الكتاب المدرسي بين النظام والمعارضة.. ومدارس إدلب بلا كتاب

زيتون – محمد المحمود
بعد مرور أكثر من شهر على بدء العام الدراسي الجديد، ما تزال مدارس محافظة إدلب بلا كتب مدرسية، ما يؤثر على العملية التعليمية وتفويت جزء كبير من المنهاج على الطلاب، ويعود سبب تأخر وصول الكتاب المدرسي بحسب مديرية التربية الحرة في مدينة إدلب إلى تأخر طباعتها في تركيا برعاية وزارة التربية التابعة للحكومة السورية المؤقتة.

بعد شكوى من العديد من المجمعات التربوية والمدارس والمعلمين والأهالي والطلاب من عدم تأمين الكتب المدرسية حتى الآن، وبعد مضي شهر ونصف على بدء العام الدراسي الحالي، وبعد نفي مديرية التربية الحرة مسؤوليتها عن التأخير في تأمين الكتب، وتأكيدها بأن الكتب حالياً في طور الطباعة، وبأنها تحصل على الكتب من وزارة التربية، التقت زيتون مع كلاً من معاون وزير التربية ومنسق الوزارة.

معاون وزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة “جمال الشحود” قال لزيتون: “سبب التأخر في طباعة الكتب المدرسية هو انتهاء عمل إحدى الجهات الداعمة لطباعة الكتب وهي مؤسسة راف القطرية، وتسلّم جهة أخرى وهي مؤسسة قطر الخيرية دعم الطباعة، وهو ما استتبع بعض التأخير في وصول الكتب إلى المناطق المحررة لمدة عشرين يوماً”.

وأضاف “الشحود”: “تعمل الجهات المسؤولة عن الطباعة منذ خمسة أيام على إنجاز طباعة الكتب خلال عشرة أيام، وستكون جاهزة مع بداية الشهر القادم”.

وأشار “الشحود” إلى أن الكتب التي في طور الطباعة هي للمرحلتين الأساسية والثانوية، مؤكداً على السعي لزيادة الكمية لكي تكون كافية للعام الحالي والقادم.

وقال منسق وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة في تركيا “فاتح شعبان” لزيتون: “جرى التواصل منذ أكثر من شهرين مع الجهة الداعمة لمشروع طباعة الكتب وهي مؤسسة قطر الخيرية، والمشروع يتضمن طباعة 20 مليون كتاب خلال 3 سنوات، وسيتم طباعة 7 مليون كتاب خلال العام الأول من المشروع، أي العام الحالي”.

وأضاف “شعبان”: “منذ أكثر من شهرين ونحن على تواصل مع الجهة الداعمة لطباعة الكتب، وعقدنا معها عدة اجتماعات في اسطنبول وأنقرة وغازي عينتاب، وظهرت بعض المشاكل الداخلية في المؤسسة الداعمة كالمناقصات وعروض الأسعار، أدت إلى حدوث التأخير في الطباعة، بعدما كان من المقرر تسليم الكتب بتاريخ 15 تشرين الأول الجاري”.

وأكد منسق وزارة التربية لزيتون أن “إدارة قطر الخيرية قد أبلغت وزير التربية في الحكومة السورية المؤقتة أن عملية الطباعة قد بدأت منذ يومين، وستنتهي خلال العشرة أيام القادمة”، مشيراً إلى أن السبعة ملايين كتاب تشمل جميع المراحل التعليمية، وهي كافية لحاجة الطلاب السوريين في المناطق المحررة.

وكانت مؤسسة قطر الخيرية قد اعتذرت عن تقديم الدعم اللازم لطباعة الكتب في المنطقة الجنوبية من سوريا في درعا والمناطق المحاصرة، وذلك نتيجة لصعوبات من الجانب الأردني أبداها القائمون على العملية التعليمة في تلك المنطقة حول إدخال الكتب، وصعوبة تحويل الأموال نقداً من قبل المؤسسة، بحسب منسق وزارة التربية.

من جهته تحدث مدير دائرة الإعلام في مديرية تربية إدلب الحرة “مصطفى حاج علي” لزيتون عن الفروقات بين الكتب المدرسية في مدارس التربية الحرة وكتب تربية النظام قائلاً: “قبل نحو عام كانت هناك بعض الفروقات القليلة بين كتب النظام وكتب التربية الحرة، بالنسبة للمواد الأدبية كاللغة العربية والاجتماعيات، التي تحوي دروساً تمجّد رأس النظام المجرم، أما بالنسبة للمواد العلمية فلم يكن هناك أي فروقات بين كتب التربيتين، وقامت التربية الحرة بتنقيح هذه الكتب، وإلغاء مادة القومية، وطباعة الكتب من جديد”.

وأضاف “حاج علي”: “قامت تربية النظام هذا العام بطباعة عدة كتب جديدة للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، جميعها تعمل على تمجيد النظام، ومحتوى الكتب العلمية التي أصدرتها تربية النظام العام الحالي، متدني جداً مقارنةً بالكتب القديمة التي ما تزال تدرّس في مدارس التربية الحرة، والتي ما تزال تستخدم النسخة السابقة بعد أن تم تنقيحها، ويتم حالياً طباعة دفعة من الكتب للعام الدراسي الحالي 2017- 2018، ولكنها لم تصل حتى الآن”.

وكانت مديرية التربية الحرة قد اعتمدت هذه النسخة من الكتب، بعد أن تم تنقيحها من قبل وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة ومنظمة هيئة شام، وبناءاً عليه تم اعتمادها من قبل الوزارة لتدرّس في المدارس والثانويات التابعة لها، وذلك منذ أكثر من ثلاث سنوات، وما تزال هذه النسخ والكتب معتمدة حتى اللحظة، بحسب مدير دائرة الإعلام في مديرية تربية إدلب الحرة، والذي أضاف:

“تحصل مديرية التربية والتعليم الحرة بإدلب، على كتبها من الوزارة في الحكومة السورية المؤقتة التي تقوم بطباعة الكتب في تركيا بمساعدة بعض الداعمين، وهناك بعض الصعوبات تتلخص في صعوبة الحصول على دعم لطباعة هذه الكتب، حيث لا يوجد مصدر رسمي يدعم طباعتها، مما يؤخر طباعتها ووصولها إلى إدلب، وحالياً يتم طباعتها بدعم من إحدى المنظمات، وستصل قريبا إلى إدلب”.

وقامت مديرية التربية الحرة بإدلب برفع العديد من الخطط والمشاريع، لعدة جهات ومنظمات أممية من بينها منظمة “اليونسيف”، التي لم ترد حتى الآن، إذ يوجد المئات من المعلمين الذين يعملون بلا أجر في مدارس المحافظة، وبالمقابل يوجد مئات الشواغر التي تحتاج لملئها، ولكنها تحتاج إلى دعم لتحسين الواقع التعليمي، كما قامت التربية الحرة بتنفيذ مشاريع أخرى لتحسين هذا الواقع، كالتعليم الفعال والتعليم المسرع وتعيين أمناء مكاتب للمساعدة في عملية توزيع الكتب على المجمعات التربوية وتسريعها، إلى جانب تعيين مرشدين اجتماعيين في المدارس لدعم الأطفال نفسياً، وفقاً لمدير دائرة الإعلام في مديرية تربية إدلب الحرة.

“وليد الأحمد” من أهالي مدينة إدلب قال لزيتون: “بعد كل هذه السنوات من عمر الثورة، وكل هذه الدماء التي قدمها الشهداء والجرحى، من العار أن ندرّس منهاج النظام لأبنائنا، وأنا أحث وأشكر جهود مديرية التربية في منع هذا الأمر”.

وقال “حمزة اليوسف” من أهالي مدينة إدلب لزيتون:” يقوم نظام الأسد بزراعة الأفكار التي تناسبه في عقول الأجيال منذ زمن بعيد، وما تمكن منه معنا لا نريده لأبنائنا، وأنا أؤيد التربية الحرة في تنقيح المناهج الدراسية والكتب التي تطبعها”.

وعلى الرغم من تأييده لخطوة تنقيح المناهج واستبدالها، إلا أن “أحمد القاسم” من أهالي مدينة إدلب اشتكى من أن طباعة الكتب الجديدة تؤخر في عملية تدريس الطلاب، مطالباً بتلافي هذه المشكلة لضمان سير العملية التدريسية بشكل سليم.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*