هل تنقذ موسكو الأسد أم تقضي عليه؟!

resizeimages_2

عبيدة العمر

نجح النظام السوري في جعل سوريا مستنقعاً كبيراً تغرق فيه جميع الحلول السياسية التي قد تؤدي إلى زوال رأس النظام ورموز من طائفته من السلطة.
منذ عام ألفين وأحد عشر والنظام السياسي للنظام السوري يلفق الأكذوبة تلو الأكذوبة حتى أصبحت دول كثيرة مقتنعة بأن ما يرويه النظام هو الحقيقة, وأنه يتعرض لمؤامرة دولية تستهدف ممانعته ومقاومته الباسلة, رغم كل العمل اللاأخلاقي الذي قامت به أجهزة النظام المتنوعة» طبية_ اعلامية…الخ» في تشويه الحقيقة على الأرض السورية إلا أنها نجحت وبامتياز في كسب التعاطف من عشرات الدول العالمية ومنها بعض الدول العربية كالجزائر ومصر «السيسي» , كل هذه الدول ومنذ بداية الثورة السورية أمنت للنظام متنفساً في أوقات اقترب فيها من الموت على يد شعبه, فمن تعطيل قرارات مجلس الأمن إلى الدعم العسكري السري للنظام السوري كانت روسيا ولاتزال ملكة على عرش النظام العالمي,
في ألفين وخمسة عشر, جن جنون موسكو فمن تقارب مع قوى المعارضة السورية السياسية إلى حرب جوية شاملة على أركان الثورة ودعم عسكري غير محدود لنظام الأسد وعلناً هذه المرة, لا حاجة بعد اليوم لتفتيش الطائرات الايرانية القادمة إلى سوريا ,فموسكو تعهدت بعدم إرباك الدول المجاورة لسوريا بعملية التفتيش وتكفلت هي بإيصال كل ما يحتاجه النظام وبسرعة فائقة.
كل ما سبق جعل الثورة السورية تمر بمنعطف خطير فمن زعم موسكو أنها تحارب مع الأسد ضد الإرهاب المتمثل ب»تنظيم الدولة» إلى اعترافها أنها حددت الشعب السوري «المعارض» كله على قائمة الارهاب وذلك بعد قصفها لمناطق تخضع لسيطرة الثوار منذ أكثر من ثلاثة أعوام, حيث استشهد نتيجة القصف الروسي لأرياف ادلب وحماه وحمص عشرات المدنيين الذين لا يريدون بقاء الأسد في السلطة, أين تنظيم الدولة في هذه المناطق؟, لقد طرده الثوار من الأرياف المذكورة ولا صحة لوجود التنظيم فيها.
هل الدفاع المدني السوري والمستشفيات هي داعشية؟
شنت موسكو حرباً على أركان الثورة المدنية فقصفت مستشفيات ومراكز للدفاع المدني الذي يعد الجندي المجهول في الثورة فعن أي ارهاب يتحدثون؟!. تتابع موسكو سياستها في تصديق النظام وتضرب التقارير الدولية عرض الحائط وتقول أن لا شهداء من المدنيين قتلوا في سوريا بسبب الغارات الروسية بل من قتل هم من تنظيم الدولة. لكن هل ستتوقف موسكو عند حد الغارات الجوية أم أنها ستساعد النظام برياً لاسترجاع ما خسره أمام معارضيه وبشكل مباشر وذلك عن طريق دخول دول جديدة في التحالف الروسي مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران وبدعم لوجستي روسي لها وبقوات برية ما سيؤدي إلي بوادر حرب كبرى في المنطقة, خصوصاً سهل الغاب بريف حماه وجسر الشغور بريف ادلب حيث تعدان حدود الدولة العلوية في حال أضطر النظام لتكوينها كحل بديل.
بالمقابل, الحل الأمثل لمواجهة الأسد وحلفائه الروس هو «توحد الثوار» تحت مسمى ما وبقيادة موحدة والهدف من التوحد صد أي هجوم بري للنظام حيث أن من المتعارف عليه أن الطيران لوحده لا يحسم معركة,
توحد الثوار أمرٌ في غاية الصعوبة فجبهة النصرة» فرع القاعدة في سوريا» وتشكيلات أخرى ترفض التوحد حتى اللحظة ورغم التقارب الذي حصل بين الثوار على الأرض والائتلاف المعارض والاتفاق بالموقف على أن التدخل الروسي هو احتلال لاتزال هناك تحديات كبيرة لإنجاز تحالف ثوري على الأرض مدعوماً بصواريخ «التاو» الأمريكية و يوازي التحالف الروسي مع النظام في السماء,
أو أن نرى فجأة صواريخ مضادة للطائرات تظهر على الساحة السورية ما يعني هروب موسكو وطائراتها من سماء سوريا وتدخل ما يسمى «أصدقاء الشعب السوري « للقضاء على الأسد ونظامه بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا والسعودية, حيث يدرك الثوار في سوريا أن لحظة امتلاكهم لصواريخ أرض جو فعالة تعني لحظة سقوط النظام وتعني لحظة الصفر بالنسبة للمجتمع الدولي الذي سيقول أن الأسد سيرحل الآن بعد حتمية رحيله على يد الثوار.