الإعاقات وضحايا الثورة السورية

1_208

محمد السوري – زيتون

بعد خمسة أعوام تقريباً من بداية الثورة السورية، تعرضت الانسانية في سوريا إلى كوارث حقيقية، بعدد الضحايا والإعاقات الجسدية، نتيجة القصف والمعارك والاعتقالات، وغيرها من الأساليب والطرق.
وقد كان لذلك آثار عديدة خلفتها الحرب في سوريا، نذكر منها الإعاقات الجسدية الناتجة عن القصف الذي لطالما تركز على الأماكن الحيوية والتي يتجمع بها مئات المدنيين، أو المعارك، أو من التعذيب في معتقلات النظام.
يقول “أبو غزال” وهو رجل يعمل على عربة لبيع الخضار في سوق مدينة إدلب الشعبي: “كنت جالساً أمام عربتي حين سقط صاروخ من طائرات النظام الحربية، فغبت عن الوعي لأستفيق في أحد المشافي مقطوع القدمين بسبب شظايا الصاروخ”.
يكمل أبو غزال قائلاً: “رغم إصابتي وإعاقتي لم أستسلم، وعدت للعمل وأنا على كرسي عجزة، على عربتي لأكسب لقمة عيش أطفالي، حيث لم تمنعني تلك الإعاقة من العمل راضياً بما قسمه الله لي”.
ومن إعاقات القصف إلى إعاقات المعارك حيث يقدم المقاتلون حياتهم رخيصة فداء تحرير أراضي وطنهم فمنهم من ينال الشهادة ومنهم من يصاب إصابة قد تكون خطيرة إلى حد الإعاقة.
“أبو مسلم” أحد المقاتلين التابعين يروي قصته لزيتون فيقول: “عندما كنا في معركة تحرير ادلب قمنا بكسر خط الدفاع الأول عن المدينة وبدئنا الاقتحام من منطقة الصناعة وكنت مندفعاً من كثر شوقي لأهلي وللمدينة, لم أعرف بوجود قناص يرصد الشارع الذي كنت فيه، فأصابتني طلقة في عظم ذراعي فنقلت إلى المشفى ولم أستطع إكمال المعركة مع رفاقي” ,وها هو أبو مسلم يسطر أروع الملاحم بذراع واحدة ويأبى أن تحدث معركة دون مشاركته بها, فهو مستمر بقتاله للنظام الذي كان سبب اصابته.
ومما سبب الإعاقة أيضا لكثير من السوريين هو الاعتقال في سجون النظام حيث يلقى المعتقلون أبشع أنواع الضرب و التعذيب, كالكهرباء و الضرب على المناطق الحساسة فمنهم من يخرج بإعاقة جسدية والآخر اعاقة عقلية,
ورغم كل الصعوبات التي يواجها الشعب الثائر على النظام لا يزال الشعب السوري مصراً على اسقاط النظام, فإعاقة المقاتل تزيد من اصراره على القتال وإعاقة المعتقل تزيد من معارضته للنظام حتى يتحقق النصر.