التجمع الثوري ينظم مظاهرات مدينة إدلب

من مشاركة التجمع الثوري في مظاهرات إدلب – زيتون

خاص زيتون
شهدت مدينة إدلب في الآونة الأخيرة مظاهرات نددت بهيئة تحرير الشام واقتتال الفصائل، وطالبت بابتعادها عن العمل المدني وخروجها من المدينة، وكان لافتا ظهور اسم التجمع الشعبي الثوري في المظاهرات، ما أثار التساؤلات حول هذا التجمع ومشاركته الشارع في المظاهرات، فمن هو هذا التجمع؟.

يرى القائمون على التجمع الثوري في مدينة إدلب أنه تجمع شعبي ثوري مكون من أبناء المدينة، يهدف لإنعاش كافة المجالس المدنية بما فيها المجلس المحلي وغيره، إضافة لدعم النقابات والاتحادات، أغلب أعضائه من الثوار الأوائل، ويبلغ عدد أعضاءه 1800 عضواً.

وأوضح عضو التجمع الثوري في مدينة إدلب “رياض سميع” لزيتون كيفية تكوين هذا التجمع قائلا: “نحن مجموعة ناشطين ثوريين ارتأينا أنه يجب أن يكون هناك تجمع شعبي ثوري يجمع أبناء مدينة إدلب، ليتم الإعلان عن هذ التجمع في 12 شباط الماضي بإدارة مؤقتة، كما تم تكليف مجموعة من المحامين والحقوقيين بوضع نظام داخلي للتجمع وآلية انتخاب، سينتهي في غضون أيام، وسيتم طرحه والاستفتاء عليه وإقراره بشكل نهائي، وستُجرى فيما بعد عملية الانتخاب بأقرب فرصة”.

ويرى التجمع أن من أهم معايير انتخاب الأعضاء الأساسيين وأعضاء الإدارة الذين سيبلغ عددهم خمسة أو سبعة أعضاء، أن يكونوا من أصحاب الكفاءات والاختصاصات العلمية، وقد وضعت الجنة المؤقتة قراراً بعدم السماح للجنة المشكلة للنظام الداخلي بالتقدم للانتخابات.
ونظراً لكون التجمع حديث العهد، فليس له مكاتب أو فروع في مدن وبلدات محافظة إدلب بعد، ولكن يجري التواصل حالياً مع ناشطين من مناطق مختلفة في المحافظة، من بينهم ناشطين من النازحين من أبناء محافظات حلب وحمص وريف دمشق، بهدف الوصول إلى تجمع ثوري سوري شامل، وفقاً لعضو التجمع الثوري في مدينة إدلب.

من مشاركة التجمع الثوري في مظاهرات إدلب – زيتون

التشتت والضياع وضعف الصوت المعبر عن الأهالي منذ تحرير مدينة إدلب وحتى اليوم، دفع خالد ناصيف أحد أبناء المدينة لرؤية وجود التجمع على أنه خطوة موفقة ومهمة في الاتجاه الصحيح، لتحقيق مطالب الأهالي.
ويتخذ التجمع موقفاً ايجابيا من المرأة ومشاركتها وقضاياها مؤكداً على أنه سيكون هناك مكتب خاص للمرأة فيه بحسب السميع.
من جانبه يعارض الرئيس المؤقت للتجمع الثوري “ياسر ياسين” ما قامت به هيئة تحرير الشام من حل مجلس مدينة إدلب وترك المدينة دون إدارة مدنية، معتبراً أن هذه الخطوة خطأ كبير، مؤكداً على عملهم كتجمع لعودة المجلس السابق والدفاع عنه والمحافظة عليه.
وعن موقفه من تدخل الجيش التركي في المحافظة فيرى رئيس التجمع أنهم مع هذا التدخل إن كانت غايته إنهاء الحرب وتثبيت النقاط وإحلال السلام، لكن إن كان غايته الاحتلال وتثبيت مصالح تركيا فهم ضده وضد اتفاق استانا بشكل عام معتبرا أن الاتفاق ضعيف وهش ويهدف إلى تقسيم سوريا.

ويرى الرئيس المؤقت للتجمع الثوري بمدينة إدلب أن الفصائلية كانت سبباً في تشتتيت العمل العسكري في الثورة، مؤكداً أن التجمع مستقل ولا يتبع لأي فصيل، وأنه ضد الفصائلية وما يحدث من اقتتال، مبيناً أن التجمع قام بتنظيم مظاهرة في مدينة إدلب مؤخراً، للمطالبة بتحييد المدينة عن الاقتتال بين الفصائل، ولقيت استجابة من جميع الفصائل وتم تجنب إقحام المدينة بأي قتال.

وينتظر الناشط المدني “محمود الحمدو” من التجمع الثوري بمدينة إدلب، أن يكون صوتاً للأهالي، وأن يقدم خدمات فعالة لهم، على خلاف التجمعات والهيئات السياسية والمدنية الكثيرة في المحافظة، والتي تشكلت منذ تحرير المحافظة وحتى اليوم، دون أن يكون لها تأثيراً واضحاً على الأرض، أو قدمت ثم تم تهميشها من قبل العسكر.
ويأتي انتظار “الحمدو” من التجمع الجديد تلبية مطالب الأهالي، استناداً إلى نجاحه في تحييد مدينة إدلب عن الاقتتال، معتبراً أنها خطوة لصالح الأهالي، وبداية جيدة للتجمع واكتسابه ثقة أهالي المدينة، على حدّ تعبيره.

من مشاركة التجمع الثوري في مظاهرات إدلب – زيتون

مشاركة التجمع في المظاهرات المعبرة عن رغبة الأهالي وآرائهم هو أهم ما يقوم به التجمع، وتأتي شرعيته من كونه شعبيا وثوريا ومكونا من أبناء المدينة، ما يؤهله لتمثيل المدينة بجرأة، بحسب الياسين الذي أكد أن التجمع لن يلجأ إلى أساليب التجمعات السياسية في إصدار البيانات، بل سيقوم بالمطالبة بها مباشرة عبر التظاهر والاحتجاجات والاعتصامات، وهي الوسيلة الأنجع والتي تحوز على احترام الأهالي وتقديرهم، وبعد التجمعات السياسية عن الشارع وعدم مراعاتها للحركة الثورية هو ما سبب انعدام الثقة من قبل الشارع بهذه التجمعات، بعكس ما يمتلكه التجمع الثوري من شعبية وثقة نتيجة لمشاركته الحراك على الأرض.
ويعتزم التجمع إنشاء مجموعة من المكاتب التابعة له، هدفها متابعة جميع المؤسسات والقطاعات الخدمية والقضائية وغيرها، دون أن يكون لها دور إداريا فيها. 
مجموعة من الأهالي عبروا عن ضرورة وجود مثل هذا التجمع، منهم “أحمد الظاني” الذي يرى وجوب وقوف جميع أبناء المدينة معه والانتساب إليه كي تكون المدينة تحت تصرف أبنائها.

من إيجابيات التجمع رغم حداثته بحسب نهاد لطيفي أحد أبناء المدينة أنه يضم ثوار مدينة إدلب القدماء، ما يخوله بأن يمثل الشارع وما يعانيه أهالي المدينة.
“صهيب مكحل” أحد الناشطين الإعلاميين في المدينة لا يتوقع أن يحالف التجمع النجاح بسبب انتشار العسكرة وسطوتها على الأرض، مستبعدا أن يتم تغيير الواقع عبر المظاهرات والاحتجاجات وغيرها من الوسائل السلمية.
رغم ما يشكك به البعض من علاقة التجمع ببعض الفصائل كحركة أحرار الشام، وهو ما نفاه التجمع وأكد على استقلاليته، إلا أن التجمع يمارس حقه بالعمل المدني وبالتعبير السلمي عن مطالب محقة ظهرت بشكل واضح في المدينة، هذا العمل المدني الذي اتكأت عليه الفصائل في نشوئها وانتشارها، ما يعيد الحق إلى أصحاب الكلمة الأولى في العمل المدني المعبر عن مصلحة الأهالي.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*