شواغر بلا أجور.. مدارس المعرة تستجدي المتطوعين

جريدة زيتون – مخلص الأحمد
في منتصف أيلول الجاري، افتتحت المدارس في مدينة معرة النعمان أبوابها لطلاب المدينة والنازحين من المناطق الأخرى، ولكن القصف الذي عانت منه العام الماضي، والذي لا تزال تعاني من آثاره السابقة على البنية التحتية والطلاب على حد سواء، عاد وأجبرها أن تغلق أبوابها سريعاً ومؤقتاً، ولكن دون علم لها أو لغيرها بمدى التأثير الذي سيحمله لها هذا العام، لا سيما أن الكثير من الصعوبات الأخرى التي واجهت العملية التعليمية في السابق، لم تجد لها حلولاً بعد، وسط سعي المجمع التربوي في المعرة لتأمين الدعم لمدارس المدينة وحل مشكلاتها، وعدد مدارس المدينة الكبير الذي يحد من قدرة المجمع والمنظمات على تغطيتها.


عضو المجمع التربوي في مدينة معرة النعمان “إسماعيل سليمان” قال زيتون: “مع بداية العام الجديد واجهتنا مشاكل عدة، أهمها القصف واستهداف المدارس، حيث تأثر التعليم وتوقف لفترة وجيزة، وحتى الآن الطلاب غير قادرين على التركيز داخل صفوفهم، وكذلك المعلمين، والأهالي متخوفون من إرسال أبنائهم للمدارس، كما لا تزال المدارس في المعرة تفتقد للأبواب والنوافذ والمقاعد وغيرها من المستلزمات ضمن بنية المدارس، وقد قمنا في المجمع التربوي بإجراء دراسة دقيقة ورفعها للمنظمات، ولكن حتى اللحظة لم نجد منظمة تغطي هذه المستلزمات للعام الدراسي الجاري”. 
وأضاف “سليمان”: “لم نستطع تأمين المحروقات اللازمة لتدفئة الطلاب في المدارس بعد، ونحن مقبلون على فصل الشتاء، ولكننا قدمنا دراسة بتكلفة المحروقات في المدارس لإحدى المنظمات، ولم يصلنا الرد حتى الآن حول إمكانيتها في تغطية جميع المدارس، والبالغ عددها 210 مدارس، أما بالنسبة للكتب المدرسية فقد أرسلت مديرية التربية الحرة في إدلب كمية جيدة من الكتب، ولكنها لا تفي بالمطلوب، حيث مازال هناك نقص كببر بسبب العدد الكبير للطلاب في المدارس التابعة للمجمع هذا العام، والازدحام الكبير فيها، وهناك وعود من قبل التربية الحرة بإرسال كمية تغطي احتياجات المدارس في بداية تشرين الأول المقبل”.


أما فيما يتعلق بالنقص في عدد المعلمين وخبرتهم، فقد تم مؤخراً تعيين معلمين مجازين، ولكن تنقصهم الخبرة، إلا أنه لا يزال هناك نقص في الكوادر، بسبب كثرة عدد المدارس وقلة الدعم، وتمكن المجمع التربوي من سد النقص بالكوادر بنسبة 70%، وذلك عبر تعيين معلمين متطوعين لتعليم الطلاب بالمجان، وهناك تفاوت في كفاءة المعلمين العاملين في مدارس المدينة، بسبب سنوات الخبرة وغيرها من العوامل المؤثرة في كفاءتهم، إلا أن المعلمين في المدينة بشكل عام يتمتعون بكفاءة جيدة ولكنها لا ترتقي للمستوى الممتاز، بحسب عضو المجمع التربوي في مدينة معرة النعمان. 

“أحمد العمر” طالب في المرحلة الثانوية في إحدى مدارس مدينة معرة النعمان قال لزيتون: “عانينا في العام الدراسي الماضي من كثرة العطل وتوقف المدارس، إلا أن الكادر التعليمي في المدرسة كان جيداً، وهذا العام لا يزال في بدايته، ولكن القصف وتوقف المدارس بدأ معه وبشكل مكثف.

وقال “أمجد الحسن” طالب آخر من أبناء مدينة المعرة: “في بعض الأحيان نجلس 4 طلاب في مقعد واحد، بسبب الازدحام ولذلك لا أستطيع فهم الدروس، بسبب كثرة عدد الطلاب، وعدم قدرة المعلمين على ضبط هذا العدد من الطلاب ضمن الصف”.
وكان المجمع التربوي في مدينة معرة النعمان قد أعلن قبل أسبوع من بدء الدوام في المدارس التابعة له، عن بدء توزيع شهادات التعليم الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي، للطلاب الذين تقدموا لامتحانات الدورة التكميلية في مدارس المجمع، وعن شروط استلام الشهادات.

 
 
 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*