جريدة زيتون – مخلص الأحمد
بعد مطالبات عديدة من المجلس المحلي لمدينة الدانا لهيئة تحرير الشام، بإعادة الفرن الآلي في المدينة للمجلس، كما كان في السابق، وعدم التدخل في إدارته كما فعلت حركة أحرار الشام في وقتٍ سابق، توصل المجلس المحلي في الدانا مع الهيئة المدنية في هيئة تحرير الشام عبر وساطة طرف ثالث إلى حل يقضي بتسليم الفرن الآلي إلى المجلس، إلا أن عمل الفرن لم يدم طويلاً بعد تسليمه للمجلس، وذلك بسبب عدم توفر الدعم له.
عضو مكتب الدراسات في المجلس المحلي لمدينة الدانا “عبد الرحمن بولاد” قال لزيتون: “الفرن تحت تصرف المجلس ويتبع له بشكل كامل، وهو في حالة جاهزية تامة للعمل، ومجهز بخطة إنتاج وطاقة إنتاجية يومية تصل إلى 10 طن يومياً”.
وأضاف “بولاد”: “تم تشغيل الفرن لفترة محدودة عن طريق مستثمر، ولكنه لم يستطع الاستمرار بسبب المنافسة الشديدة مع الأفران الخاصة، وبعد الفرن عن مركز المدينة، ووجود عدد كبير من الأفران داخل المدينة، وغياب القدرة التنافسية لديه”.
ولجعل الفرن الآلي قادراً على منافسة بقية الأفران في المدينة، يجب خفض تكاليف الإنتاج إلى أقصى حد ممكن، مع زيادة في وزن ربطة الخبز، ولا يتم ذلك إلا عن طريق تأمين دعم جزئي لمادة الخبز، بالديزل أو الطحين أو أجور عمال الفرن أو رأس مال تشغيلي، إلى جانب تعيين مراكز توزيع ومعتمدين داخل المدينة، ليحصل الفرن على المردود المادي للتشغيل، بحسب “بولاد”، والذي بيّن أن المجلس المحلي لم يوفر حتى الآن دعماً للفرن، إلا أنه يعمل على ذلك، وسبق له وأن حصل على دعم للأفران العام الماضي، عن طريق مشروع الحكومة السورية المؤقتة، واستمر الدعم لمدة شهرين فقط، واستفادت منه 4 أفران، ونحو 2000 أسرة.
ويشكو بعض أهالي الدانا من ارتفاع سعر ربطة الخبز في المدينة، وصغر حجم الرغيف، والتغيير الدائم في سعرها ووزنها وحجمها.
وأضاف “بولاد”: “يعمل المجلس بحسب مبدأ الأولويات، والأولوية لديه حالياً تتمثل بتأمين دعم للفرن لتشغيله، ولذلك قام بإعداد دراسة لإمكانية إعادة تفعيل الفرن الآلي من خلال استقطاب دعم المنظمات، تليها في الأهمية الخطة التشغيلية للفرن، وفي حال تم تأمين الدعم، سيكون هناك خطة تشغيل مناسبة وملائمة للواقع والظروف الحالية”.
ويرى بعض أهالي مدينة الدانا أن استلام المجلس المحلي للفرن الآلي، كان له تأثيراً سلبياً لا إيجابياً كما وعد عندما طالب بتسليمه إياه، إلا في حال تمكن المجلس من تشغيله خلال فترة قريبة، وقام بالإشراف بنفسه على عمل الفرن، وليس تسليمه لمستثمر كما فعل في بداية استلامه للفرن.
“إبراهيم مدلل” من أهالي الدانا قال لزيتون: “أنا شخصياً أرى أن استلام المجلس المحلي للفرن لم يكن ذا منفعة للأهالي، على العكس فقد أثر ذلك على الفرن سلباً وها هو الآن متوقف عن العمل، علماً أن الطاقة الإنتاجية للفرن الآلي كبيرة مقارنةً ببقية أفران المدينة، ولكن في حال تشغيله في الأيام القادمة، سيكون ذلك جيداً للأهالي وللمجلس”.
وقال “أسد العلي” نازح مقيم في مدينة الدانا لزيتون: “إذا تم دعم الفرن من قبل المنظمات، ولم يتم تسليمه لمستثمر خاص كما في السابق، سيكون استلام المجلس المحلي للفرن أمراً جيداً لأهالي المدينة، أما فيما عدا ذلك فلن يكون أمراً إيجابياً، فالفرن كان يعمل قبل استلام المجلس له، ولكن منذ استلامه وحتى الآن الفرن متوقف عن العمل”.
وكان المجلس المحلي لمدينة الدانا، قد أكد عند مطالبته بإعادة تسليمه الفرن بأن الحل الوحيد للحد من وجود فائض في الخبز في المدينة وكساده، وغياب الرقابة التموينية عنها، هو تسليمه الفرن الآلي، القادر بمفرده على تغطية حاجة المدينة من الخبز، نظراً لطاقته الإنتاجية العالية، ودعمه بالطحين والمواد الأولية اللازمة وأجور النقل.