الماء على أبواب رمضان والصيف

خاص زيتون 

مع اقتراب فصل الصيف وشهر رمضان، وما يرافقه من عودة الأزمات مرتبطة بتأمين المياه وقوالب الثلج في مناطق الشمال السوري ولا سيما في محافظة إدلب وريفها، وازدياد الحاجة إليهما لا سيما في شهر رمضان.

تأتي الحاجة إلى المياه في ظل استمرار مشكلتها التي لم تحل في أغلب المناطق، وذلك بسبب صعوبة تنفيذ الحلول الواجب إتباعها للتخفيف من حدة الأزمة، ويأتي على رأس تلك الحلول فرض الجباية على الأهالي، وهو أحد الشروط التي وضعتها المنظمات المانحة للمجالس المحلية من أجل ديمومة الدعم وإيجاد حلول منطقية لهذه الأزمة.
ويعتمد أهالي ريف إدلب حالياً على بعض الضخات التي تقوم بها وحدات المياه في بعض المناطق إضافة إلى التزود بمياه الصهاريج المرهقة والمكلفة ويقارب سعر الصهريج 4000 ليرة سورية، وهو على الرقم من قلته إلا انه يعتبر ضغطا ماديا كبيرا على شرائح مجتمعية لا تجد قوت يومها في ظل الأوضاع الراهنة.
وهو ما يؤكده “المعتصم بالله هزاع ” أحد المواطنين في مدينة سراقب بحديثه لزيتون: “نعاني بشكل كبير من عدم توفر المياه في الحي الشرقي، ولا حتى أثناء توفر الخط الإنساني، وقدمت أنا وسكان الحي الكثير من الشكاوي، يقدم لنا المجلس المحلي في كل فترة غير محددة وحسب إمكانياته صهريج مياه بسعر مخفض (1000) ليرة سورية.
ويضيف الهزاع: “نحن ثلاثة أخوة مع عائلاتنا يلزمنا كل أسبوع صهريج مياه بسعر 4000 ليرة سورية أي بمعدل 20 ألف ليرة شهريا فقط للمياه.

غلاء أسعار الصهاريج والتباين بين منطقة وأخرى

سجّلت أسعار الصهاريج مؤخراً ارتفاعاً كبيراً، فضلاً عن تباينها بين منطقة وأخرى، حيث تتراوح ما بين 1600-2000 ليرة سورية في مدينة كفرنبل، وما بين الـ 2500 إلى4000 ليرة في مدينة سراقب، أما في مدينة معرة مصرين فقد وصل سعر الصهريج إلى4500 ليرة، في حين يتراوح سعره في مناطق شمال إدلب من الـ 3000 ليرة إلى 4000 ليرة.
ويعزو «أبو الفضل»- أحد أهالي ريف إدلب- اختلاف أسعار صهاريج المياه من منطقة إلى أخرى، إلى عملية تلاعب بالأسعار من قبل مالكي صهاريج المياه ليس إلّا، مبيناً أنه في الوقت الذي يُباع فيه الصهريج في بلدته بسعر 3000 ليرة، كان يباع في البلدة المجاورة بسعر 1600 ليرة في تباين واضح في الأسعار، وغيابٍ واضح للأسباب.

إجراءات تخفيف الأزمة في رمضان المقبل

مدير وحدة مياه سراقب «يحيى الخضر» قال لزيتون موضحاً بعض الخطط التي تتم مناقشتها: «تبدأ الأزمة بشكل دائم منذ الشهر السادس وتستمر حتى الشهر الحادي عشر من كل عام، وتبلغ ذروتها في شهر رمضان، ولابد من وضع خطة وأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهتها».

وأضاف: وضعنا بالتنسيق مع الأطراف المعنية منها المجلس المحلي ومجلس الشورى في مدينة سراقب الكثير من الخطط بما يتعلق بموضوع تأمين مادة الديزل، بالإضافة إلى العمل المستمر مع المجلس المحلي ووحدة كهرباء سراقب في السعي لتأمين خط التفريغ، وخاصة في فصل الصيف، من أجل تخفيف العبء على المواطن والوحدة بآن معاً.
وأكد الخضر أن الصيف القادم سيختلف في هذا العام عن سابقه، وذلك بسبب وجود احتياطي للأشهر الثلاثة القادمة، وسيستمر الوضع في ضخ أربع ضخات كل شهر حاليا قابلة للزيادة، من خلال توفير خط التفريغ ومساهمة الأهالي في دفع الجباية الضرورية، كونها تساهم في المخزون الاحتياطي للأزمات.
مجلس الشورى في سراقب وهو جهة رقابية على المؤسسات الخدمية دعا الأهالي إلى المبادرة بحل الأزمة عن طريق دفع ما يترتب عليهم من جباية وقال رئيس مجلس الشورى «محمد وجيه حبار لزيتون:
« وضعت المنظمة الداعمة لمشروع المياه شرط جباية الأموال من المشتركين في وحدة مياه سراقب وحددتها بما لا يقل عن 3 مليون ليرة شهرياً، ولقد قدمت المنظمة خلال بداية العقد 2500 دولار ويقل المبلغ تدريجيا بحسب الجباية والشروط التي تتحقق، فمثلا خلال الشهر الماضي تم تزويد وحدة المياه ب 14000 دولار فقط مشروطة بعملية الجباية.
وأضاف الحبار: نرجوا من الأخوة المواطنين التعاون في ما يخص الجباية فلدينا في سراقب ما يقارب 5000 ألاف دفتر عائلة، يمكن لو تم دفع 1000 ليرة عن كل عائلة أن نجمع مبلغ 5 مليون، وهذا يفيض عن المبلغ المحدد للجباية».
وعن المبالغ التي تم جبايتها من الأهالي في الأشهر الأخيرة لم يقدم مدير وحدة المياه في سراقب أو رئيس مجلس الشورى أرقاماً واضحة، والسبب يعود بحسب رأيهم إلى تفاوت المبالغ بين كل شهر وأخر.

من جانبه، حذر المجلس المجلس المحلي في مدينة بنش في بيانٍ صدر عنه، أهالي المدينة من الهدر والإسراف في مياه الشرب واستخدامها إلا في الأغراض المخصصة لها، موضحاً أن المجلس سيسير دوريات في شوارع المدينة وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
كذلك طالب كلاً من المجلس المحلي ووحدة المياه في قرية كفردريان، أهالي القرية في منشور على صفحة المجلس الرسمية في فيس بوك قبل أيام، بإصلاح وصيانة الخطوط المنزلية الفتحات نصف إنش التي تسبب هدرا في المياه وضعف في ضغط الشبكة العامة، بالتوازي مع مشروع الصيانة القائم حالياً، وذلك استعدادا لعملية ضخ نظامية قريبة عبر الشبكة العامة، موضحين أنه لا يسمح للبيت الواحد أكثر من خط واحد بفتحة منزلية نصف أنش.
وحذّر المجلس المحلي ووحدة مياه كفردريان، الأهالي من مد خط جديد دون الرجوع إلى وحدة المياه بالقرية ومراقب الشبكة، وأي مخالفة سيتم الكشف عنها سوف يحوّل مرتكبها للقضاء مباشرة ويُفرض عليه غرامة مالية.
بالمقابل، أطلقت وحدة المياه في مدينة سراقب، وبالتعاون مع مكتب مساعدة المواطن والشرطة الحرة والدفاع المدني في المدينة، في 28 شباط الماضي، حملة لتوعية أهالي مدينة سراقب حول ترشيد استهلاك المياه، حملت عنوان “المياه مسؤوليتك”.

وجاءت الحملة بعد ما لاحظت الجهات المعنية، هدر كميات كبيرة من المياه من خلال (غسيل السيارات، أو التنظيف أمام المنازل، والكثير من الأعطال في الضابطة لخزانات المواطنين وعن المبالغ التي تم جبايتها من الأهالي في الأشهر الأخيرة لم يقدم مدير وحدة المياه في سراقب أو رئيس مجلس الشورى أرقاماً واضحة، والسبب يعود بحسب رأيهم إلى تفاوت المبالغ بين كل شهر وأخر.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*