دور البيت الإدلبي والتجمعات السياسية في إدلب

زيتون – محمد المحمود 
بعد تحرير مدينة إدلب من حكم نظام الأسد، تشكلت في مدينة إدلب بعض الهيئات السياسية والتجمعات الثورية المدنية، كالبيت الإدلبي والتجمع الثوري السوري والهيئة السياسية في إدلب، والتي تتجلى أهدافها في نصرة الثورة السورية ومحاربة النظام وسط تشجيع شعبي كبير لبعضها، كالبيت الإدلبي الذي يتمتع بشعبية كبيرة في إدلب بسبب الخدمات التي قدمها للمدينة وأبنائها.


البيت الإدلبي 
هيئة مدنية مستقلة محلية، شُكلت في حزيران عام 2016 من قبل بعض أبناء مدينة إدلب، وليس للبيت الإدلبي أي صبغة سياسية، ويعنى بخدمة مدينة إدلب وأبنائها، ويقدم المساعدة لأي جهد لصالح المدينة وأهلها، ويقدم المشاكل التي تواجه أبناء مدينة إدلب والحلول المناسبة لها، ويسعى لتصحيح الأخطاء الإدارية.
رئيس مجلس الإدارة في البيت الإدلبي “عبد اللطيف رحابي” قال لزيتون: “كان البيت الإدلبي فكرة عدد من أهالي ووجهاء مدينة إدلب، وبعد تحرير المدينة جرت عدة اجتماعات ومناقشات لدراسة الوضع الراهن في المدينة، والتجاوزات التي كانت تحصل من قبل بعض الأشخاص، ونتيجةً لحملة القصف الهمجية التي شنّها النظام على المدينة عقب تحريرها، تم اقتراح فتح مقر طوارئ لمساعدة المصابين وإجلاء الجرحى، وفتح باب التطوع، وكان هناك إقبال كبير من الأهالي على التطوع، وتم افتتاح البيت الإدلبي، وكان لدى القائمين على الفكرة رغبة بإجراء انتخابات لوضع مجلس إدارة للبيت الإدلبي، ولكن الوضع لم يكن يسمح بذلك، وتم اختيار أشخاص جيدين وكفء، وتعيينهم كأعضاء في مجلس الإدارة، والمكون من رئيس مجلس إدارة ونائبه ورؤساء مكاتب خدمية”.
وأضاف “رحابي”: “تم عقد عدة اجتماعات وجلسات من قبل المثقفين والجامعيين والأكاديميين وبعض الحقوقيين قبل تشكيل مجلس الإدارة، وتم خلال هذه الاجتماعات وضع نظام داخلي وهيكلية وأهداف للبيت الإدلبي، وينص النظام الداخلي على وجود رئيس مجلس ونائب له وأمين سر، وتحديد مهام كل منهم، بالإضافة إلى مكتب طبي ومكتب علاقات عامة ومكتب مالي ومكتب خدمات ومكتب تربية ومكتب دراسات”.
وكانت هناك معاناة كبيرة في مدينة إدلب من انفلات أمني وتجاوزات وسرقات تحصل في المدينة، فضلاً عن الدوائر الخدمية التي لم تكن تعمل بشكل جيد، فكان الهدف الرئيسي من البيت الإدلبي هو تجميع أصوات أهالي وأبناء مدينة إدلب، والمطالبة بحقوقهم ضمن صوت واحد، ليصبح أقوى وليكون مسموعاً بشكل أكبر، وبعدها بدأ البيت الإدلبي بإقامة السهرات، وهي عبارة عن جلسات تتم فيها دعوة الأهالي والناشطين وأعضاء البيت الإدلبي، ويتم خلال هذه الجلسات طرح المشاكل والهموم التي تواجه مدينة إدلب وأبنائها، بحسب “الرحابي”، الذي أضاف:
“كانت مدينة إدلب آنذاك تعاني من حرمانها من الدعم وانقطاعه عنها بشكل كامل، وذلك بسبب عدم وجود مجلس محلي في المدينة، والمنظمات لا تقدم دعمها إلا عن طريق المجالس المحلية، فسعى البيت الإدلبي بجهود حثيثة عبر التواصل مع جميع الجهات من مجلس شورى جيش الفتح ومجلس الأعيان ومنظمات المجتمع المدني لتشكيل مجلس محلي لمدينة إدلب، وقام البيت بالتخطيط والتنسيق ووضع لجنة تحضيرية للانتخابات، وتم الإعلان عنها، وتقدم أكثر من 1500 شخص للهيئة الناخبة لأعضاء مجلس المدينة، وتم انتخاب مجلس مدينة إدلب المؤلف من 25 شخصاً في 17 كانون الثاني من العام الحالي، وفي اليوم الثاني من الانتخابات، وأثناء فرز الأصوات، تم استهداف المكان من قبل الطيران الحربي، واقتصرت الأضرار على الماديات”.

وعن نشاطات البيت الإدلبي قال رئيس مجلس إدارة البيت الإدلبي: “قام البيت الإدلبي بعدة حملات تطوعية عمل خلالها على توزيع الخبز    والألبسة، كما عمل على توزيع الأضاحي في عيد الأضحى، والتي تم إرسال ثمنها من قبل بعض المغتربين، وشارك أفراد البيت الإدلبي بأنفسهم وبسياراتهم، للمساعدة بإجلاء جرحى القصف أثناء حملات النظام وروسيا على المدينة، بالإضافة إلى تنظيم البيت الإدلبي لعدة وقفات تضامنية، كالوقفة التضامنية أثناء حصار مدينة حلب وغيرها”، مؤكداً أنه لا توجد أي منظمة داعمة أو ممولة بشكل رئيسي لأعمال البيت الإدلبي، وإنما يقتصر دعمه على الدعم الذي يقدمه أفراد البيت الإدلبي للبيت ذاته.
وبعد ازدياد حالة الفلتان الأمني في مدينة إدلب، تقدم البيت الإدلبي بطلب للقوة التنفيذية لتعيين 50 متطوعاً لديه كحرس للمدينة، واجتمع أعضاء البيت الإدلبي مع عدة مندوبين من القوة التنفيذية، وتم رفض الطلب في بداية الأمر، إلا أنه وبعد تقديم البيت الإدلبي عدة طلبات خطية بهذا الخصوص، وتدهور الحالة الأمنية في مدينة إدلب، وافقت القوة الأمنية على الطلب، واستلم حرس البيت الإدلبي القطاع الأكبر في المدينة من منطقة جامع شعيب وحتى منطقة دوار الكستناء بالإضافة للسوق، وقام البيت الإدلبي بتسيير دورياته وعناصره في ساعات الليل، وتمكن عناصر الحرس التابعين للبيت الإدلبي من إلقاء القبض على عدة لصوص وأشخاص مفسدين، بالإضافة لإلقائهم القبض على زارعي العبوات الناسفة، وإحباط عدة عمليات تفجير، وتسليمهم للقوة التنفيذية التي تحيلهم للقضاء المختص في المدينة، بحسب رئيس مجلس إدارة البيت الإدلبي.

رأي الشارع في العمل السياسي والتجمعات السياسية

“رعد خيزران” من أهالي مدينة إدلب قال لزيتون: “البيت الإدلبي تجمع ممتاز، يجمع آراء أبناء المدينة بكلمة واحدة، وقدم الكثير من الخدمات لمدينة إدلب وأبنائها، وكان أهمها سعيه وإشرافه على تشكيل المجلس المحلي لمدينة إدلب، الذي حسن من وضع المدينة كثيراً”.
وقال “بشير فاخورجي” من أهالي مدينة إدلب لزيتون: “منذ تحرير مدينة إدلب وحتى الآن، تشكلت الكثير من التجمعات والهيئات السياسية، وبرأيي لا يوجد معيار لهذه الهيئات أو التجمعات سوى الإنجازات التي تحققها، والخدمات التي تقدمها للمدنيين، كالبيت الإدلبي مثلاً، الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الأهالي، بسبب ما قدمه للمدينة من الخدمات الطوعية، كالحرس وتوزيع الأضاحي، وانتخابات مجلس المدينة، والمطالبة بحقوق أبناء المدينة، وغيرها من الخدمات التي قدمها البيت الإدلبي للأهالي والمدينة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*