بعد عامين من الجهد في معاهد تركيا عاد ليكمل دراسته في جامعة إدلب

زيتون- غسان شعبان
لم يكد “ياسر جعبور” ينهي صفه السابع والفصل الأول من الصف الثامن في إحدى مدارس مدينة سراقب، حتى تصاعدت وتيرة القصف الجوي، وتكررت حالات اغلاق المدارس، ما أفقده حماسه ورغبته في متابعة تعليمه وتحقيق حلمه.

لكن حلمه الذي توقف بعد بداية الثورة ظل مستيقظاً في داخله، ومع تشجيع الأهل والأصدقاء، عاد الحلم إليه، فعاد ياسر لمتابعة تعليمه ملتحقاً بمعهد تعليمي خاص، وتقدم لامتحان الشهادة الأساسية في مدارس الائتلاف، بعد أن وقع بين ناري الذهاب إلى مناطق النظام، والحصول على شهادة غير معترف بها، لكنه نجح بالامتحان أخيراً وبمجموع 208 درجات من أصل 290.

ونظراً لكون جميع مدارس مدينة سراقب تتبع لتربية النظام، ولا تعترف بشهادة الائتلاف التي حصل عليها ياسر، فقد اضطر للتوجه إلى إحدى مدارس بلدة آفس القريبة من مدينته، ومع ذلك لم يكن ياسر راضياً عن وضعه، كان متخوفاً على مستقبله، فعرّض حياته للخطر في سبيل متابعة تعليمه، وتوجه إلى تركيا في بداية شهر أيلول عام 2015، أملاً في أن يصبح مهندساً للحاسوب كما كان يحلم.
حين وصل إلى مدينة غازي عنتاب، سجل في مدرسة “خديجة الكبرى”، كونها تقبل بشهادات الائتلاف، ويُدرَّس فيها المنهاج السوري ولكن تحت إشراف الحكومة التركية وبشكل مجاني للطلاب السوريين.


تحمل ياسر مرارة الغربة واختلاف الجو الثقافة والمحيط في سبيل أن يعود بشهادة تؤمن له حلمه في دراسة هندسة الحاسوب في إحدى الجامعات التركية، وبعد معاناة تمكن من الحصول على “الشهادة المعيارية” بمعدل 92.5%، والتي تحتاج إلى تعديل كي يستطيع توثيقها، واستطاع ياسر أن يجتاز الامتحان المعياري بنتيجة 59%.
تقتضي شروط الحصول على شهادة معترف بها اتمام أربع سنوات دراسية ما قبل الشهادة الثانوية، ما اضطر ياسر إلى الخضوع مرة أخرى لامتحان معياري مكون من 160 سؤالاً تشمل كافة مراحل الصفوف ما قبل البكلوريا، وهذا الامتحان هو ما ينوب عن دراسة السنوات الأربع.
بمحصلة 75 بالمئة، تمكن ياسر من اجتياز الامتحان، وتقدم بمفاضلته الجامعية إلى كافة الجامعات التركية، ليحصل على رد من إحدى الجامعات أنه بحاجة إلى شهادة مساندة تسمى “سات” وهي بكالوريا أمريكية، أو شهادة “يوس” التركية، حتى يتم قبوله في الجامعات التركية.
وبكلفة 1000 دولار لم تكن سهلة على دخل أسرته، درس ياسر في أحد المعاهد التركية الخاصة لمدة ستة أشهر، ليخضع بعدها لامتحان نهائي في مدينة بورصة ويحصل على شهادة السات التي تخوله التسجيل في الجامعات التركية.
ولأن الرفض كان جواباً من معظم الجامعات، عاد ياسر إلى بلده بعدما فقد الأمل في قبوله، منتظراً رداً إيجابياً من إحدى الجامعات أو الرجوع إلى الخيار الأول وهو الدراسة في جامعة إدلب وهو ما كلفه الهرب منها عامين من حياته.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*