تكديسه قبل توزيعه.. مشكلة الخبز الوحيدة في سراقب

زيتون – أسعد الأسعد
يعمل الفرن الحديث في مدينة سراقب بطاقة إنتاجية تبلغ 10 طن يومياً، أي ما يعادل 9100 ربطة خبز بوزن 1200 غرام، وبسعر 125 ليرة سورية، وتحوي 10 أرغفة، وتزيد كمية الإنتاج في أيام العطل ووقت الحاجة لتصل إلى 11 ألف ربطة، يتم توزيعها عبر 60 مركز منتشرة وموزعة في كافة أحياء المدينة والمزارع المحيطة بها، ويخدم الفرن الآلي نحو 40 ألف نسمة من أهالي المدينة والنازحون إليها، وذلك بدعم من منظمة “الإحسان للإغاثة والتنمية”، التي تقدم نصف كمية الطحين والخميرة، وفق العقد الموقع معها في بداية تموز الماضي، إلى جانب مساهمتها بالإشراف على العمل وتقديم الدعم، الأمر الذي انعكس على سعر ربطة الخبز وجودتها، بعد أن كان سعر ربطة الخبز قبل الدعم يصل إلى 200 ليرة سورية.


وفي الثالث والعشرين من أيلول الجاري، وقع المجلس المحلي في مدينة سراقب مذكرة تفاهم جديدة مع منظمة “الإحسان للإغاثة والتنمية” لدعم الفرن الحديث في المدينة لمدة ثلاثة أشهر، وذلك ضمن برنامج sustain لدعم الأفران.
رئيس المجلس المحلي في مدينة سراقب “مثنى المحمد” قال لزيتون: “الأفران في مدينة سراقب تابعة للمجلس المحلي، ويتم دعمها عن طريق منظمة الإحسان التي تدعم سعر الربطة”، مؤكداً أن جودة الخبز المنتج جيدة جداً، وكذلك سعر الربطة مناسب، ووزنها 1200 غرام.
وأضاف “المحمد”: “تنص مذكرة التفاهم الجديدة مع منظمة الإحسان على تجديد العقد لمدة ثلاثة أشهر، تبدأ اعتباراً من الأول من تشرين الأول القادم، وتنتهي في 31 كانون الأول من العام الحالي، بحيث تدفع المنظمة نصف ثمن كمية الطحين ونصف كمية الخميرة اللازمة، على أن يشتري المجلس المحلي نفس الكمية (أي النصف الآخر)، أما بالنسبة للصيانة و الكلفة التشغيلية فهي غير مدعومة من قبل المنظمة، وبما يتعلق بالمخزون الاحتياطي، فلا يملك المجلس أي مخزون احتياطي أو رأسمال تشغيلي للأفران”.
مدير الأفران في مدينة سراقب “محمود جرود” قال لزيتون: “كمية الطحين الموجودة لدينا لا تكفي لأكثر من ثمانية أيام في حال إغلاق المنافذ الحدودية، وهذه الكمية تشغيلية فقط، ولا نملك أية كميات تخزينية أو احتياطية، ولم نستلم أي مبلغ مالي أو منحة تشغيلية من منظمة بي إل إل سي”.
وأضاف “جرود”: “منظمة الإحسان هي الداعمة لتخفيض سعر الربطة، وذلك عبر دعم الفرن بـ 50% من سعر الطحين والخميرة المستهلكة، ولا يمكن تخفيض سعر الربطة أكثر من ذلك بسبب ارتفاع سعر الطحين، إذ كان سعر الطن الواحد من الطحين عند توقيع العقد مع منظمة الإحسان، يبلغ 135 دولار أمريكي، إلا أن سعره ارتفع بعد ذلك إلى 255 دولار أمريكي”.
“محمد قدور” من أهالي مدينة سراقب قال لزيتون: “سعر ربطة الخبز ممتاز، يستطيع الغني والفقير شراءها، ووزنها متناسب مع سعرها، إلا أن طريقة توزيع الخبز سيئة، حيث يتم تكديس الخبز بكميات كبيرة فوق بعضها البعض أثناء التوزيع للمعتمدين، وهناك بعض المعتمدين يأخذ الخبز وقتاً طويلاً حتى يصلهم، وذلك بسبب بعد المسافة بين المركز والفرن، والعدد الكبير للمراكز، ولذلك تختلف جودة الخبز ما بين موزع وآخر، تتناقص تدريجياً بحسب ترتيب التوزيع، فالمراكز الأولى يكون فيها الخبز أفضل من التي تليها، وصولاً إلى آخر معتمد يصله الخبز، ويكون الخبز قد فقد جودته، والتصقت الأرغفة ببعضها”. 
وأكد “يوسف أبو المجد” من أهالي المدينة، أن نوعية وجودة خبز أفران سراقب قد تحسنت بشكل ملحوظ عن العام الماضي، وأن الخبز الآن جيد جداً، و لكن المشكلة في التوزيع، إذ يفقد الخبز من جودته في التوزيع.


الشكوى من التوزيع ليست جديدة في سراقب، فقد سبق واشتكى الأهالي والمعتمدين على حد سواء، من التفاوت في جودة الخبز ما بين الفرن ومراكز التوزيع، ومن تخصيص عدد محدد من الربطات لكل دفتر عائلة، وكان المجلس قد أكد آنذاك حاجته لصناديق للحفاظ على جودة الخبز أثناء النقل وعمله على تجاوز المشكلة، ولكن المجلس والأهالي والموزعين أكدوا لاحقاً أن الوضع تغير، وأنه قد تم تدارك هاتين المشكلتين.
وكان “أحمد الضاهر” أحد موزعي الخبز في المدينة قد قال لزيتون الشهر الماضي: “في الوقت الحالي لا يوجد مشاكل وتتم عملية توزيع وتوصيل الخبز بشكل جيد، كما عملت إدارة الفرن على توزيع المعتمدين على كافة قطاعات المدينة، وتخصيص حصص للمعتمدين بحسب عدد الأهالي المسجلين لدى المجلس المحلي، ضمن الحي أو القطاع الذي يتواجد فيه المعتمد، وفي حال احتجنا كموزعين لكميات إضافية، نطلب من إدارة الفرن الكمية اللازمة للأهالي الذين يحتاجون كمية أكبر، أو للأهالي الغير مسجلين.
إلا أن الأهالي عادوا للشكوى مجدداً هذا الشهر، وفي هذا السياق، أعلن المجلس المحلي لمدينة سراقب على صفحته الرسمية في فيس بوك، في 23 أيلول الجاري، عن فتح باب التسجيل لدى المعتمدين للأهالي الغير مسجلين لدى أي معتمد، والراغبين بقيد أسمائهم، وكذلك للراغبين بنقل أسمائهم من معتمد لآخر نتيجةً لظرف ما، وذلك حتى نهاية أيلول الجاري، وبعد مراجعة “لجنة التموين وحماية المستهلك في المجلس المحلي”، ليتم نقل أو قيد أسمائهم أصولاً. 
من جانب آخر أعلن المجلس المحلي في 24 أيلول الجاري، عن تعليق عمله وعمل كافة الدوائر الرسمية والوحدات الادارية التابعة له، وكافة المدارس العاملة ضمن المدينة، نتيجة الهجمة الشرسة من الطيران وعملاً بقانون الطوارئ، وذلك حتى نهاية الأسبوع باستثناء الأفران، وبعض الدوائر الخدمية التي تستوجب العمل الميداني، إلا أن أحد خطي الفرن الحديث خرج في 25 من الشهر ذاته عن الخدمة، نتيجة عطل في بيت النار، ما أدى لانخفاض كمية الخبز المنتج في الفرن إلى النصف، ريثما تتم إعادته للعمل، وقام المجلس على الفور بتشكيل لجنة إصلاح لخط الإنتاج والإعلان عن أسماء أعضائها، بحسب ما أعلنه على صفحته الرسمية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*