في الذكرى السابعة للثورة.. إدلب تتجاوز مرحلة القاعدة

خاص زيتون 
طغى الاقتتال الفصائلي على ملامح الحياة في محافظة إدلب طيلة عام 2017، إذ بدأت بوادره قبل عامين، بعد ممارسات مشبوهة لتنظيم جند الأقصى الموالي لتنظيم داعش.


ومع تصاعد المواجهات بين حركة أحرار الشام والتنظيم، لم تنجح الحركة باستئصال جند الأقصى وذلك بتدخل فتح الشام المسمى السابق لهيئة تحرير الشام وجبهة النصرة، في حماية جند الأقصى وضمه إليها، وإبقائه شوكة في خاصرة الفصائل معززا لفتح الشام واعتداءاتها السابقة واللاحقة على هذه الفصائل.
وسلكت مدن وبلدات المحافظة أسلوب تحييد نفسها عن الاقتتال في حماية أهلها بشكل يوحي بالحياد في وقت ظهر التعاطف بشكل جلي مع حركة أحرار الشام ووقوف الناس ضد فتح الشام بشكل مستتر خوفا من انتقام عناصرها، وهو ما تكرر على طول العام الذي شهد عدة اشتباكات عنيفة وصلت إلى استعمال السلاح الثقيل بين أكبر فصيلين من فصائل المعارضة.
كما تبعتها مجموعة من المجالس المحلية في إعلان استقلاليتها عن أي فصيل في خطوة فهمت على النأي بنفسها عن أي اصطفاف فصائلي قد يعرضها لتوقف تمويل مشاريعها من قبل المنظمات الدولية، التي حرصت على عدم التعامل مع أي جهة لها علاقة بتنظيم القاعدة في سوريا وعلى رأسها هيئة تحرير الشام.
لم تدم حالة عدم الوضوح من موقف هيئة تحرير الشام من حركة أحرار الشام حتى ألحقتها بباقي الفصائل المفككة بعد أن تمكنت من طرد الحركة من معظم محافظة إدلب لتتراجع الحركة إلى جيوب صغيرة في ريف حماة الشمالي الغربي.
سبق ذلك تشكيل هيئة تحرير الشام ومحورها جبهة النصرة في محاولة للالتفاف على تصنيفها الدولي الإرهابي، بضم عدة فصائل منها حركة نور الدين الزنكي بقيادة “أبو جابر هاشم الشيخ” قائد حركة أحرار الشام سابقاً، فهم منها محاولة لضم حركة أحرار الشام من خلال هذه الخطوة، إلا أن فشل المفاوضات في ضم حركة أحرار الشام دفع بهيئة تحرير الشام إلى مهاجمتها واتهامها بعرقلة التوحد، الأمر الذي كان الشارع في محافظة إدلب قد نادى به مطولا، ورغب الجولاني بتحقيقه عبر طرقه الخاصة في ضم أكبر فصيل مناوئ له.
وكانت حركة نور الدين الزنكي قد انشقت عن هيئة تحرير الشام بعد اعتداءات الأخيرة على حركة أحرار الشام ومحاولة تفكيكها، كما ذاب قائد الهيئة أبو جابر هاشم الشيخ دون أي ضجيج ليبقى الجولاني مسيطرا على الهيئة ومحافظة إدلب بشكل مطلق.
وبحركة مكشوفة قامت هيئة تحرير الشام بإنشاء حكومة الإنقاذ في الشمال المحرر برئاسة “محمد الشيخ”، بهدف ترسيخ سلطة القاعدة فيها وخلق جناح سياسي لها، حاول ضم وكسب شرعية الشارع الذي سارع برفضها ومهاجمتها وعدم التعامل معها.
وفي خطوة جريئة ربما كانت مدعومة من الطرف التركي قامت حركة أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي بالتوحد تحت مسمى جبهة تحرير سوريا هدفها ردع هيئة تحرير الشام وإيقافها عند حدها بعد تهاوي شعبيتها بشكل حاد إثر تقدم قوات النظام في معارك شرقي سكة الحديد ووصول قوات النظام إلى قلب محافظة إدلب دون مقاومة تذكر.
ورجح الكثير من المراقبين ذلك التقدم بتنفيذ اتفاق أستانة الذي يقضي بسيطرة النظام على منطقة شرقي سكة الحديد مع انتشار نقاط مراقبة مشتركة على الحدود الفاصلة تكون فيها تركيا وروسيا الضامن لكلا الطرفين، وهو ما تم تنفيذه بشكل علني وواضح.
المعارك التي شنتها هيئة تحرير سوريا لم تغير من الواقع الميداني كثيرا سوى بتقاسم المحافظة بينهما لكنها أعطت درسا للجولاني بأن هناك قوة قد تشكلت مصرة على تحديد قوته إن لم يكن إنهاؤها.
الاقتتال الذي ما زال جاريا حتى الأن أفقد أهالي محافظة إدلب الثقة بالفصائل الإسلامية، ولا سيما بعد أن رأى تقدم جيش النظام إلى أطراف بلداته دون أن تحرك تلك الفصائل ساكنا، تجلت معنويات الأهالي في المظاهرات التي صرخت بشكل صريح بإسقاط الجولاني وقاعدته، لتكون ذكرى الثورة السابعة بداية النهاية الحقيقية لمرحلة القاعدة في سوريا والتي أضرت بشكل كبير بالثورة وصورتها ومسارها.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*