رغم انعدام دعم التربية الحرة.. توقعات بعام دراسي جيد في حال توقف القصف

زيتون – أسعد الأسعد
مع بداية العام الدراسي وازدياد عدد الطلاب، كان الأهالي يتوقعون أن تشهد عملية التعليم في مدينة بنش بعض التحسن في ظل الهدوء النسبي الذي تشهده المدينة، وذلك قبل بدء حملة القصف الجوي على محافظة إدلب، على الرغم من الغياب التام لمديرية التربية الحرة عن مدارس المدينة حتى الآن.

 
إذ توقع “محمد علوش” من أهالي مدينة بنش أن تشهد العملية التعليمية تحسناً ملحوظاً مقارنة مع العام الماضي، وذلك في حال توفر الهدوء وتوقف القصف، الأمر الذي سيمنح الطالب حقه بوقت المدرسة بعيداً عن التوقف المتكرر للمدارس، ولكن بالمقابل سيكون على عاتق المعلمين مهمة تعويض الطلاب عما فاتهم من معلومات خلال العام الدراسي الماضي.
وقال “غسان خنسة” من أهالي بنش لزيتون: “لا يمكننا تقييم العملية التعليمية في الوقت الحالي لأننا ما نزال في بداية العام الدراسي، ولكنني أتوقع أن تتحسن نسبياً، بسبب الوضع الهادئ الذي تشهده المدينة حالياً”.
واعتبر “خنسة” أن الإقبال على تسجيل الطلاب هذا العام أعلى منه بكثير في الأعوام الدراسية السابقة، مما شكل ازدحاماً كبيراً في المدارس، وأرجع السبب إلى ازدياد الكثافة السكانية في المدينة.


وعن الاستعدادات للعام الدراسي الجديد في مدينة بنش قال مدير ثانوية ممدوح شعيب للبنين “عبد العظيم حاج صطيفي” لزيتون: “الكادر التعليمي في المدرسة كامل وعلى أتمّ الاستعداد، على العكس من العام الماضي الذي كانت فيه المدرسة تعاني من نقص في المعلمين، بالإضافة إلى أن عدد المعلمين المتطوعين هذا العام لم يعد كما في العام الماضي، إذ يوجد حالياً معلم واحد متطوع في المدرسة هو معلم مادة التاريخ”.
أما بالنسبة للبنية التحتية للمدرسة، فهي مقبولة نوعاً ما، فالسبورات بحالة جيدة، ومعظم الأبواب والنوافذ تم إصلاحها بعد انتهاء العام الدراسي الماضي، ولكن هناك القليل من الأبواب والنوافذ التي لم يتم إصلاحها، وتوجد مشكلة في دورات المياه، كما تفتقر المدرسة لوجود خزان للمياه فيها، بحسب “حاج صطيفي”. 
وأكد “حاج صطيفي” أن ثانوية ممدوح شعيب لم تتلقَ أي مساعدات أو مساهمات من مديرية التربية الحرة حتى الآن، وأن كافة الإصلاحات والتجهيزات التي تم تنفيذها في المدرسة، تمت من قبل الكادر التدريسي العامل فيها، وبواسطة المبلغ البسيط الذي تم جمعه خلال العام الماضي من الطلاب المعروف بـ “تعاون ونشاط”، وأن المديرية لم تقم حتى الآن بتزويد المدرسة بالكتب المدرسية، فقامت إدارة المدرسة بالاعتماد على موجودات المستودع بتوزيع الكتب المتوفرة، إلا أنها ما تزال تعاني من نقص في كتب الصف الثالث الثانوي. 


وأوضح “حاج صطيفي” أن ثانوية ممدوح شعيب تتبع برنامجاً لدعم الطلاب تعليمياً، وتعويضهم عما فاتهم في العام الماضي، وتعويدهم على الدوام المدرسي، إذ يتم إعطاء الطالب مدة أربع ساعات متواصلة، ما يمكن الطالب من الحصول على أكبر كم من المعلومات، ويتيح للمعلم أن ينهي منهاجه في نهاية العام، ويجعل الطالب بغنىً عن الدروس الخاصة التي يقوم بالتسجيل بها لتعويضه عن نقص المعلومات.
بينما قامت إدارة ثانوية بنات بنش، وكادرها والمتطوعات المستخدمات فيها، بتنظيف المدرسة قبل بدء الدوام فيها بنحو أسبوع، وتهيئة الصفوف اللازمة، وترحيل الأنقاض المتبقية التي خلفها القصف، وذلك من أجل إصلاح ما دُمّر من الصفوف في الطابق الثاني من بناء المدرسة، بحسب مديرة ثانوية بنات بنش “سوسن الشيخ محمد”، مؤكدةً أن كل ذلك تم بجهود الجهاز الإداري والمتطوعات المستخدمات في المدرسة فقط.
وقالت “الشيخ محمد” لزيتون: “لم نتلقَ أي مساعدة من أي جهة أو منظمة، ولا حتى دعم من مديرية التربية، والمدرسة بحاجة إلى الكثير من الإصلاحات، حاولنا ترميم ما استطعنا، ولكن لا يزال ينقصنا الكثير، فالمدرسة بحاجة إلى نوافذ وأبواب ومقاعد، فضلاً عن أن هناك أكثر من 5 صفوف في الطابق العلوي تعرضت للقصف المدفعي، وتحتاج أسقفها إلى ترميم وإصلاح”.
وأضافت “الشيخ محمد”: “في العام الماضي لم نكن بحاجة إلى صفوف الطابق العلوي، ولكن هذا العام ارتفع عدد الطالبات المنتسبات إلى المدرسة، ولا بد من إصلاح الصفوف المتضررة من القصف”. 


ومع بدء العام الدراسي الحالي، قام تجمع غوث التطوعي بالتنسيق مع مديرية التربية الحرة بإدلب، بافتتاح “مدرسة النخبة” الخاصة للأيتام، وذلك في 17 أيلول الجاري، ضمن احتفال أقامه التجمع، وجرى فيه تكريم الطلاب المتفوقين في شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، وبحضور أعضاء من مديرية التربية الحرة.
وقال مسؤول مكتب التربية في تجمع غوث التطوعي “ساري السيد” لزيتون: “قام التجمع بافتتاح مدرسة النخبة الخاصة المجانية، والتي تختص بالطلاب الأيتام في مدينة بنش، بالتعاون مع مديرية التربية في مدينة إدلب”.
وقالت مديرة مدرسة النخبة الخاصة “نهى فلاحة” لزيتون: “قمنا بافتتاح مدرسة النخبة الخاصة بأبناء الشهداء والمعتقلين، بهدف الإشراف على رعايتهم وتعليمهم ضمن مرحلة التعليم الأساسي، وتم اختيار كادر جيد للمدرسة، مؤلف من 13 معلمة، بينها 5 معلمات من حملة شهادات جامعية باختصاصات: رياضيات وعلوم ولغة عربية ولغة إنكليزية، وتلقينا وعوداً من قبل مديرية التربية بتقديم الكتب المدرسية للمدرسة”. 
وأضافت “فلاحة”: “استقبلت المدرسة في أسبوعها الأول عدداً كبيراً من الطلاب، وصل إلى 420 طالباً، ولا يزال التسجيل متواصل”.

 
 
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*