نازحو ريف حماة بدون مساعدات ولا طبابة

زيتون – مخلص الأحمد
طفل صغير يداه ترتجفان من البرد، وخداه محمران من لسع الهواء، وجسده الهزيل يكسوه بقايا ثوب خاطته له أمه من ملابس والده القديمة، حال أيمن كحال الآلاف من الأطفال النازحين، الذين لجؤوا مع ذويهم للسكن في المخيمات، أو في بيوت خربة قديمة، أو مبانٍ قيد الإنشاء، أو افترشوا صفوف المدارس وباحاتها.


يعاني النازحون في مخيم قباسين بريف معرة النعمان الشرقي من أوضاع معيشية وخدمية صعبة، لا سيما مع قدوم فصل الشتاء وبرده القارس، وشح المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من المنظمات العاملة في المنطقة.
“بهجت أبو عهد” نازح من أهالي بلدة قارح بريف حماة الشرقي تحدث لزيتون عن ظروف نزوحه قائلاً: “نزح قسم من أهالي البلدة نحو عقيربات، والقسم الآخر ونحن منه، اتجهنا إلى ريف إدلب الجنوبي، وتم تقديم بعض الخيام لنا عبر مساعدات من أهالي المنطقة، ولكنها لم تكفي، مما اضطر البعض منا لشراء الخيام”.
وأضاف “أبو عهد”: “لا ندفع أجور المكان الذي وضعت فيه الخيام، وفي السابق كانت منظمة “دار” تقدم لنا شهرياً سلّة غذائية لكل عائلة، وكنا ننتظر السلة الغذائية من الشهر للشهر، أما اليوم فلم يعد يتجاوز عدد المستفيدين من هذه السلال 10 عائلات من بين 80 عائلة، والآن لا نملك ثمن ربطة خبز”. وتنقّل “أبو محمد” على مدى 7 سنوات من النزوح من ريف حماة إلى بلدة “خوّين”، ومنها إلى مخيم قباسين بريف المعرة، حيث كان الوضع حينها لا بأس به، على الرغم من أن عائلته لم تحصل على خيمة، ولكنها صنعت خيمتها من البطانيات، وأكد “أبو محمد” أن عائلته لم تحصل على أي نوع من المساعدات، منذ 4 أشهر.
وكان “أبو عمر” نازح من مدينة صوران بريف حماة الشرقي منذ 6 سنوات، قد وصل قبل نحو عام إلى مخيم قباسين، ووجد المخيم على هذا الحال، يفتقر إلى كافة الخدمات، باستثناء الرعاية الصحية، والتي اقتصرت على إعطاء الأطفال اللقاحات من قبل لجنة متنقلة،على حد تعبيره.
ولم يبتعد “أبو النور” النازح من قضاء حماة منذ 3 أشهر، بشكواه عمن سبقه، إلا أنه أضاف: “نعاني من البرد الشديد، وهو كما يُقال “سبب كل علة”، ونحن في المخيم نحتاج إلى حطب للتدفئة وغذاء للأطفال”.
من جانبه قال “عبد الله خالد” نازح من بلدة قارح بريف حماة الشرقي منذ سنة لزيتون: “قام أهالي المخيم بإنشاء مدرسة داخل المخيم بمبادرة منهم، بالرغم من انعدام المساعدات الإنسانية والطبية ووسائل التدفئة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*