لجبل الزاوية في ريف إدلب صبر الجبال

maxresdefault

زيتون – محمد السلوم 

بالتوازي مع صمود الثوار على جبهات القتال وتسطيرهم أروع ملاحم البطولة والفداء ضد قوات النظام السوري وحلفائه، نجد من يتشبث بالأرض ويرفض الرحيل مهما كانت الظروف قاسية من قصف لقوات النظام بمختلف أنواع الأسلحة، أو أوضاع اقتصادية متردية أو خدمية…. وإلى ما هنالك من صعوبات، استطاع المواطن السوري التعايش معها.
في زيارتنا ل “أبو محمد” وهو أب لعشرة أولاد ويقيم في احدى قرى ”جبل الزاوية” حدثنا عن معاناته قائلا: كنت أعمل بائعا في احدى المحال التجارية من أجل تلبية حاجة أسرتي المعيشية، ولكن مع اشتداد القصف وخاصة الصواريخ الفراغية والدمار الذي لحق بالحي بالإضافة الى الأضرار التي لحقت بالمحل، اضطررت لإغلاقه، معظم سكان الحي نزحوا عنه سواء الى أحياء أخرى ضمن القرية أو خارجها.
ويضيف أبو محمد قائلا: لم أفكر يوما بالرحيل، صحيح أن وضعي المادي ضعيف وأن المخاطر كثيرة إلا أنني أشعر بشيء ما بداخلي يشدني للمكوث بالقرية، فقد قمت بإصلاح وترميم إحدى الكهوف الرومانية القديمة القريبة من المنزل، بالإضافة لحفر خندق نلجأ إليه أثناء الغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي.
هذه قصة أبو محمد في صراعه من أجل البقاء والاستمرار بالحياة رغم المآسي، علما أن لديه ثلاثة أولاد معاقين.

أما الصيدلاني أبو عبدو فله وجهة نظره الخاصة فيقول: أنا ضد من يهاجر وخاصة الى دول أوربا من أصحاب العقول والكفاءات، فالوطن بأمس الحاجة لهم في هذه الأوقات العصيبة، لقد عرضت عليّ عدة فرص للعمل خارجا، لكنني رفضت وأثرت البقاء بالداخل لتقديم ما أستطيع عليه من مساعدة للآخرين، صحيح من يعمل بالداخل يتعرض للمخاطر إلا أن له لذة لا يشعر بها إلا من يمتلك حسا وطنياً وانسانياً بالدرجة الأولى، فقد تعرضت لحادثتي قصف بالصواريخ الفراغية من قبل طيران النظام السوري ما سبب لي جروح وخسائر وأضرار مادية بالصيدلية.
هي إذاً حياة الشعب السوري بالداخل قصف ودمار وأوضاع معيشية صعبة، إلا أنه اثبت قدرته على التحدي والإصرارعلى الحياة، كل ذلك يهون في سبيل الحرية والكرامة.