سجن صيدنايا.. الثقب الأسود

a5ef0020-bff8-4521-94db-3b6a1b9448c6

زيتون – مصطفى السوري

سجن صيدنايا أحد السجون السورية يقع في قرية صيدنايا الواقعة شمالي العاصمة السورية دمشق بالقرب من مدينة التل، يبعد عن العاصمة قرابة 30 كيلومتر، ويتكون من ثلاثة طوابق في كل منها عدد كبير من الزنزانات الانفرادية والجماعية.
حدثت في سجن صيدنايا قبل اندلاع الثورة في سورية مجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 25 قتيل من المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم على خلفيات إسلامية.
أبو صالح أحد المساجين الذين تم الإفراج عنهم يقول: ” في الخامس من تموز/يوليو من عام 2008 قامت قوات الشرطة العسكرية بجولة لتفتيش السجن حيث قاموا بوضع القرآن على الأرض ودهسه بأرجلهم، ما أثار غضب المساجين وأدى إلى اندلاع احتجاجات قابلتها قوات الشرطة بالضرب، ما استدعى المساجين للدفاع عن أنفسهم وأخذ عدة رهائن داخل السجن ومن ضمنهم المدير العام للسجن، فقامت عناصر الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المعتقلين الأمر الذي أدى لسقوط العديد من القتلى”.
بعد اندلاع الثورة وقيام النظام بحملات الاعتقال العشوائية بحق المدنيين والزج بهم في سجون الأفرع الأمنية، لم يكن يسعهم إلا تحويل المعتقلين إلى سجن صيدنايا لشهرته في أساليب التعذيب بين السجون، حتى وصل عدد المعتقلين به إلى أكثر من 12 ألف معتقل غالبيتهم العظمى من المعتقلين السياسيين والإسلاميين، حيث يقوم السجانون به على ابتكار أساليب جديدة في التعذيب والقتل من بينها “الشبح، الكهرباء”، كل ذلك من أجل إجبار المعتقلين على الاعتراف على أشياء لم يقوموا بفعلها، بالإضافة لوضع مئات المعتقلين في زنزانة واحدة لا تتسع لهذا العدد والتي تتسب في بعض الأحيان بإصابة المعتقلين بالاختناق بسبب نقص الهواء داخل الزنزانة.
أبو صفوان أحد المعتقلين به بسبب الأحداث وتم الإفراج عنه لعدم إقراره بشيء يثبت إدانته يقول: ” كنا حوالي 90 شخصاً في زنزانة طولها 20 متر وعرضها 7 أمتار وارتفاعها مترين, وكان كل يوم يموت منا عدة أشخاص متأثرين بجروحهم نتيجة التعذيب والقتل ونقص الطعام”.
قامت قوات النظام بارتكاب العديد من المجازر بحق المعتقلين على خلفية الأحداث في البلد كان أهمها المجزرة التي ارتكبتها في نيسان/أبريل من عام 2013 والتي راح ضحيتها أكثر من 450 قتيل اعدمتهم قوات النظام ثم قامت بحرق بعض الجثث ودفنهم في مقابر جماعية.
لم تقتصر المجازر على سجن صيدنايا وحسب، إنما شملت كافة السجون السورية كسجن عدرا وسجن تدمر، في ظل صمت عالمي عن مساندة الشعب السوري وإخراجه من محنته لتبقى آلة القتل لدى النظام مستمرة.