رسالة من الداخل

زيتون – ميساء المحمود 

تستيقظ فجراً، لترتيب المنزل وتحضير الفطور
يصحو أبناؤها الستة، كلٌّ يريد شيئاً منها، وهي تسعى وراء كل واحدٍ منهم على حِدة.
تحضر القهوة لزوجها بينما يغسل وجهه ويغير ملابسه استعدادا للذهاب إلى عمله، تستعجل بالإفطار.
الأطفال حولها ينتظرون
بنظرتها المبتسمة أحيانا وعصبيتها الخفيفة على أطفالها أحياناً أخرى توجه بعضهم وتستعجل الآخر.
ما إن ينتهي الإفطار حتى يتوجه زوجها إلى العمل وأبناءها إلى الساحة للعب، بينما يظل الصغار في المنزل.
أما هي فتتابع عملها في المنزل، والخوف على زوجها يلازمها، لم تستطع إلا أن تسترق لحظات لتمسك الهاتف وتتصل بإخوتها لتعلم منهم إن كان زوجها قد وصل أم لا؟
صوت الطيران يفاجئها ويهدر في الأجواء، والقبضات تُحذّر «لقد أخذ الطيار محور التنفيذ».
وبينما هي تطمئن على زوجها غير آبهةٍ بسواه، وإذ بصفير الصاروخ يهدر فوق منزلها
صرخت «عمرة» وصرخ أبناؤها الستة معها، هُدم البيت فوقها، وهي ممسكة بهاتفها ومائدة الإفطار الأخير مازالت على الأرض، وصغارها من لهيب الصاروخ احترقوا.
أما «عمرة» لم تنطق بعد آخر كلمة كتبتها على الهاتف وصوتها الذي سجلته وهي تسأل هل وصل زوجي عبد الناصر.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*