” أحد أهالي قرية معرتحرمة في ريف ادلب الجنوبي والذي يستعمل «البيرين» كوقود للتدفئة للسنة الثانية على التوالي في حديث لـ «زيتون»، أنه استعمل مدافئ المازوت في السنوات السابقة، ولاحظ الفرق في التدفئة التي تعطيه إياه المدفئة، فالانقطاع المستمرة لمادة المازوت، وعدم توفره بشكل دائم في الأسواق إضافة الى الفرق في التكلفة ما بين «البيرين» والمازوت جدير بأن نجربه في منازلنا.

ويبدو أن فائدة الزيتون ليست بثماره وزيته فقط، بل حتى في لبه وفضلات عصره.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*