تعرف على سبب تسميتها.. حبة السنة وأنواعها

زيتون – بشار الخالد
لا يتجاوز طولها 2 أو 3 ميليمتر، ولا ترى بالعين المجردة، وتنشط في فصل الربيع، ما بين غروب الشمس وشروقها، حجمها صغير ولكن فعلها كبير.
تُفسد على الأهالي فرحهم بالخلاص من برد الشتاء وليله الطويل، وذلك بما تزرعه من خوف في نفوسهم، لا سيما في السنوات الأخيرة، وما حملته من دمار.
ليست قنبلةً أو قذيفة، أو سلاحاً من أسلحة الأسد كما يتبادر للذهن للوهلة الأولى، لكنها تعيش في الأبنية المهدمة، وفي المستنقعات والأماكن الظليلة وحظائر الحيوانات.


أنثى ذبابة الرمل، الناقل الرئيسي لمرض اللشمانيا أو كما يسمى حبة حلب أو حبة السنة، والذي بات ينتشر بكثرة في الشمال السوري، نتيجةً لتوفر العوامل المساعدة على انتشاره من بقايا الأبنية المدمرة والمهجورة، والمساكن العشوائية، وانخفاض المعايير الصحية والخدمية في المنطقة.
أخصائي الأمراض الجلدية ومدير مركز العمالية للعيادات التخصصية في مدينة إدلب الطبيب “كمال سرميني” تحدث لزيتون عن مرض اللشمانيا وأنواعه وأعراضه قائلا:
“مرض اللشمانيا سببه طفيلي اللشمانيا وحيد الخلية، ينتقل للبشر عن طريق عامل ناقل وهو أنثى ذبابة الرمل، وله ثلاثة أنواع حسب العامل الناقل، اللشمانيا الجلدية وهو الأكثر انتشاراً، واللشمانيا الجلدية المخاطية، واللشمانيا الحشوية، وهو النوع الأخطر لأنه يسبب الوفاة إذا لم يعالج”.
وأضاف “سرميني”: “من أعراض مرض اللشمانيا الحشوية، الحمى غير المنتظمة، التي يرافقها نقص وزن شديد ووهن عام وفقدان الشهية للطعام، وتغير لون الجلد وميلانه إلى السواد، بالإضافة لفقر الدم والضخامة الشديدة في الكبد والطحال”.
تتواجد العديد من المراكز الطبية التي تقدم العلاج لمرض اللشمانيا في محافظة إدلب، كما يتواجد مركزان في مدينة إدلب، أحدهما مركز العمالية الذي يستقبل شهريا مئة وخمسون إصابة جلدية جديدة، وإصابة كل شهر أو شهرين من النوع الحشوي، بحسب أخصائي الأمراض الجلدية ومدير مركز العمالية للعيادات التخصصية في مدينة إدلب.

الوقاية
وكون مرض اللشمانيا يختلف اختلافا جذريا عن باقي الأمراض من حيث الناقل، وانطلاقاً من مبدأ “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”، فلم يقتصر الأمر على تقديم العلاج فقط، بل عملت منظمات المجتمع المدني على تشكيل فرق مختصة تقوم بحملات منظمة لرش المبيدات، بهدف القضاء على هذا الناقل، والحد من انتشار المرض.
المشرف في فريق مكافحة اللشمانيا “يامن الخالد” قال لزيتون: “نظراً لأهمية الوقاية في القضاء على العامل الناقل، وبالتالي الحد من انتقال مرض اللشمانيا، وبناءً على معرفة سلوكية الذبابة كونها لاتطير أكثر من مترين ارتفاعا، نقوم بتنفيذ حملات رش مبيدات على جدران المنازل من الداخل فقط دون الأسقف، بالإضافة لرش الأماكن المهجورة وأماكن جمع النفايات وحظائر الحيوانات”.
وأضاف “الخالد”: “في الأماكن الموبوءة، وفي فصل الصيف تحديداً، نقوم بتوزيع ناموسيات خاصة فتحتها صغيرة جداً، لا تستطيع الذبابة المرور عبرها، وهي وسيلة هامة من وسائل الوقاية”.
وبسبب خطورة مرض اللشمانيا، وانتشاره بشكل كبير كظاهرة لم يعتد عليها الأهالي من قبل، وكون فترة حضانة الطفيلي داخل جسم الإنسان تمتد من شهرين إلى ثمانية أشهر قبل ظهور حبة صغيرة مكان اللدغة، وهو ما يزيد من خطورة المرض، لأنه يبقى متخفياً دون إظهار أية أعراض، كان من الضروري نشر حملات التوعية بالمرض وأسبابه وخطورته، ومكان تواجد الذبابة، وضرورة مكافحتها برش المبيدات الخاصة.
مسؤول توعية في فريق مكافحة اللشمانيا “عبدالله رحمون” قال لزيتون:

“نقوم بزيارات لكافة المنازل وتوزيع البروشورات الخاصة، بهدف توعية الأهالي عن المرض وخطورته، وطرق الوقاية منه، وتسهيل عمل فرق رش المبيدات”.

وأوضح “رحمون” أن الكثير من الأهالي لا يعلمون أن أنثى ذبابة الرمل قد تعيش في أي شق في جدران منازلهم، أو أنهم بارتداهم لباس ذو أكمام طويلة أو استخدام الناموسيات الخاصة، يوفرون لأنفسهم ولعائلاتهم وقاية من مرض خطير.
فيما أبدى عدد من الأهالي تخوفهم الحقيقي من الفترة المقبلة، نظراً لما عانوه في السنوات السابقة، وخصوصاً بعدما رصدت حالات إصابة باللشمانيا من النوع الحشوي وتسجيل حالات وفاة أيضاً، مع توقعاتهم بارتفاع عدد الإصابات لهذا العام، نتيجة لانتشار المخيمات العشوائية الغير مخدمة بالصرف الصحي بشكل سليم، ناهيك عن طول فترة العلاج التي قد تصل إلى سنة، ومن هنا أتت تسميتها بحبة السنة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*