بنشي بلهجة شامية

بعدما هجروا من بيوتهم، تاركين أملاكهم ومصادر رزقهم ليخرجوا منها ببضع حقائب فيها بعض حاجياتهم الضرورية بعد حصار طويل، قرر بعضهم أن يبدأ حياته من جديد، ويمارس من جديد نشاطاته التجارية.
أبو سمير الشامي من سكان حي القابون الدمشقي، قدم مع عائلته المؤلفة من ثمانية أشخاص إلى مدينة بنش في 19 نيسان الماضي، ليفتتح محلا للعصائر في المدينة التي لم تعتد على مثل هذه المحلات.
لا يخفي أبو سمير حسن الاستقبال الذي تلقاه في مدينة بنش، فقد أمنوا له البيت والحاجيات الضرورية لإقامته هو عائلته، وأبدوا حفاوة مميزة لهم في محاولة للتخفيف من وطأة تهجيرهم.
وبمساعدة أهالي المدينة تمكن أبو سمير من افتتاح محل العصائر الوحيد في المدينة، بعدما تشاركوا بتأمين المال اللازم لافتتاح المحل.
ويرى أبو سمير أن العمل قيمة للإنسان قبل أن يكون حاجة، ولذا أصر على أن ينطلق بالعمل في محل العصائر وهو العمل الذي كان يقوم به هو وإخوته في حي القابون، ورغم أن سكان مدينة بنش لم يعتادوا على شراء العصائر الطازجة إلا أن أبو سمير تمكن بجودة عصائره من لفت انتباه الزبائن وجذبهم، وخصوصاً مع موجات الحر التي ترافقت مع افتتاح محله.
ونتيجة لزيادة الطلب على منتجات أبو سمير فقد زاد من ساعات عمله ليقوم بوردية مسائية تستمر حتى الثانية عشرة ليلاً، كما يخطط لإضافة عصائر جديدة بحسب الموسم وتوفر الفواكه، فلقد عانى أبو سمير سابقاً من عدم توفر بعض الفواكه كالبرتقال أحياناً، الذي لا يتوفر في فصيل الصيف وبعد أماكن زراعته عن بنش، ما دفعه لاستجلاب كميات كبيرة من البرتقال من المناطق الساحلية وهو ما أجبره على رفع سعر عصير البرتقال.
يستذكر أبو سمير مع اقتراب العيد عمله في محله بحي القابون، كما يستذكر جمعة الأهل والأصدقاء عنده، وما ترافق تلك التجمعات من بهجة ومودة بين الحضور والزبائن، ورغم نجاحه السابق في القابون إلا أنه راض عن وضعه الجديد في مدينة بنش ويصف عمله بالممتاز، متطلعاً ليعيش الجو ذاته في مدينة بنش، لا سيما بعد الحفاوة التي تلقاها من أهلها، والعلاقات الطيبة التي كونها معهم، فهو يعتبر نفسه الآن بنشياً بلهجة شامية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*