بنك الدم في سراقب.. خارج الخدمة وخارج المدينة

بعد خروج بنك الدم في سراقب عن الخدمة، إثر تعرضه لعدة غارات جوية من الطيران الحربي، أثناء الهجمة الشرسة الأخيرة التي استهدفت مدينة سراقب بداية شباط الجاري، قامت إدارة البنك بنقل المعدات والأجهزة إلى مدينة إدلب بشكل مؤقت، ريثما يتم الاتفاق على مكان جديد ضمن مدينة سراقب.

ونظراً للحاجة الماسّة لبنك الدم، والذي يقدم خدماته لأهالي مدينة سراقب وريفها، بالإضافة للمشافي والمراكز الطبية المحيطة بها، فقد طالب أهالي المدينة على صفحات التواصل الاجتماعي، بعودة بنك الدم وإيجاد مكان مناسب له.

رئيس المجلس المحلي لمدينة سراقب وريفها “مثنى المحمد” تحدث في منشور له على صفحته الشخصية في فيس بوك عن تفاصيل نقل المركز وأسبابه قائلاً: “أثناء الحملة الهمجية الشرسة على المدينة، قام الدكتور حسن قدور بنقل معدات بنك الدم لمدينة إدلب بشكل مؤقت بعد استهدافه لأكثر من مرة، ونجح في ذلك قبل القصف الأخير الذي أخرجه عن الخدمة نهائياً”.

وأضاف “المحمد”: “نسعى حالياً مع مدير البنك لإيجاد مكان آخر، على ألا يكون داخل الأحياء السكنية، لأنه يعتبر هدفاً للطيران، وبحثنا عن مكان خارج التجمعات السكنية، لتلافي أي اعتراض من الأهالي على وجود البنك بين بيوتهم خوفاً من خطر القصف المحتمل”.

وأوضح رئيس المجلس المحلي في منشوره، أن المكان الأنسب الذي اختاره مدير البنك، كان الطابق الثاني من المركز الصحي، وأن المنظمة الممولة وإدارة المركز رفضتا طلب المجلس بتخصيص الطابق الثاني لبنك الدم، وهددت المنظمة بإيقاف عقد المركز، مبينة أن هناك مشروع مشفى في هذا الطابق يتم العمل عليه.

وقال مدير بنك الدم في سراقب “حسن قدور” في منشور له على صفحات التواصل الاجتماعي: “الإخوة في المجلس المحلي ليس تحت أيديهم أبنية حكومية متطرفة مناسبة لتقديمها للبنك، سوى الطابق الثاني في المستوصف الحكومي، الذي اعتذر زملائنا في المستوصف وكذلك منظمتهم، عن استضافتنا معهم على اعتبار أننا هدف للطيران، ولم يبق أمامنا خيار إلا الانتقال خارج سراقب، على أمل العودة في وقت من الأوقات”.

وأضاف “قدور”: “بناء المستوصف يمكن أن يتسع للمستوصف والبنك، ولكن خوف زملائنا من القصف جعلهم يعتذرون عن استضافتنا، وبلغني أنهم بمجرد دخول بنك الدم للمستوصف سوف يعلقون عملهم”.

ويعمل بنك الدم في سراقب، والمدعوم من قبل منظمة سامز الطبية، على مدار الـ 24 ساعة، ويقوم أسبوعياً بجولتين لقطف الدم في أرياف إدلب وحلب وحماة، بالإضافة إلى جولات استثنائية في حالات القصف، مقدماً خدماته لمشافي إدلب والمراكز الصحية في ريف المدينة، كما يستقبل نحو 900 متبرع شهرياً، ويستفيد منه نحو 700 شخص شهرياً، بين جرحى ومصابي حرب ومرضى، من أهالي إدلب وريفها.

من جانبه استنكر المسؤول الإداري في مركز الرعاية الصحية الأولية بمدينة سراقب “محمود العيسى” ما أسماها بالحملة ضد المركز الصحي مستشهداً بإحصائية عن الخدمات التي يقدمها المركز.

وقال “العيسى”: “من الأفضل تأمين مكان آخر لبنك الدم، حتى لا يتم تجميع النقاط الطبية في مكان واحد، لتكون هدفاً للنظام وطيرانه”.

مضيفاً: “قريباً سيتم ترميم المركز من أجل إضافة مشفى للأطفال والتوليد، حيث سعينا كثيراً من أجل إحداث هكذا مشفى، كون المدينة خالية تماماً من أي مشفى للأطفال والنسائية، وكلنا يعلم معاناة الأهالي عند حدوث حالات ولادة يكون الطفل فيها بحاجة ماسة لحضانة أو غواصة، حيث يضطر الأهالي للتنقل بين تفتناز وإدلب”.

وكان مركز الرعاية الصحية الأولية بمدينة سراقب، قد افتتح في بداية شهر آذار من عام 2016، وبدأ عمله كقسم عيادات مع منظمة سوريا للإغاثة والتنمية، ومن ثم بدأ تم التوسع فيه ليضم قسم إسعافات أولية، وقسم الصحة الإنجابية والتوليد، الذي يعمل على مدار الـ 24 ساعة، وقسم تنظيم الأسرة، والعيادة الداخلية، وعيادة الأطفال، وعيادة اللشمانيا، وقسم اللقاح الذي يتألف من قسمين، قسم ثابت يعمل ضمن المركز، وقسم جوال يخرج للقرى والبلدات المجاورة وفق المخطط الموضوع من قبل مديرية الصحة، إضافة إلى قسم الإرشاد النفسي يتكون من فريقين، فريق ثابت وفريق جوال يقوم بزيارة البلدات المجاورة، والمخبر والصيدلية المجانية. ويتراوح عدد المستفيدين من قسم العيادات في المركز ما بين 3200 إلى 3800 شخص شهرياً، ويأتي العدد بحسب الحالة الأمنية التي تعيشها المدينة، بينما يتراوح عدد المستفيدين من قسم اللقاح ما بين 1300 إلى 1900 شخصاً شهرياً، بالإضافة إلى استفادة ما بين 2200 إلى 2600 شخصاً شهرياً من قسم تنظيم الأسرة والإرشاد النفسي، بحسب المدير الإداري لمركز الرعاية الصحية الأولية في سراقب.

يذكر أن بنك الدم في مدينة سراقب، كان قد بدأ عمله في عام 2014، وخرج عن الخدمة أكثر من مرة، قبل أن يخرج نهائياً بعد تعرضه للقصف جوي روسي مساء الاثنين 5 شباط الجاري، والذي أدى إلى دمار المبنى بشكل كامل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*