أحرار الشام في ردها على هيئة تحرير الشام: تفكيك الفصائل سبب الهزائم

حملت القيادة العامة لحركة أحرار الشام الإسلامية في بيان صدر لها أمس الأحد 7 كانون الثاني لعام 2018، في ردها على بيان هيئة تحرير الشام الأخير، والذي اتهمت فيه الهيئة الفصائل بالتقاعس عن القتال، مسؤولية ما يجري من تقدم لقوات النظام على قرى وبلدات ريف حماه الشمالي وريف إدلب الجنوبي لهيئة تحرير الشام.
وجاء في البيان: ” إن تفكيك الفصائل والاستحواذ على مقراتها وسلاحها ومستودعاتها من قبل هيئة تحرير الشام ساهم بشكل جلي وواضح في ما آلت إليه الأمور حيث أثر ذلك على فاعليتها وقدرتها على القيام بواجباتها كما تسبب في عزوف الألوف من المجاهدين عن الجهاد وإضعاف الروح المعنوية والقتالية لدى من تبقى منهم ومن المؤسف إلقاء اللوم على الفصائل واتهامها بالتقاعس والخيانة ممن كان يدعي امتلاكه لمعظم قوة الساحة وأنه هو الأجدر بالدفاع عنهم وقام بناء على ذلك بالسيطرة على الشمال وتفكيك أكثر الفصائل وإضعاف المتبقي منها”.
وأضافت الحركة أنها لم تتقاعس أو تتخاذل عن القتال رغم قلة إمكانياتها وشح مواردها، مشيرة إلى أنها أرسلت إلى جبهة الرهجان ومن ثم استلام العديد من نقاط الرباط في ريف حماة الشمالي، ولا سيما في محيط عطشان وسكيك، وصدت أكثر من محاولة لتقدم النظام على محاورها، ولم يتم إحراز أي تقدم فيها، بالإضافة إلى وجود الحركة في جبهات أخرى، كجبهة الساحل وحلب، في حين سقط عدد كبير من القرى في الأونة الأخيرة وبوتيرة متسارعة في غير محاور الحركة، وذلك بإجماع المتابعين للأحداث الأخيرة بحسب البيان.
وفي ردها حول اتهام هيئة تحرير الشام للفصائل بتقديم إعذار كرد الحقوق كحجج لهم عن القتال قالت الحركة: “منذ مدة ليست بالقصيرة حاولت قيادة الحركة تهيئة الأجواء والمناخ المناسب للدفاع عن المحرر استشرافا لما آلت إليه الأمور وذلك بالسعي في صلح يجمع الساحة يقوم على إطلاق المعتقلين وإعادة الحقوق من المقرات والسلاح والذخائر وورشات التصنيع التي جرد فقدانها الحركة من القدرة على تعبئة مقاتليها بالشكل الكافي والناجع لصد عادية النظام المجرم وعصابات الخوارج”.
وتابع البيان: “إن من المتفق عليه في شرعنا الحنيف ومن أبجديات منهج الحركة أن دفع الصائل لا يشترط له شرط ولم تقم الحركة منذ تأسيسها وحتى هذا اليوم باختلاق أية شروط تمنعها من مصاولة المحتلين كما يدعي البعض زوراً إلا أن ذلك لا يعني عدم مطالبة من نهب غالب سلاح الحركة ومقدراتها التي تقاتل بها وأعاق حرية تحرك عناصرها بالكف عن ظلمه ورد الحقوق المسلوبة لكون هذه الأفعال سبباً رئيساً في إعاقة فاعلية الحركة ويكفي مجرد الاطلاع على إحصائيات حقوق الحركة ومقراتها المنهوبة لمعرفة ذلك ولكن هيئة تحرير الشام لم تتجاوب حتى هذه اللحظة مع مبادرة الحركة رغم المرونة العالية التي ابدتها قيادة الحركة في سبيل إنجاحها بشهادة ومعرفة المشايخ والمطلعين على كواليس المباحثات”.
ونفت الحركة أية مسؤولية لها عن اتفاقات تقضي بتسليم أراض من المحرر للنظام مؤكدة عدم علاقتها بها، مدللة على ذلك بحجم التضحيات التي قدمت في سبيل تحرير هذه الأرض.
ودعت الحركة في بيانها الفصائل والمؤسسات الثورية والنخب والعملاء والعشائر إلى تحمل مسؤولياتهم بالدفاع عن المحرر، كل على ثغره وبحسب قدرته، وذلك بالتواصل مع القائمين على الثغور والنقاط لدعمهم مادياً ومعنوياً ولوجستياً واعلامياً ومساعدة الفصائل على القيام بواجبها ويد الله مع الجماعة.
وكانت هيئة تحرير الشام قد أصدرت أمس الأحد 6 كانون الثاني بياناً ردت فيه على الاتهامات التي وجهت إليها بتسليم المناطق والقرى في ريف إدلب الجنوبي التي سقطت وما تزال، بيد قوات النظام السوري بشكل سريع، رجح الكثيرون بأنها تنفيذاُ من جانب هيئة تحرير الشام لاتفاق الأستانا، والذي يقضي بتسليم المناطق الواقعة شرق سكة الحديد لقوات النظام.
واتهمت الهيئة في بيانها الفصائل التي شاركت في مؤتمر الأستانة بالاتفاق مع العدو وتسليم إحداثيات مقراته وثكناته، كما اتهمتها بمباركة مناطق خفض التصعيد، وعدم المشاركة في القتال ضده بحجة رد الحقوق لها من قبل هيئة تحرير الشام، في إشارة إلى الفصائل التي فككتها هيئة تحرير الشام واستولت على سلاحها وذخائرها كحركة أحرار الشام الإسلامية وغيرها.
وقال البيان: “لسنا نحن من جلس في الأستانة وأسبغ الشرعية على نظام الأسد، ولسنا من اتفق مع العدو المحتل وسلم احداثيات مقراته وثكناته له، ولسنا من بارك مناطق خفض التصعيد والتي يحاول النظام التقدم اليوم بدعم روسي تنفيذاً لها، ولسنا نحن من جلس عن الفرض العين من دفع العدو الصائل على الدين والعرض، بحجج أوهن من بيت العنكبوت نسجوها من خيوط صفاء المنهج المزعوم تارة ومن شعارات رد الحقوق تارات، ولا تعدو كونها دعاوى لن تغني عنهم يوم القيامة شيئا”.
من الجدير ذكره أن قوات النظام ما زالت تتقدم حتى اليوم باتجاه بلدة أبو الظهور، إذ تمكنت اليوم من السيطرة على قرى أبو طحيجة شمال شرق إعجاز، وقرى حرملا، وكراتين، والمشرفة بريف أبو الظهور، ولم يعد يفصلها بعد هذا التقدم سوى 8 كيلومترات عن مطار أبو الظهور الحربي.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*