فشل قوات المعارضة المعتدلة في ريف حلب الشمالي

82015214028126

يحاول تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» قضم المزيد من المساحات في ريف حلب الشّمالي، رغبة منه للوصول إلى معبر باب السلامة الاستراتيجي، بعد فشله في السيطرة على مدينة مارع.
وتزامنت تحركات تنظيم «داعش» مع دخول الدفعة الثانية من القوات المدّربة أمريكياً إلى الريف الشمالي لمحاربة التنظيم، حيث تمركزت القوات المدربة في إحدى قرى ريف حلب الشمالي.
عن الأوضاع الميدانية، قال العقيد محمد الأحمد الناطق باسم «الجبهة الشامية» في تصريح لـ»لزيتون»:
«إنّ جبهة القتال بين التنظيم والفصائل تشهد اشتباكات متقطعة بشكل عام ومحاولات تسلل لعناصر داعش، وأحبطنا تسلل لعدد من عناصره – يوم الاربعاء الماضي- من محور مزارع كفرة، حربل، وحتى حرجلة قرب الحدودالتركية».
ودخلت القوات المدّربة أمريكياً على خط المواجهة مع التنظيم في ريف حلب، بعد دخول 50 عنصراً كدفعة أولى، و75 آخرين كدفعة ثانية، لكن ما أعاق وجودهم فعلياً وجود «جبهة النصرة» التي اعتقلت القائد العسكري للفرقة 30 المدربة أمريكياً العقيد نديم الحسن وعدد من مرافقيه وفشل كل الوساطات التركية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن العناصر المدربة أمريكاً سلمت نفسها لجبهة النصرة مع سلاحها، الأمر الذي نفاه قيادي في الفرقة30 فضل عدم ذكر اسمه، ونفى القيادي تسليم أي من عناصره أنفسهم و أسلحتهم لجبهة النصرة، مشيراً إلى أنّ لقاء كان بين قيادات في النصرة وأخرى في الفرقة من أجل توضيح عدد من الأمور وليس لقاء «مبايعة» كما أشيع، وذكر أن «الأسلحة المسلّمة لهم لا يستطيع أحد التعامل معها سوى المتدربين».
وأشار القيادي إلى أن الدفعة الأخيرة التي وصلت من القوات المتدّربة بلغت 75 عنصراً، اتخذوا من قرية في الريف الشمالي مقراّ لهم -تتخفظ زيتون عن ذكرها لأسباب أمنية- مبيناً أنّ المتدربين سابقاً «لم يسقط منهم أحد قتيلاً، نتيجة قصف النظام أو القتال مع داعش».
الناطق باسم « الجبهة الشامية» رأى أنّ استعادة السيطرة على المناطق الّتي سيطر عليها» تنظيم الدولة» يتعثر لعدة أسباب منها «طول الجبهة وانفتاحها بين الطرفين، كما أنّها تحتاج الى سلاح ثقيل، وكثافة نيران وتمهيد مدفعي جيد، وهي أهم الأسباب الّتي تعرقل استعادة النقاط التي سيطرت عليها داعش».
ووصف الناشط الإعلامي «محمد الخطيب» من مدينة مارع المعارك الّتي تجري الآن في الريف الشّمالي بأنها»حرب استنزاف، والخسارة كانت كبير من مقاتلي الجيش الحر».
وأشار الخطيب لـ»زيتون» إلى أنّ لمارع «وضع خاص في الصراع، كونها أحد المعاقل الكبيرة للثوار، و أهالي المدينة هم من يدافعون عنها، وعن بيوتهم، وأرضهم».
إلى ذلك صرح عضو مجلس قيادة الثورة مصطفى سيجري «عن استغلال الاستخبارات العالمية للعقيدة الإسلامية الصلبة، وتسخيرها لخدمة التنظيم».
وعزى سيجري سبب عدم قدرة الفصائل على الصمود في أغلب الأحيان في وجه داعش إلى أن» أهل الشام لديهم ورع في الدماء وكانوا يحسنون الظن بهذه التنظيمات التي دخلت سوريا بدعوى نصرة أهل الشام، ولكن هذا الأمر لم يطل، حتى تشكلت قناعة لدى أغلب السوريين أن تنظيم داعش هو تنظيم بين مُسير من قِبل المخابرات وبين مغالي في استباحة دمائهم».
ومع دخول المتدربين في المعسكرات الأمريكية ساحات القتال ضد التنظيم في الريف الشّمالي، يرى متابعون أنّ أعداد المقاتلين الذين دخلوا إلى البلاد لن تستطيع التغيير مما يحصل على الأرض، بسبب قلة أعدادها، وعدم وجود تنسيق كاف بينهم وبين الفصائل.
وحول الأعداد المتواجدة من الفرقة 30 في الريف الشمالي من حلب، يكشف قيادي في الفرقة لـ»زيتون» أنّ:» آخر دفعة دخلت إلى الشمال من ريف حلب، بلغ 75 متدرب، يملكون أسلحة ثقيلة وقناصات ومتدربين تدريباً جيداً».
وفيما يتعلق بالأعداد المتوقع دخولها خلال الأيام القادمة، يشير القيادي في الفرقة 30 إلى أنّ الأعداد متوقفة على الانتهاء من التدريبات اللازمة، ونفى أن تكون معسكرات التدريب معسكرات أميركية مشيراً إلى انّ تلك المعسكرات يقوم عليها «ضباط من مختلف دول التحالف، قطريين وأردنيين، وأمريكان وأتراك»، وأوضح أن ّ»التدريبات التي تتم في هذه المعسكرات هي تدريبات على المركبات الثقلية وقذائف الهاون والقناصات، وأساليب قتال الشوارع، الّتي تمتاز بها داعش».
الواقع الصعب الذي تعيشه «فصائل الثوار» في خطوط المواجهة مع داعش، والفشل الجزئي للفرقة 30 من وضع موطئ قدم لها على خط الجبهة مع داعش واستهدافها من جبهة النصرة يعرض برنامج» تدريب المعارضة المعتدلة» الى الفشل الذريع بعد كل الحملة الاعلامية التي قادتها وزارة الدفاع الاميركية «البنتاغون».

منهل باريش