ناشطو حلب ينشدون..الحرية للمخطوفين

12219460_1233361166706301_5687276816507055883_n

زيتون – أماني العلي

“حلب من أخطر مدن العالم” حقيقة مؤلمة لا يمكن انكارها، فخطورتها لم تأتي فقط من 3275 برميلا متفجرا، وغارات جوية سورية وروسية، و50  قنبلة عنقودية، سقطوا من سمائها، فعلى أرضها انتشر الخطف و القتل للمدنيين و الإعلاميين والناشطين.

حسب تقرير لشبكة حقوق الإنسان السورية الصادر في 2014 ذكرت أن عدد الإعلاميين الذين قتلوا في سوريا خلال السنوات الأربعة الماضية بلغ 469إعلامياً، منهم أكثر من 400 صحفي وناشط إعلامي قتلوا على يد النظام السوري، و30 منهم قضوا تحت التعذيب، بينما تعرض 1030 إعلامياً للخطف أو الاعتقال على يد جهات مجهولة.

خطف الناشطين في المناطق المحررة في حلب دون معرفة الخاطف أو حتى السبب الذي خطف لأجله، حيث وثق الناشطون سيارات سوداء لا يعرف لمن تتبع، تخطف الاعلامي دون معرفة ما سيؤول عليه مصيره. 

أحد المتابعين لعمليات الخطف نقلا عن “العربي الجديد” أنّ “السبب الرئيسي لموجة الانتهاكات الأخيرة بحق الإعلاميين يعود أساساً لقلة الوعي لدى بعض المدنيين بأهمية العمل الإعلامي وأسلوب عمل الإعلاميين”. كما أن هناك أطرافاً تقوم بالترويج لإشاعات تفيد بأن الإعلاميين يتقاضون مئات الدولارات ثمناً للصور التي يلتقطونها، أو أنهم عملاء للنظام ويقومون بإعطاء إحداثيات المناطق للطائرات لكي تقوم بقصفها، ما يجعلهم بنظر بعض المدنيين السبب الرئيسي لتعرض مناطقهم للقصف”.

في ظل هذا الأحداث قامت مجموعة من الناشطين في /8/ من الشهر الجاري بمدينة حلب المحررة من أطباء وصحفيين ومصورين وأعضاء مجلس محلي وعسكري، باعتصام احتجاجا على الخطف بحق الناشطين، والانفلات الأمني الحاصل في المناطق المحررة.

وائل ناشط في حلب يقول: “عصيان مدني واحتجاج لم يكن الأول من نوعه ففي أيام سيطرة تنظيم الدولة على المناطق المحررة بحلب، قام ناشطون وثوار حلب بعدة احتجاجات على ممارسات تنظيم الدولة، من خطف واعتقال نتج عنه خروج التنظيم من مناطق مدينة حلب المحررة”.

العصيان كان فقط ضمن هذه المناطق شارك، فيه في اليوم  الأول /40/ شخص، ليزداد عدد المشاركين في الأيام المتتالية، قطعوا خلالها أوتوستراد الفردوس كخطوة أولى، وهتف المتظاهرون الحرية للناشطين المخطوفين، وطالبوا الفصائل العسكرية للوقوف أمام مسؤولياتها في حماية الإعلاميين.

أحمد بريمو ناشط إعلامي في المناطق المحررة مشارك في الحملة يقول :”ردا على قيام بعض الجهات المجهولة بخطف ناشطين، كانت هذا الحملة للتعبير عن خطورة الوضع وللمطالبة بإعادة النشطاء المخطوفين “.

وأضاف : “بدأت الحملة بحرق إطارات السيارات وقطع الطرق الرئيسية ،فلن تقف الحملة هنا و ستستمر لمدة أسبوع، وقد تصل إلى اضرابات في الأفران والمشافي وحتى في المحال التجارية اذ لم تتم الاستجابة لمطالبنا”

وردد الناشطون شعارات كان أبرزها “خاين.. خاين.. خاين.. الي بيخطف ثائر.. خاين” وأيضا “الحواجز إلنا مو علينا” ، “طفيلو الضو الحربي بالجو” استياءاً من الحواجز لعدم قيامها بواجبها على الشكل الصحيح حيث أن الحواجز لم تقم بتفتيش السيارات المارة، واكتفت بتنبيه السيارات المارة بإطفاء الضوء ليلا.

بعد أكثر من أربع سنوات من مطالبة المدنيين والناشطين الإعلاميين للحرية على حدا سواء لم يستطيعوا الحصول عليها في التعبير عن رأيهم، فما من مؤسسات محلية أو حتى عالمية تستطيع حتى هذه اللحظة الحفاظ عليهم أو حمايتهم كما الدول المحترمة.