مكتب التعليم بسراقب: التربية الحرة عائق أمام مساعدة المعلمين المفصولين

زيتون – أسعد الأسعد
يعاني قطاع التعليم في مدينة سراقب من وقوعه بين ناري تربيتي النظام والحرة، وتخلي التربيتين عن مسؤولياتهما تجاه القطاع، فلا تربية النظام تُقدم شيئاً للمدارس باستثناء رواتب المعلمين، ولا التربية الحرة تدعم المدارس، على الرغم من تأكيدها بأن العملية التعليمية في سراقب لا تختلف عنها في بقية مدن المحافظة، وأنها تخضع للتربية الحرة وقراراتها.


مسؤول مكتب التربية في المجلس المحلي لمدينة سراقب وريفها “يحيى مصفرة” قال لزيتون: “لدينا في مدينة سراقب 42 معلماً مفصولاً من تربية النظام، وهم حالياً عاطلين عن العمل، أما في منطقة سراقب فيصل عدد المعلمين المفصولين إلى 55 معلماً، في حين يبلغ عدد المعلمين العاطلين عن العمل في منطقة سراقب إلى 180 معلماً”.
وأضاف “مصفرة”: “مديرية التربية الحرة بإدلب تقف في وجه أي خطة لمساعدة المعلمين المفصولين في سراقب، وتحارب أي عمل يصب في مصلحة هؤلاء المعلمين، وبالتالي لا يوجد أي خطة أو عمل لمساعدتهم، لأن أي خطة يتم وضعها، سيكون مصيرها الفشل بسبب انعدام الدعم المادي”.
وأكد مسؤول مكتب التربية في محلي سراقب أن كافة مدارس المدينة تعاني من نقص في الأبواب والشبابيك والمدافئ، وأنهم تداركاً للوضع قاموا بإصلاح بعض الشبابيك عبر وضع نايلون عليها، وذلك عن طريق تبرعات تقدم بها الأهالي، إلا أنها مع ذلك لم تكفي لكافة المدارس.
أما بالنسبة لثانوية البنات التي تم افتتاحها في مدرسة “ميسلون”، في 28 تشرين الأول الماضي، للبنات اللواتي تقدمن بامتحاناتهن في المدارس التابعة للائتلاف، والتي كان من المفترض أن تتبع لمديرية التربية الحرة، فقد رفضت التربية الحرة تبعيتها لها، ولم تقدم أي دعم ولو بسيط في سبيل افتتاح هذه المدرسة، وحالياً يعمل كادر هذه المدرسة، بشكل تطوعي بالكامل، دون وجود أي مردود مادي لهم، وجميعهم من المعلمين المفصولين من تربية النظام منذ وقت طويل، كما بقي الكادر والمدرسة دون أي تبعية لأية جهة، سواء لتربية النظام أو للتربية الحرة، وفقاً لمسؤول مكتب التربية في المجلس المحلي لمدينة سراقب.
من جانبه تحدث ممثل شعبة سراقب في نقابة المعلمين “فراس قسوم” لزيتون عن دور نقابة المعلمين في مساعدة المعلمين المفصولين قائلاً: “دور النقابة هو دور تنظيمي فقط، وليس لها أي دور من الناحية المادية، كونها ليست جهة داعمة أو منظمة، ويقتصر عمل النقابة على جمع بيانات المعلمين، وفرزهم حسب الاختصاص والقدم، بالإضافة إلى تقديم قوائم بأسماء المعلمين لأي جهة ترغب في دعمهم”.
وعن علاقة نقابة المعلمين مع مديرية التربية الحرة أضاف “القسوم”: “مديرية التربية الحرة لا تعترف إطلاقاً بنقابة المعلمين، والعلاقة بين التربية والنقابة ليست جيدة، بل على العكس فالتربية تقف في وجه النقابة في كافة نشاطاتها وأعمالها”.
واعتبر ممثل شعبة سراقب في نقابة المعلمين أن قرار التربية الحرة بإعطاء الأولوية في التعيين، للمعلمين الناجحين في المسابقات، وليس للمفصولين، قراراً سلبياً، مؤكداً على أن النقابة قامت بمخاطبة التربية الحرة بهذا الخصوص، وكان الرد بأنه ليس من المعقول وجود معلمين مفصولين حتى الآن.
وكان المجلس المحلي في مدينة سراقب قد قام بعقد اجتماع موسع، ضم رؤساء مجلسي الأعيان والشورى، وعدد من المعلمين الأحرار، وذلك في شهر آيار الماضي، بهدف إيجاد حلول لمشاكل التعليم في سراقب وإن كانت محدودة، وتم خلاله الاتفاق على تفريغ مدرسة “ميسلون” بالكامل وجزء من مدرسة “أحمد الحسين”، لاستيعاب المعلمين المفصولين، والخريجين الذين لا يتقاضون رواتب من أي جهة، ومحاولة تأمين الرواتب لهم من قبل المنظمات والجهات الداعمة.

وجاء الاتفاق بعد خلافات بين كل من مجلس الشورى المدني في سراقب والتربية الحرة على خلفية قرار التربية الحرة القاضي بعدم قبول شهادات التعليم الأساسي الصادرة عن تربية النظام، وهو القرار الذي تحفظ عليه مجلس الشورى في سراقب، ببيان أعلن فيه قبوله لشهادات التعليم الأساسي من الطلاب أيا كان مصدرها، بالإضافة إلى ترك حرية اختيار الطالب لمكان التقدم للامتحانات، الأمر الذي رفضته مديرية التربية الحرة، مؤكدةً أن العملية التعليمية في مدينة سراقب كغيرها من مدن وبلدات المحافظة تخضع لمديرية التربية وقراراتها، وأن مجلس الشورى لا يمثل العملية التعليمية، علماً أن كافة المدارس العاملة في سراقب تابعة لتربية النظام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*